«مصر بتتكلم حرفي» في معرض «ديارنا»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تدعم الحكومة بشتى الطرق أصحاب الأيدي العاملة، خاصة فناني الحرف وصنايعية مصر، بما يتيح لهم النهوض بالصناعات المختلفة والحفاظ على الحرف التراثية. ويُعد معرض «ديارنا» الذى يرفع شعار «مصر بتتكلم حرفي»، واحدًا من أهم المعارض التي تسهم فى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال إتاحة الفرص لأصحاب الحرف لعرض منتجاتهم والتواصل مع التجّار والجمهور.

◄ فرصة لإعادة الحياة لحرف كثيرة كادت تندثر 

◄ يدعم السيدات والجمعيات والأسر المنتجة

على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، افتتحت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، مؤخرًا، معرض «ديارنا» للحرف اليدوية والتراثية، ويستضيف المعرض 450 من العارضين، الذين يعرضون منتجات أكثر من 4000 فرد يتناوبون خلال المعرض المقرر له فترتين، الأولى تبدأ من 23 فبراير وحتى 1 مارس المقبل، والثانية تبدأ من 2 إلى 9 مارس، لإتاحة فرصة تسويقية لأكبر عدد ممكن من العارضين.

كما يستضيف المعرض محافظتى شمال سيناء والبحر الأحمر لتكونا ضيف شرف الدورة «66»، حيث سيتم تسليط الضوء على المنتجات والثقافة الخاصة بهاتين المحافظتين. وقد تجولت «آخرساعة» داخل أروقة المعرض الذى تميزت منتجاته بالخامات الطبيعية والتصاميم المصنوعة من وحى الطبيعة، كما يقدم المعرض دعمه الخاص للسيدات وصغار الصناع، ويعد فرصة حقيقة لإحياء الكثير من الصناعات والحرف ومنها صناعة السجاد اليدوى والرسم على الزجاج، والمكرمية والنحاس وغيرها.

◄ نساء سيناء
شنط وعبايات بتصاميم وألوان لفتت أنظار زوار المعرض، حيث كانت تجلس فؤادة السماحة، رئيس جمعية تنمية المرأة السيناوية لعرض منتجات السيدات من بئر العبد شمال سيناء، اللواتى يعملن من خلال مشروع مسند لهن من وزارة التضامن الاجتماعي.

تقول فؤادة: تستند النساء من شمال سيناء فى مشروع تدريب المرأة الريفية على مهارات الحياة الأساسية، والمشروع به ثلاث محاور، الأول هو الإقراض متناهى الصغر، والمحور الثانى مشغل للتفصيل والخياطة وجزء منه للتفصيل السيناوي، والجزء الثالث للستائر والمفروشات، والمشروع يخدم شريحة كبيرة من سيدات المجتمع فى سيناء، خاصة مركز ومدينة بئر العبد، ودعمهن من خلال منحهن مشروعات متناهية الصغر ومساعدتهن بدراسة الجدوى.

تتابع: السيدات فى شمال سيناء يُجِدن حرفة التطريز السيناوى ويتميزن بالصبر والذكاء، بالتالى يمثل هذا المشروع لهن منطقة إبداع وإنتاج، حيث يبدعن فى تطريز الأقمشة ورسم الأشكال الهندسية الدقيقة والرسم على قطع القماش بفنون من وحى الطبيعة والبيئة فى سيناء.

وتضيف رئيس جمعية تنمية المرأة السيناوية: يوفر معرض «ديارنا» فرصًا تسويقية كبيرة للسيدات البدويات فى سيناء، لأن التسويق الأونلاين غير مجدٍ بالنسبة إليهن، أما المعرض فيتيح التعامل مع الجمهور مباشرة وإقناعه بالمنتج من خلال رؤيته على الطبيعة والإعجاب به وشرائه، مشيرة إلى أن هذه النسخة من المعرض تمثل لها المشاركة الـ14 على التوالي، والسيدات يرتكزن على معارض «ديارنا» و«تراثنا» كل عام لتسويق منتجاتهن، ومع اقتراب شهر رمضان يوفر المعرض فرصة للسيدات لبيع المنتجات قبل حلول الشهر الكريم، وتدور عجلة إنتاج مشروعها مرة أخرى للمشاركة فى معارض قادمة.

وفى قسم مجاور يعرض وليد (شاب ثلاثيني) بصحبة والدته منتجات من سيناء تنوعت بين ملابس بالطابع السيناوى وعبايات ومنتجات طعام من توابل وزيوت والبهارات والتمر السيناوى وغيرها. يقول وليد إن المعرض يمثل داعما كبيرا لمشروعه هو والدته من حيث تعريف الجمهور بمشروعهما وبمنتجاتهما، كما كان سببا كبيرا فى تسويق المنتجات بالخارج لتفضيل الكثيرين من الأجانب اقتناء هذه القطع المميزة ذات الطابع البدوي.

وأضاف: نظرا لتزامن المعرض هذا العام مع شهر رمضان كان ضمن اهتمامنا إنتاج قطع وعبايات بتطريزات ورسومات تتماشى مع الأجواء الرمضانية، لافتا إلى إطلاق وزيرة التضامن الاجتماعى بطاقة «حرفى» عند افتتاح المعرض لمساعدة الحرفيين فى تصدير منتجاتهم بالخارج وهى خطوة مهمة جدا حتى تصل المنتجت المحلية إلى جميع بلدان بالعالم.

◄ مساعدة الغارمات
كما يشارك بالمعرض العديد من الجمعيات الأهلية لتسويق منتجات وحرف السيدات المشاركات بالجمعية ومنها جمعية رعاية أبناء السجينات التى تدعم الغارمات من خلال تقديم الدعم المادى لهن بما يعينهن على تسديد ديونهن، ومساعدتهن أيضًا على تعلم الحرف المختلفة لإعانتهن على المعيشة.

يقول كريم مدير تسويق الجمعية: نشارك فى المعرض باستمرار بدعم من وزارة التضامن الاجتماعى لعرض إنتاج السيدات من المشغولات اليدوية وتصنيع المنتجات المختلفة من الشنط والمفارش بخامات من الجلود والأقمشة، موضحاَ أن كل سيدة تختار الحرفة التى تريد العمل بها ويتم توفير المتخصصين فى كل حرفة لمساعدتهن على تعلمها وإتقانها ووضعهن على خط الإنتاج بمرتبات مجزية تصل إلى 6000 جنيه شهريا، وبعد التعلم يتم مد السيدات بالخامات والأدوات اللازمة حتى يكون لديهن مشروعات خاصة ويتم التخلص من مشكلة الغارمات بالمجتمع، مؤكدًا أن المشاركة فى معرض «ديارنا» بمثابة داعم كبير للسيدات ومشروعاتهن، حيث ينتظرن المعرض كل عام لتسويق منتجاتهن.

◄ حرف تراثية
من الفنون التى يشارك أصحابها فى المعرض فن المكرمية، حيث تنوعت منتجاته وأشكاله وكان أحد الفنون الأساسية داخل أورقة المعرض. تقول أمل إمام إحدى المشاركات، إن المعرض يمنح الفرص فى إعادة الكثير من الفنون والحرف مرة أخرى بعدما كانت قد شارفت على الاندثار، والمكرمية من الفنون العتيقة والتراثية التى تميز بها العديد من الحرفيين فى مصر، لكنها مع الوقت اختفت نسبيا لعدم معرفة الأجيال الجديدة بمثل هذه الحرف والفنون لتأتى المعارض وتفتح المجال من جديد للتعريف بفن المكرمية ومنتجاته.

وتابعت: أصنِّع المنتجات بمنزلى بعد شراء الخامات واختيار التصاميم المناسبة، وهى مهنة تراثية أحببتها وطورت نفسى فيها، وفى هذا العام حرصت أن تكون المنتجات مناسبة للبيوت العصرية من خلال إدماج المكرمية فى صنع النجف والأباجورات والديكورات الحديثة، وبالفعل هناك تفاعل من الزوار وحتى الشباب الصغير الذى ألاحظ انبهاره بالمنتجات وإقباله على شرائها منذ اليوم الأول من المعرض.

وأكدت أن المعرض شريك أساسى فى نجاح العديد من السيدات، خاصة أصحاب المشروعات المنزلية والمشغولات اليدوية، مشيرة إلى أن المعرض ساعدها فى إحياء مشروعها ووصول المنتجات إلى أكبر عدد من الجمهور بعدما كانت تسوق لمنتجاتها فى نطاق الأهل والأصدقاء.

◄ أم الصغير
من قرية «أم الصغير» التى تبعد عن واحة سيوة بنحو 100 كيلومتر، تزين المعرض بمنتجات من الملح الصخرى وجذوع النخل، وتقول سالى حسين مسئولة المشروع بالقاهرة: تعمل سيدات وبنات قرية «أم الصغير» فى تجميع أشياء من الطبيعة لصنع منتجات جمالية تضع لمسات رائعة على الديكور فى المنازل سواء جذوع النخل وجذع شجر الزيتون يتم تفريغه وصنع القطع الديكورية منه مثل نوى البلح وجميع المنتجات الطبيعية يقمن باستغلالها فى الأعمال اليدوية.

وأوضحت أن المعرض سبب رئيسى فى تعريف الجمهور بمنتجات هؤلاء السيدات والفتيات ويعتبر داعما أساسيا لهن، فهن ليس لديهن وسيلة أخرى لتسويق منتجاتهن، ويحاولن جاهدات الاعتماد على السياحة الداخلية والخارجية لتسويق منتجاتهن، لكن فى النهاية ينتظرن المعرض للحصول على فرصة حقيقية فى التواصل مع الجمهور وتسويق وبيع المنتجات بشكل أوسع.

◄ بطاقة «حِرفي»
يذكر أن نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أطلقت خلال احتفالية افتتاح معرض «ديارنا للحرف اليدوية والتراثية» بطاقة «حرفى»، التى تتيح خدمات مالية وغير مالية للحرفيين، وتُعنى بفتح المجال لمد مظلة الحماية الاجتماعية والتأمينية لهم، ويشمل ذلك توفير تمويل ميسر بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعى بسعر فائدة يتراوح بين 7 و13% وفقاً لشرائح القرض المختلفة، وتوفير فرص التدريب وتنمية المهارات على إدارة المشروعات الصغيرة والتسويق وخدمات الشمول المالي، والدعم الفنى فى تحسين وتنوع التصميمات، بالإضافة إلى التمتع بمبادرة البنك المركزى من خلال فتح «حساب النشاط الاقتصادي» المجاني، وإتاحة فرص التسويق داخل وخارج مصر.