سماء الكويت تتزين بالعلم الوطنى فى عيد الاستقلال وذكرى التحرير

أطفال يحملون علم دولة الكويت في عيد الإستقلال
أطفال يحملون علم دولة الكويت في عيد الإستقلال

تحتفل دولة الكويت الشقيقة هذه الأيام بالذكرى الثالثة والستين لاستقلالها، الموافق للخامس والعشرين من فبراير من كل عام، حيث يستذكر الكويتيون بمشاعر تمزج بين الفخر والاعتزاز اليوم الوطنى لبلادهم الذي نالت فيه استقلالها وانطلقت من ماضيها المجيد لتلحق بركب الدول الطامحة إلى بناء حاضر مزدهر ومستقبل مشرق.

وتتزامن الذكرى الـ 63 لليوم الوطني الكويتي مع احتفالات الكويتيين بالذكرى الـ33 لتحرير بلادهم من العدوان العراقي الغاشم في سبتمبر 1990، وتعبر المناسبتان عن مراحل مفصلية فى تاريخها، شهدت خلالها تحديات كبيرة، لكنها تجاوزتها بحكمة قيادتها وتكاتف أبنائها، ووقوف الدول الشقيقة والصديقة معها.

ويأتي انطلاق الاحتفال بالذكرى الـ 63 للعيد الوطني والـ 33 ليوم التحرير هذا العام مع بداية عهد مشرق ومسيرة متصلة الحلقات بقيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي تسلم راية القيادة منتصف ديسمبر الماضي خلفا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح «طيب الله ثراه».

علاقات البلدين ذات خصوصية واضحة تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والسعي لتحقيق التكامل

 الكويت تواصل نهجها الثابت فى التنمية والتطوير تحت قيادة الشيخ مشعل الأحمد 

الكويت من أكبر الدول المستثمرة فى مصر بـما يتجاوز 20 مليار دولار عبر أكثر من 1300 شركة تغطى معظم المجالات

وهذه المناسبة الوطنية غالية على قلوب الكويتيين ومدعاة إلى الفخر والاعتزاز، إذ يرون علم بلادهم يرفرف عاليا خفاقا فى ظل أجواء مستقرة من الأمن والازدهار، مستذكرين الإنجازات العظيمة التى حققها أبناء الوطن فى جميع الميادين والمحافل الدولية واستكمالا لمسيرة التطور والإنجاز تحت قيادة سموه الحكيمة إضافة إلى ما تمثله من مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن العزيز.

مظاهر البهجة
وتعيش الكويت حاليا أبهج أيامها، وتشهد مظاهر فرح وابتهاج بالأعياد الوطنية، مشفوعة بشعور أبنائها بالفخر والاعتزاز لانتمائهم إلى أرضهم الغالية، فيما تتزين مبانيها بعلم الوطن وصور الشيخ مشعل الأحمد تعبيرا عن الوفاء والمحبة لقيادتهم الحكيمة.

ويشارك أبناء الشعب المصري أشقاءهم بدولة الكويت أفراحهم واحتفالاتهم بهذه الأعياد تجسيدا لأواصر الأخوة الصادقة، وروابط المحبة والتقدير والاعتزاز، وانطلاقا من عمق العلاقات الوطيدة التى تجمع البلدين الشقيقين على كل المستويات، حيث يرتبط البلدان بعلاقات ذات خصوصية متميزة تحمل سمات مشتركة، مبنية على وحدة المصير والهدف، والسعى المشترك لتحقيق التكامل والترابط فى جميع المجالات الحيوية التى تحقق آمال شعبيهما منذ ما يزيد على قرن من الزمان.

كما تأتى مشاركة المصريين للكويت الشقيقة أفراحها واحتفالاتها بأيامها الوطنية، تأكيدا على عمق ومتانة العلاقات الثنائية، التى تتميز بالأخوة والوفاء، باعتبار أن مصر والكويت مثال على التكامل والتعاضد والتعاون بين الأشقاء، وهى علاقة متجذرة فى التاريخ وُضعت بذورها الأولى فى بداية القرن الماضى.
وعادة ما توصف العلاقات المصرية - الكويتية بأنها متناغمة على مختلف المستويات العربية والدولية، وتتعزز يوما بعد يوم بفضل رعاية واهتمام القيادتين الحكيمتين فى البلدين الشقيقين، الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين والمنطقة والعالم.

مواقف مضيئة
وتحفل العلاقات الكويتية- المصرية بالمواقف المضيئة على مدار تاريخها القديم والحديث، حيث وشائج القربى بين الشعبين اللذين تلاحما فى السراء والضراء، وتناغما على مسار مشرف فى العلاقات العربية والإقليمية والدولية، كما تشهد طفرات واسعة فى النمو والتطور، حيث يشمل التعاون بين الطرفين جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتعاون فى المجالات العسكرية والأمنية والتعليمية والسياحية والثقافية والعمالية، ولعل ذلك ما يفسر اتفاق المسئولين من البلدين عندما يتحدثون عن العلاقات الثنائية على القول إنها تُعتبر أحد النماذج الفريدة والمتميزة على صعيد العلاقات العربية خلال العقود الممتدة، ويؤكدون على ما شهدته من محطات رئيسية ستبقى خالدة فى سجلات التاريخ وذاكرة الشعبين وأنه مهما اختلفت الأزمنة والقيادات فإن هناك رواسخ وثوابت لا يستطيع أحد تغييرها.

لجنة مشتركة
وقد تم تأسيس لجنة عليا مشتركة عام 1995 من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين، تغطى كل مناحى التعاون، والبحث عن آفاق أرحب للتآخى بينهما، ويتم حاليا بحث انعقاد الدورة الثالثة عشرة للجنة وما تتضمنه من جدول أعمال وفقا لتصريح السفير المصرى فى الكويت أسامة شلتوت، حيث استضافت الكويت فى ديسمبر من العام 2018 آخر اجتماعات اللجنة التى تأثرت دورية انعقادها بسبب التطورات الصحية والاضطرابات التى شهدتها عديد من المناطق فى العالم.

وطوال دورات انعقادها كان التركيز الرئيسى على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين فى كل المجالات، خاصة مجال الاستثمارات، والتعاون التجارى والاقتصادى بشكل عام، وذلك فى ظل مشاركة عدد كبير من مسئولى الوزارات المصرية فى أعمالها التحضيرية، وتوجت الدورة الأخيرة اجتماعاتها بالتوقيع على عدد من الاتفاقات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم فى المجالات المتنوعة، والتى تعكس حرص البلدين على تطوير العلاقات المشتركة والدفع بها إلى آفاق أرحب وأوسع، بما يرقى إلى العلاقات الأخوية والمتميزة التى تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.

الكويت في مصر
وفى نوفمبر من العام الماضى افتتح وزير العمل حسن شحاتة نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، فعاليات الأسبوع الكويتى الـ 14 فى مصر، الذى عقد تحت رعاية السفارة الكويتية بالقاهرة بالتعاون مع مجموعة الجابرية تحت عنوان «الكويت فى مصر» وذلك بحضور عدد من المسئولين والوزراء، والسفير غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت بالقاهرة، ورئيس مجموعة الجابرية أحمد إسماعيل بهبهانى وعدد من السفراء والدبلوماسيين العرب وكبار الشخصيات والفنانين والرياضيين، ومشاركة أكثر من 80 جهة كويتية ومصرية فى قطاعات الصناعة والنفط والاستثمار والبنوك والطب والسياحة والإعلام والثقافة والاتصالات وغيرها، فيما وُصف بأنه أكبر تجمع كويتى- مصرى يسهم فى تدعيم أواصر الترابط بين الكويت ومصر فى شتى المجالات.

ويشهد حجم التبادل التجارى بين البلدين نموا متواصلا رغم الاضطرابات التى تشهدها المنطقة وانعكاسات الأحداث العالمية وتأثيراتها السلبية على سلاسل الإمداد، حيث يتواصل نقل البضائع خاصة المواد الغذائية والمنتجات الصناعية والكيماوية وغيرها بشكل منتظم بين البلدين عبر الطرق البحرية والبرية سواء بسواء.
وتعد الكويت من أكبر الدول المستثمرة فى مصر، وذلك بـحجم استثمارات تجاوز 20 مليار دولار تعكس نشاط ما يفوق 1300 شركة تشمل أنشطتها معظم المحافظات المصرية وتتوزع على عدد من القطاعات من ضمنها: الخدمات والبناء والتشييد والصناعة والزراعة والتمويل، كما تعتبر حركة الطيران المتميزة بين البلدين أحد الشواهد على تطور العلاقات بين البلدين الشقيقين.

كما يتلقى العديد من الطلبة الكويتيين التعليم فى مصر فى مختلف المراحل، خاصة طلبة البكالوريوس والدراسات العليا فى مختلف التخصصات العملية والنظرية، كما يوجد تعاون عسكرى كبير بين البلدين، وهناك عدد من المنتسبين من الطلبة الدارسين فى المعاهد العسكرية، بالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من مختلف قطاعات القوات المسلحة الكويتية فى التمارين المشتركة التى تقام فى مصر.

يوم الاستقلال
وكان اليوم الفعلى لاستقلال دولة الكويت يوافق 19 يونيو عام 1961، حين جرى توقيع وثيقة الاستقلال وإلغاء اتفاقية الحماية مع بريطانيا، ثم صدر فى 18 مايو عام 1964 مرسوم بدمج العيد الوطني مع عيد الجلوس، وهو ذكرى تسلم أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح (طيب الله ثراه) مقاليد الحكم، الذي يصادف 25 فبراير من كل عام، وتستعيد الكويت بتلك الذكرى إعلان الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح فى 19 يونيو انتهاء معاهدة الحماية البريطانية، من خلال توقيع وثيقة استقلال الكويت مع المندوب السامى البريطانى فى الخليج العربى السير جورج ميدلتن نيابة عن الحكومة البريطانية.

وجاء ذلك إدراكا من الشيخ عبد الله السالم أن اتفاقية 23 يناير 1899 التى وقعها الشيخ مبارك الصباح (طيب الله ثراه) مع بريطانيا فى ذلك الوقت لحماية الكويت من الأطماع الخارجية لم تعد صالحة مع المستجدات التى كان يشهدها العالم حينذاك.

وسبق التوقيع على وثيقة الاستقلال خطوات مدروسة من الشيخ عبد الله السالم منذ توليه مقاليد الحكم عام 1950 إذ عمل على التمهيد لكل ما يوصل إلى تحقيق الاستقلال وإعلان الدستور، ولا سيما أن الكويت كانت فى تلك الفترة قد بدأت خطواتها فى التطور المنشود في مختلف المجالات.

وبدأت الكويت احتفالها بالعيد الوطنى الأول فى 19 يونيو عام 1962، وأقيم فى تلك المناسبة عرض عسكري كبير حضره عدد كبير من المسئولين والمواطنين فى أجواء مفعمة بالبهجة والسرور، وفى ذلك اليوم ألقى الشيخ عبد الله السالم كلمة قال فيها: «إن الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطنى بقلوب تملؤها البهجة والحبور، بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضى في السير قدما فى بناء هذا الوطن، والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين».

وخلال العقود الستة الماضية حققت الكويت إنجازات متميزة على كل الأصعدة، وفق خطط استشرافية من قياداتها الحكيمة وحكوماتها الرشيدة، التى أدركت متطلبات البلاد وأبنائها من التنمية والتطوير، وأسهمت فى أداء دور محورى فى الملفات الإقليمية والدولية التي اضطلعت بها، كما أصبحت محط أنظار العالم فى المساعدات الإنسانية.

سياسة متوازنة
ومنذ استقلال الكويت وهى تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية متوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا، وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ، وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادى لشعبها هدفا، فى إطار من التعاون والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية، ودعم جهودها وتطلعاتها وأهدافها.

وحرصت الكويت على إقامة علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الحكيمة، ودورها المميز فى تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجى، وتعزيز التعاون العربى، ودعم جهود المجتمع الدولى نحو إقرار السلم والأمن الدوليين، والالتزام بالشرعية الدولية، وفى إطار الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامى ومنظمة دول عدم الانحياز.

وتبذل الكويت فى ظل قيادتها الحكيمة جهودا حثيثة لمتابعة مسيرة التنمية والإعمار والاستقرار والازدهار إضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الأمن والسلام فى ربوع العالم.

واليوم وبعد مرور 63 عاما على الاستقلال لا تزال الكويت تواصل نهجها الثابت فى عملية التنمية والتطوير على الصعيد الداخلى تحت قيادة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فيما تواصل على الصعيد الخارجى بناء علاقات وثيقة مع دول العالم، والعمل مع المجتمع الدولى على منع نشوب الخلافات والحروب، وحل المشكلات بالطرق السلمية.

ويحق للكويت والكويتيين الفرح والاحتفال بذكرى الاستقلال المجيد فى ظل قياداتها الحكيمة التى توالت طوال العقود الماضية، وشعب وفى ومخلص، وعلى أرض تسودها المحبة والإخاء، ولطالما تميزت عبر تاريخها الطويل بوحدة وطنية راسخة، وتلاحم شعبى فريد.

العلم يرفرف
وقد تزينت سماء الكويت منذ أوائل الشهر بأعلام البلاد ومجموعة كبيرة من الطائرات الورقية، التى شكلت لوحة جمالية لحب الوطن والانتماء له، وممزوجة بأجواء من البهجة والسرور.

وتنظم العديد من المؤسسات الحكومية الكويتية احتفالات متنوعة بهذه المناسبة من أجل تعزيز الروح الوطنية، وغرس حب الوطن فى نفوس الأجيال الناشئة، والتأكيد على الثوابت الوطنية لتجديد العهد وتعزيز الولاء، والاعتزاز بالهوية الوطنية، والتفاخر برجالات الكويت، واستذكار تضحيات ومآثر الآباء والأجداد.

وذكرت اللجنة الدائمة للاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية الكويتية أن خطة الاحتفالات بالأعياد الوطنية تشهد فعاليات زاخرة ومتنوعة بالتعاون مع مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص، مشيرة إلى أنه سيكون فى طليعة هذه الأنشطة عرض للألعاب النارية المصحوبة بعدد من الفعاليات الترفيهية باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية، منها عروض الليزر والصوت والضوء عبر الشاشات المائية التى ستتزين بها أبراج الكويت.

وأوضحت اللجنة أن الاحتفالات ستتضمن كذلك عرضا جويا وآخر للطائرات المسيرة (الدرونز)، إضافة إلى عروض للمعدات والآليات العسكرية، علاوة على عروض للفرق الموسيقية التابعة لوزارة الداخلية والجيش الكويتى والحرس الوطنى، كما تتضمن أيضا إقامة معرض للإطفاء وعروض الزوارق البحرية إضافة إلى تقديم فرق كويتية وخليجية للفنون الشعبية عروضها الفلكلورية الأصيلة على مدار أيام الاحتفالات.