كلام يبقى

ممتاز القط يكتب : « كلام يبقى »

ممتاز القط
ممتاز القط

تحتاج المرحلة الحالية من القضية الفلسطينية إلى نوع من الحكمة والحنكة لأنها تمثل حدا فاصلا بين الأمل فى قيام الدولة أو إغلاق ملف القضية نهائيا. وإذا كان صحيحا أن المقاومة حققت نجاحا غير مسبوق على طول الصراع إلا أنها أخذته إلى جولة قد تكون الأخيرة.. أقول ذلك وتتراءى أمام عيونى المواقف المخزية التى يتعامل بها العالم مع القضية الفلسطينية.

صحيح جدا أن هناك تغيرا قد حدث فى الرأى العام العالمى ولكنه تغير لا يسمن من جوع أو يروى من ظمأ.. فعلى حين تتجدد مظاهرات الغضب ضد إسرائيل فى العديد من دول الغرب وفى مقدمتها الولايات المتحدة تتزايد أيضا شحنات الأسلحة لدعم الكيان الإسرائيلى المغتصب ويقف الكل عاجزا أمام هذه العربدة التى تمارس ضد الفلسطينيين.. يحدث ذلك رغم ما يتردد الآن عن قرب التوصل لاتفاق جديد لتبادل الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار فى حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل..

الرئيس الأمريكى أعلن أن إسرائيل التزمت بوقف القتال طوال رمضان وزيادة المساعدات المقدمة للفلسطينيين وقال إنها التزمت أيضا بوقف الارتفاع فى عدد الضحايا خلال استكمال خطتها للقضاء على حماس. وكلها وعود لن تتحقق. يحدث ذلك فى الوقت الذى يجدد فيه قادة إسرائيل عدم السماح بعودة النازحين فى جنوب غزة ومنطقة رفح إلى الشمال إلا بعد عودة جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.. الغريب أن وقف القتال يرتبط فقط بفترة تبادل الأسرى وهو الأمر الذى يجب التوقف عنده لمعرفة الخطوة القادمة..

أيا كان عدد الأسرى لدى حماس فإنهم سوف يعودون وخلال فترة محددة تتجدد بعدها حرب ومخططات إسرائيل حول غزة والتى لا يكاد يعرفها أحد. تضاربت تصريحات إسرائيل حول المستقبل لكنها تجمع على القضاء على حماس وخضوع غزة لسيطرة إسرائيل سواء إداريا أو أمنيا.. الحكمة تتطلب تحركا سريعا لأن إسرائيل اشترطت خروج بعض الأسرى الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة وحددت دولا معينة مثل تركيا وقطر وهو الأمر الذى قد يبدو مرفوضا من جانب حماس وإن كان يستحق الدراسة..

الخروج الآمن لبعض قادة حماس وأسراها قد يصبح مؤقتا بديلا للموت وتكتيكا يأخذ فى اعتباره مجمل الأوضاع الحالية.. أيضا فإن مشاركة حماس فى الحكومة الفلسطينية الجديدة قد يصبح مطلبا صعبا.. تحقيق المصالحة الفلسطينية لا يرتبط أبدا بتولى السلطة أو تقسيم الحقائب الوزارية. لغة العقل قد تجعل من استراحة محارب نوعا من الحكمة ولو مؤقتاً!!