فى المليان

رأس الحكمة العودة للإصلاح د. ياسمين نـجـاح للـخـارجية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

نقف اليوم أمام حدثين مهمين لا يمكن أن يتخطاهما أى إنسان مصرى ينشد صلاح بلاده وعروبته .. ولتكن بدايتنا هنا بالأهمية والتأثير وليس بالأسبقية التاريخية .. ونبدأ بما أعلنه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء فى مؤتمر صحفى بالعاصمة الإدارية الجديدة عقب التوقيع على الصفقة الإستثمارية لمشروع تنمية مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالى الغربى فى مصر مع الجانب الإماراتى ، باعتباره - وبكل المقاييس - أضخم صفقة استثمار أجنبى مباشر فى تاريخ مصر .. 

وقال د . مصطفى مدبولى إن المشروع سوف يتضمن أحياء سكنية لكل المستويات وفنادق عالمية ومنتجعات سياحية ، بالإضافة إلى الخدمات العمرانية الموجودة فى كل مدينة سواء مدارس وجامعات ومستشفيات ومبان إدارية وخدمية ، إلى جانب منطقة حرة خدمية خاصة ستكون فيها صناعات تكنولوجية خفيفة وخدمات لوجيستية وحى مركزى للمال والإعمال ومارينا دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية ، لافتاً إلى أنه تم الإتفاق - خارج أرض المشروع - على إنشاء مطار دولى جنوب المدينة .. 

وقال د . مصطفى مدبولى إن المشروع سيتضمن فى شقه الأول استثماراً أجنبيا مباشراً بقيمة 35 مليار دولار ستدخل خزينة الدولة خلال شهرين منها الدفعة الأولى بــ 15 مليار دولار بعد أسبوع تعقبها بعد شهرين الدفعة الثانية بــ 20 مليار.. والشق الثانى سيكون على هيئة عوائد مستمرة من المشروع .. وأضاف أن المدينة ستكون عالمية وعلى أعلى مستوى ، وسوف تستقطب نحو 8 ملايين سائح إضافى مشيراً إلى أن الجانب الإماراتى سوف يستثمر من أجل تنمية هذه المدينة طوال مدة المشروع ما لا يقل عن 150 مليار دولار ، وأن هذه الأموال سوف تساعد فى حل الأزمة الإقتصادية .. 

وشدد رئيس الوزراء أن المشروع ليس بيع أصول ولكنه شراكة فنحن موجودون مع المطور بنسبة وحصة من الأرباح وهذا أفضل تعظيم لأصول الدولة والإستفادة منها . 

وأوضح د . مصطفى مدبولى أنه بالنسبة للدفعة الأولى الــ 15 مليار دولار ستكون مقسمة إلى 10 مليارات تأتى سيولة من الخارج مباشرة بالإضافة إلى تنازل شركة أبو ظبى القابضة عن جزء من الودائع الموجودة فى البنك المركزى بــ 11 مليار دولار وسيتم تحويل الدفعة الأولى 5 مليارات دولار منها إلى جنيه مصرى من أجل أن تستخدمها شركة أبو ظبى التنموية وشركة المشروع فى إنشاء المشروع ، وبالتالى يدخل استثمار أجنبى مباشر بإجمالى 15 مليار دولار فى الدفعة الأولى ..

وأشار إلى انه بعد شهرين ستدخل الــ 20 مليارا وهى عبارة عن 14 مليار سيولة ستأتى مباشرة بالإضافة إلى الجزء المتبقى من الودائع لدينا وسيتم تحويلهم إلى البنك المركزى بالجنيه المصرى تستخدمه الشركة فى المشروع ..

 وأوضح د. مدبولى أن المشروع سيكون ممثلاً من الجانب المصرى فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وأبو ظبى التنمية القابضة من الجانب الإماراتى والمشروع يقوم على تأسيس شركة رأس الحكمة وهى شركة مساهمة مصرية مع أبو ظبى التنمية القابضة ..

ووجه مدبولى الشكر للقيادة السياسية للدولتين على دعمهم لتنفيذ هذا المشروع فى وقت قياسى ، وأكد د. مدبولى أن الدولة ملتزمة تجاه أهالى مطروح الموجودين على الأرض بتعويضهم تعويضاً كاملاً نقداً وعيناً .. 

وفى لقائه أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطنى أشار مدبولى إلى أهمية ما يتم عقده من جلسات نقاشية عامة ومتخصصة فى إطار الحوار الوطنى فى رسم خارطة أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة القادمة .. وقد أبدى مجلس الأمناء ومنسقه العام ضياء رشوان إشادة وتهنئة للحكومة على الصفقة الاستثمارية الكبرى التى تم إبرامها منذ أيام بشأن مدينة رأس الحكمة مؤكداً على ضرورة أن يرى المواطن ايجابياً منها .. 

والحدث المهم الآخر والذى لا يمكن المرور عليه مرور الكرام دون الإشارة إلى الانطباع الذى خرج به الجميع منه ، وكان ذلك يوم الأربعاء 21 فبراير فى ثالث أيام جلسات الاستماع بمحكمة العدل الدولية بشأن التداعيات القانونية للإحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية منذ عام 1967 .. وفى ذلك اليوم تقدمت مصر بمرافعة شفهية قوية أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى .. وقدمت الدكتورة ياسمين موسى المستشارة القانونية بمكتب وزير الخارجية المرافعة أمام المحكمة ..

وقبل الاستفاضة فى فضح جرائم إسرائيل إمام الضمير العالمى وجهت ممثلة مصر تساؤلاً إلى الحضور قائلة : « إلى متى سيبقى الشعب الفلسطينى ينتظر قبل أن يتحقق حلمه فى حقه وتحقيق طموحاته « .. والى متى ستبقى الأمم المتحدة مستمرة فى إدارة أثار الأزمة الإنسانية الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلى دون معالجة جذور المشكلة ..

وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلى ينتهك القانون الدولى ويجب منع الاستيلاء على الأرض بالقوة ومنع انتهاك الحق فى تقرير المصير ومنع التمييز العنصرى ودفع التعويضات اللازمة لكل الذين تضرروا من احتلالها على المستوى الفردى والجماعى . 

وأشارت « المتألقة « د . ياسمين موسى أن إخلاء الفلسطينيين من أراضيهم بالقوة جريمة حرب .. وانه لا سلام فى الشرق الأوسط دون تحقيق العدالة للشعب الفلسطينى .. وإسرائيل تمارس التطهير العرقى ضد الفلسطينيين وعلى المجتمع الدولى أن يتحمل مسئوليته تجاه نزيف الدم .. 

وأعتقد أن المرافعة التى قدمتها المستشارة القانونية لوزير الخارجية ستدفع بها خطوات إلى الأمام .

ولا ننسى أن نشير فى نهاية المقال إلى زيارة الرئيس الاريترى أسياسى أفورقى إلى القاهرة يوم السبت الماضى للقاء الرئيس السيسى والتباحث حول التطورات الدولية خاصة فيما يتعلق بالأوضاع بالبحر الأحمر ..