بدون تردد

الشريك والراعى للسلام

محمد بركات
محمد بركات

رغم عمليات الإبادة الجماعية والمذابح اللا إنسانية للأطفال والنساء والشيوخ، ولكافة المواطنين العزل، التى ترتكبها الدولة الصهيونية العنصرية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة،...، ما زال العالم يقف عاجزاً عن التحرك الإيجابى لوقف هذه الجرائم الإرهابية وتوقف إطلاق النار ووقف الحرب.
هذا العجز الدولى عن التحرك الفاعل والمؤثر، بات واضحاً ومُؤكداً للعالم أجمع أنه يجرى ويتم بفعل فاعلٍ، يمنع بكل الدناءة والخسة التوصل إلى قرار دولى ملزم من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.


وهذا الفاعل هو الولايات المتحدة الأمريكية، التى لا تزال تقوم بدورها المخزى والمُؤثم أخلاقياً وقانونياً، فى دعم ورعاية الدولة الصهيونية المتطرفة والعنصرية، وتوفر لها الحماية والمساندة وتحول دون صدور قرار من مجلس الأمن بإدانتها، وترفض أن يحملها مجلس الأمن جريرة المجازر وحرب الإبادة التى ترتكبها ضد الفلسطينيين، وذلك باستخدام الڤيتو الأمريكى ضد أى قرار بهذا الخصوص.
وفى ظل هذه الحماية وذلك الدعم الأمريكى المستمر طوال المائة والأربعين يوماً الماضية، تزداد عمليات الدمار والقتل وجرائم الإبادة، التى يقوم بها جيش العدوان والإرهاب الصهيونى بدم بارد ضد الأطفال والنساء والمواطنين العزل فى قطاع غزة.
وهكذا رأينا ونرى فى كل يوم قوافل الشهداء الفلسطينيين تتزايد تحت وابل من القنابل والصواريخ، التى تُقصف بها غزة كل يوم فى ظل عمليات القتل والإبادة المستمرة دون توقف.


وفى تقديرى أن ما نراه من تحيزٍ فاضح وفج ودعم فاجر ومُعلن وغير محدود، من الجانب الأمريكى للدولة الصهيونية، فى جرائمها الإرهابية ضد الشعب الفلسطينى، لا يعنى سوى شىء واحد واضح ومحدد، وهو التورط الأمريكى الكامل مع الدولة الصهيونية، فى جرائمها العدوانية والإرهابية ضد الشعب الفلسطينى، والمشاركة الكاملة فى العدوان ضد العرب فى عمومهم وضد الفلسطينيين على وجه الخصوص.
وفى هذا الإطار أحسب أن الوقت قد حان الآن لإعادة النظر بالكامل فى نظرتنا نحن العرب تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وأن ندرك باليقين عدم صحة ما تدعيه من أنها حريصة على تحقيق السلام فى المنطقة العربية على أساس عادل وشامل،...، فهى بالقطع لا تسعى إلى ذلك ولا تعمل من أجله، بل هى تسعى دائماً وتعمل دائماً لصالح إسرائيل، وهى فى ذلك واضحة وانحيازها الكامل لإسرائيل واضح ومُؤكد.
وعلينا أن نتأكد بعدم صحة ما تدعيه من كونها راعياً وشريكاً فى عملية السلام فى المنطقة العربية، وفى الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، بعد أن ثبت باليقين عدم نزاهتها فى ذلك، بل انحيازها الكامل و اللا محدود لإسرائيل فى عدوانها المستمر والدائم على الفلسطينيين والعرب.