فى الصميم

.. ويبقى الهدف إيقاف المذبحة!

جلال عارف
جلال عارف

بدا الرئيس الأمريكى بايدن متفائلاً بقرب الاتفاق على هدنة مؤقتة فى غزة تتضمن وقفاً لإطلاق النار طوال شهر رمضان. بل وحدد الإثنين القادم موعداً لسريان الاتفاق.. بينما قالت حركة «حماس» إن حديث بايدن «سابق لأوانه» وأنه لاتزال هناك فجوات كبيرة يتعين التعامل معها قبل وقف إطلاق النار!

واضح أن مسودة الاتفاق التى تحدث عنها الرئيس بايدن تركز على المرحلة الأولى من اتفاقية الإطار التى كان اجتماع باريس قد توصل إليها..

أى على هدنة لأربعين يوماً لتبادل الرهائن والأسرى وتكثيف دخول المساعدات مع حديث عن إصلاح للمستشفيات والمخابز التى دمرتها إسرائيل فى القطاع. والخلافات حول التفاصيل هنا تظل قابلة للحل، بينما يبقى الخلاف الحقيقى والأساسى هو حول ما إذا كان هذا الاتفاق هو اتفاق يمهد لما بعده، أم أنه مجرد هدنة قصيرة يعود بعدها الاحتلال الإسرائيلى ليواصل العدوان الوحشى على الشعب الفلسطينى فى غزة؟!

فى حديث الرئيس بايدن عن قرب وقف إطلاق النار لا يشير بشىء إلى المراحل التالية فى اتفاق الإطار الذى تم فى باريس، ولا إلى تفاوض فى أثناء الهدنة القصيرة من أجل تمديد وقف إطلاق النار وفتح آفاق للتهدئة. على العكس.. يبدو حديثه عن «رفح» وكأنه تسليم بأن إسرائيل ستكثف الهجوم عليها بعد الهدنة، وبعد أن تنفذ التزامها لأمريكا بتمكين الفلسطينيين من الإخلاء من رفح.

الرهان من البداية كان على أن تكون هناك ضمانات متبادلة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ولأن تكون الهدنة خطوة على طريق الحل وأن يكون إيقاف الحرب هو الهدف. الوسيطان المصرى والقطرى تعاملا بمسئولية للوصول للهدف المطلوب وهو إيقاف حرب الإبادة الإسرائيلية. أمريكا تعرف أن نتنياهو وحكومته يريدون حرباً مفتوحة لكنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون ذلك إلا بموافقة أمريكا ودعمها. مسئولية أمريكا هنا مضاعفة لأنها ـ باختصار ـ قادرة على إنقاذ الاتفاق، وعلى أن تجعله بداية للحل.. وليس استعداداً لجولة جديدة من حرب هى الخاسر الأكبر فيها!!