يحتفل العالم في يوم ٢٩ فبراير من كل عام باختراع أول آلة كاتبة إلكترونية في العالم تكتب بطريقة بريل لقراءة المكفوفين، والتي اخترعها أحد العلماء البريطانيين في عام ١٩٨٨، لويس برايل الفرنسي الذي فقد بصره وهو طفل عمره ثلاث سنوات عندما كان يلعب بمثقاب الجلود الخاص بوالده ففقأ إحدى عينيه ثم ما لبث أن فقد عينه الأخرى بعد أيام قليلة نتيجة العدوى.
عندما فقد برايل بصره لم يمنعه ذلك من أن يتعلم مثل أقرانه المبصرين، فالتحق بمدرسة قريبة من منزلة ، وكان لويس يتميز بالذكاء والإبداع الشديد ، لكنه لم يستطع أن يستمر في هذه المدرسة لأنه لم يكن يملك المصروفات الخاصة بها، فسافر إلى باريس حيث التحق بمدرسة داخلية للمكفوفين.
وفي عام ١٨٢١ قام ضابط في الجيش الفرنسي اسمه شارل باربيار بزيارة للمعهد، أبلغ خلالها لويس برايل بأنه ابتكر طريقة جديدة مشفرة للكتابة يستطيع بها الجنود التخاطب فيما بينهم في الأمور السرية بدون الحاجة للكلام، وهي بأن يبرز الجنود على ورق سميك أشكالًا من النقاط أقصاها اثنتا عشرة نقطة، لكل منها دلالة كلامية.
واجه برايل صعوبة في فهم تلك الكتابة فقام بتخفيض العدد الأقصى للنقاط من ١٢ إلى ٦، وبدأ في نفس ذلك العام بالعمل على اختراع طريقة كتابة جديدة، وانتهى في عام ١٨٢٤ وهو بعمر ١٥ عاما. استخدم بريل في نظامه الجديد ٦ نقاط فقط كرموز لحروف، بينما استخدم باربيار ١٢ نقطة كرموز لأصوات. قام لاحقاً بتوسيع نظام كتابته ليشمل رموز الرياضيات والموسيقى. نُشر أول كتاب بنظام كتابة برايل في عام ١٨٢٩.
أصبح برايل مدرّسًا في المعهد ولكن لم يتم اعتماد نظام كتابته الجديد رسميًا في المعهد في فترة حياته بل اعتُمد النظام رسميًا في فرنسا في عام ١٩٥٤، أي بعد وفاة برايل بعامين.
