ما أهمية «الولايات المتأرجحة» في تحديد مسار سباق انتخابات أمريكا 2024؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في الخمس أسابيع المقبلة، سيواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، تحديات كبيرة لتحقيق تحول ملموس في مسار السباق الانتخابي مع التركيز على الولايات المتأرجحة التي قد تكمن بها مفاتيح الفوز وتقوده للفوز بالانتخابات الأمريكية 2024.

اقرأ أيضًا: «الولايات المتأرجحة».. كيف يمكن أن تحسم الطريق للبيت الأبيض؟

ووفقًا لاستطلاعات الرأي، قال حوالي 35% من الناخبين الأمريكيين أن ترامب قد يكون غير لائق لمنصب الرئيس الأمريكي في حال تم اتهامه بجريمة في ظل الأزمات القانونية المستمرة التي تلاحقه، فيما يعتقد نحو 25% من أنصار الرئيس الأمريكي السابق، أنه متطرف للغاية، مما يثير شكوكهم أيضًا حول إمكانية فوزه في انتخابات أمريكا 2024.

وبحسب نتائج استطلاعات الرأي فإن حوالي 40% من أنصار المرشحة الجمهورية نيكي هيلي أعلنوا أن قرارهم بالتصويت لصالحها كان مدفوعًا بمعارضتهم للمرشح الخصم دونالد ترامب.


هل تقلب الولايات المتأرجحة موازين الانتخابات؟

وفي ذات السياق، تعتبر الولايات المتأرجحة الحاسمة مفتاح انتصار ترامب وهي مثل ميشيجان وجورجيا وأريزونا وبنسلفانيا وويسكونسن ونيفادا الأمريكية، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب ملحوظ بين التأييد للحزبين الجمهوري والديمقراطي، وفي هذه الولايات الحاسمة يمكن أن يغير الأفراد انتماؤهم الحزبي لأسباب متنوعة، لكن تأخذ تركيبتها السكانية دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الانتخابات.

ومع وصول نحو 60 مليون شخص إلى الولايات المتحدة في العقود الأخيرة من عدة بلاد مختلفة غالبيتهم من أمريكا اللاتينية، يصبح للتنوع الثقافي أثر هام وحاسم في هذا السياق الانتخابي، وتأتي الأقليات، بما في ذلك الأمريكيين العرب، ليكونوا كبطاقة بارزًا في سباق الانتخابات الأمريكية 2024.

حيث يحمل الأمريكيون العرب وزنًا انتخابيًا كبيرًا في ولاية ميشيجان، التي تحولت إلى مرحلة حاسمة وهامة، حيث أنه يتواجد بها نحو نصف مليون أمريكي من أصول عربية، ورغم أنهم يمثلون أقلية تقل عن 5% من سكان الولاية، فإن لديهم تأثيرًا كبيرًا في توجيه الانتخابات في هذه الولاية المتأرجحة، خاصةً بعدما اتجه ناخبوها لاختيار مرشحهم في الانتخابات التمهيدية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على نتيجة الانتخابات العامة، بحسب "العربية" الإخبارية.

وفيما يتعلق بالجمهوريين، ففي حال خسارة المرشحة نيكي هيلي في ولاية ميشيجان، ففي هذا إشارة إلى أن فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب ليس بالأمر المستبعد، حيث تعتبر تلك الولاية حاسمة للغاية، نظرًا لأنها يمكن أن تشكل نقطة تحول في مسار الحملة الانتخابية وتحديد مستقبل المعركة الانتخابية.

وفي المقابل، يواجه أيضًا الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديات كبيرة في ولاية ميشيجان المتأرجحة، إذ فقد العديد من مؤيديه من الأمريكيين ذوي الأصول العربية بسبب استيائهم من سياسيات بايدن في التعامل مع إدارة أحداث غزة والصراع الراهن في القطاع المحاصر.

كما نظم الناخبين الأمريكيين العرب مسيرة احتجاجية في ولاية ميشيجان لتحفيز التصويت ضد التزام معين لصالح بايدن في الانتخابات التمهيدية في ورقة الاقتراع، التي تحتوي على خانة أمام كل اسم مرشح، وتتوفر خانة إضافية غير مسماة تعبر عن عدم الالتزام بدعم أي مرشح معين وهي المقصودة.

وحيال ذلك، قامت حاكمة ولاية ميشيجان من الحزب الديمقراطي، جريتشن إستير ويتمر  بإطلاق حملة مضادة، استنادًا إلى المخاوف المتعلقة بالتوجهات السياسية، مشيرة إلى أن كل صوت غير ملتزم بصالح بايدن يُعد خطوة نحو عهد جديد تحت إدارة ترامب، التي تُعتبر أكثر تشددًا في العديد من القضايا، وفقًا لتعبيرها.

وفي سياق آخر، فاز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بانتخابات التمهيد الرئاسية للحزب الجمهوري في ولاية ميشيجان أمس الثلاثاء، متفوقًا على منافسته في الحزب نيكي هيلي للمرة الثانية في أقل من أسبوع.

«ميشيجان» تُخجل «بايدن» برغم تحقيق الانتصار

وبينما حقق أيضًا بايدن فوزًا في حزبه الديمقراطي إلا أنه قد قام عشرات الآلاف من الناخبين الديمقراطيين بالتصويت لصالح "غير الملتزم" بدلا من الإعلان عن دعمهم للرئيس جو بايدن، ما أوضح أن الناخبين هؤلاء صوتوا لصالح الحزب الديمقراطي، ولكنهم امتنعوا عن تقديم الدعم الفعلي للرئيس بايدن.

وتجاوز عدد المصوتين لهذا الخيار "غير ملتزم" توقعات الحملة، حيث وصل إلى حوالي 40 ألف صوت، مع توقعات بارتفاعه إلى 150 ألف صوت مع استمرار عملية الفرز.

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، بفوز ترامب بعد إغلاق جميع صناديق الاقتراع، وبعد فرز 32% من الأصوات، حصل ترامب على نسبة 67% مقابل 28.1% لهيلي.

وتُعتبر هذه الانتخابات التمهيدية في ميشيجان هي آخر منافسة رئيسية قبل يوم "الثلاثاء الكبير"، حيث ستُجرى انتخابات تمهيدية في 15 ولاية وإقليم واحد، وتأتي هذه النتيجة لتعزز موقف ترامب في سباق الترشيح الجمهوري لانتخابات أمريكا بنوفمبر المقبل.