مدرس الفيزياء .. قاتل طالب الدقهلية تحت مجهر الطب النفسى

القاتل - الضحية
القاتل - الضحية

محمود صالح

كيف لشاب مقبل على الحياة، يعمل مدرسًا لمدة الفيزياء، يرتكب جريمة بشعة في حق طالب كان يقوم بتعليمه، بعد أن ظن أن خطفه لطلب فيدية من أهله هو الطريق الوحيد للخروج من كبوته المالية، فإذ به يرتكب جريمة بشعة أقل ما يوصف بها أنه سفاح؛ حيث اقدم على قتل ضحيته وقطع جثمانه لـ3 أجزاء.. تفاصيل أكثر عن طبيعة شحصية القاتل النفسية ودوافعه لارتكاب هذه الجريمة بهذا الأسلوب البشع يوضحها الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في حديثه لـ"أخبار الحوادث"، وإلى التفاصيل.

"رحمك الله رحمة واسعة، وجعل مثواك الجنة، وأذاق من فعلها البلاء في الدنيا والآخرة". كانت هذه الجملة هي آخر ما كتبه مٌدرس الفيزياء، المتهم بقتل طالب الدقهلية إيهاب أشرف، 16 عامًا، والذي عُثر على جثمانه مٌقسمًا لـ3 أجزاء، وملقى كل جزء منها في منطقة، على حاجز مصرف مائي في مركز الستاموني.

صدمة الأهالي لم تتوقف عند وقوع الحادث، وتشيع جثمان الطالب على 3 مرات، بل زادت حين كشفت وزارة الداخلية عن أن مرتكب الجريمة هو معلم الضحية، الذي كان يلجأ إليه، لاسيما وأن القاتل كان ينعاه ويلعن قاتله.

الشرطة اشتبهت في المدرس باعتباره آخر شخص تواجد مع «إيهاب»، ولما ألقي القبض عليه أرشد عن باقي الجثمان، وتم العثور على الجزء العلوي «ملفوفًا» في جوال، وملقى في مصرف مائي بين قريتي النقعة وبصار، في نطاق مركز الستاموني.

دوافع إجرامية

يوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن مدرس الفيزياء، قاتل الطالب إيهاب أشرف، هو مجرم غير محترف، وهذا ما يظهر جلياً في تصرفاته عند ارتكاب الجريمة، هذا المجرم لو أنه يملك جزئية من الاحترافية كان من المفترض أن يخطط وينظم لكل هذه الأمور، لكنه كان من الواضح أنه يترك كل الأمور للصدفة، وبالتالي عندما كبرت القصة لم يستطع أن يتحمل كل هذه الضغوط، وأول ما فكر في ارتكاب هذه الجريمة بهذا الأسلوب البشع.

وأضاف: "في البداية يجب أن أوضح أن المجرم مسؤول عن تصرفاته بشكل كامل، وإنه سليم نفسيًا وعقليًا، لكن أنا هنا أناقش ما ارتكب من جرم على المستوى النفسي، محاولا فهم دوافعه للوصول إلى ارتكاب هذه الجريمة البشعة".

واستكمل: "من خلال ما ارتكب من جرم يتبين لنا أن شخصيته مضطربة، وأنها غير متزنة،  كما أن عنده دافع للإجرام، لكنه غير محترف ولا يخطط لشيء، عشوائي إلى أقصى درجة، شخصية اندفاعية في المقام الأول، يقوده الطمع والجشع، ويحاول البحث عن أي فرصة للثراء السريع، وبالتالي لم يكن يرى في ضحيته إلا أنها فرصة، يخطفه ويطلب فدية كبيرة، ولم يكن يعرف حتى بعد أن يستلم الفدية ماذا سيفعل بالمجني عليه الطالب الصغير، هو اكتشف أن عليه التخلص من ضحيته وقتله حتى لا ينكشف أمره، فأقدم على ارتكاب جريمته بهذه البشاعة".

وواصل فرويز شرح الطبيعة النفسية للقاتل قائلا: "كما أن قدراته الذهنية والعقلية ضعيفة جدًا، وليس كفء على المستوى العقلي بأن يرتكب جريمة ويهرب من العقاب، هو في الأساس لم يخطط للجريمة ولم يكن ينوي القتل، هو أراد الفدية فقط من وراء جريمته، ثم اكتشف أنه لو أعاد الضحية إلى بيته سالمًا سيكشف أمره، لذلك ارتكب جريمته".

دموي

وأوضح قائلا: "كان من الممكن أن يرتكب جريمته دون أن يشعر به أحد، ودون أن يلفت إليه الأنظار، لكن قدرته العقلية الضعيفة إضافة إلى جهله بتبعات ما أقدم عليه جعلته عدواني دموي، ظن أن ارتكاب هذه الجريمة بالبشاعة التي تمت بها هي السبيل الوحيد لنجاته من العقاب، وهو ما لم يحدث، خاصة وأنه تناسى أن هناك مؤشرات كثيرة تدل على أنه من قام بارتكاب هذه الجريمة، منها كاميرات المراقبة التي رصدت دخول الضحية إلى بيته، ومنها أن الأهل كانوا على علم بأن ابنهم في بيته".

وعن كون القاتل دموي بالفطرة أوضح الدكتور جمال فرويز؛ أن لا يمكن على وجه اليقين الجزم بأن القاتل دموي بالفطرة، أو أنه عانى في طفولته معاناة تجعله يقدم على ارتكاب هذا النوع من الجرائم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعطي له مبررًا لارتكاب هذه الجريمة، لكن يمكننا القول أن القاتل، بناءً على الطريقة التي ارتكب بها جريمته، يتضح أنه يعاني من اضطراب شديد في الشخصية، وأن شخصيته شخصية سيكوباتية مضادة للمجتمع، سلبي أغلب الوقت، وعنده لا مبالاة بصورة مبالغ فيها، كما أن نوعية هذه الشخصية من الشخصيات التي لا تهتم بنتائج هذه التصرفات، وهو ما سوف نلاحظه في شخصيته، إذ أنه ارتكب الجريمة دون يعرف عواقب ما سوف يقوم به.

واضاف د.جمال فرويز اخيرا: "وحتى أضع الأمور في نصابها الصحيح، يكفيني أن أقول لك أننا جميعا فينا الكثير من الشخصيات المختلفة والمتناقضة، بدرجات متنباينة، وهو ما يظهر في طرق تعاملنا مع المواقف التي تحيط بنا، وبالتالي أي تعرض للضغط من شأنه يوثر علينا في تصرفاتنا، وفي هذه الحالة فإن المجرم سيطرت عليه عدة أعباء مالية، اعطته الدافع لارتكاب جريمته بحثًا عن المال، بصرف النظر عن الطريقة التي بها سوف يحصل على المال، وبالتالي قام بخطف الطالب ليطلب فدية من أهله، ثم اخفاؤه ظنًا منه أن الطريق الوحيد للهرب من جريمة الخطف، فإذ به يرتكب جريمة أخرى وهي القتل، مدرس الفيزياء ارتكب الجريمة بغشم، وهذا يؤكد أن قدرته العقلية أقل بكثير من أن يكون مدرسًا يعلم الطلاب في المدرسة".

اقرأ  أيضا : السجن المؤبد لشقيقين قتلا جارهما طعنًا بسكين في الإسكندرية

;