بتجرد

المهندس أحمد العصار يكتب: الهبة الشعبية في 1919

المهندس أحمد العصار
المهندس أحمد العصار

■ بقلم: المهندس أحمد العصار

جثم الاحتلال الإنجليزي علي صدور المصريين لأكثر من سبعين عاما, تعددت فيها مراحل الكفاح الوطني والعمل الثوري والمقاومة المسلحة، و ضحي فيها المصريون بالغالي والنفيس من أجل الاستقلال و الحرية.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي مباشرة تجلت فكرة اشتراك وفد مصري في مؤتمر الصلح في باريس- الذي دعت له الدول المنتصرة- و ذلك للمطالبة بحق مصر في تقرير مصيرها كأولي خطوات الاستقلال، وبالفعل ذهب سعد زغلول باشا و معه علي شعراوي باشا وعبد العزيز فهمي بك إلى السير ونجت المندوب السامي البريطاني في يوم ١٣ نوفمبر ١٩١٨ وطلبوا منه السماح لهم بالسفر للمؤتمر، و أصبح هذا اليوم فيما بعد هو عيد الجهاد الوطني.

كان رفض المندوب السامي لسفر الوفد بدعوي عدم تمثيلهم للشعب بمثابة الشرارة للبدء في جمع توكيلات شعبية لدحض حجته، ويكرر التاريخ نفسه بعد ذلك بمائة عام حين وقع المصريون علي وثيقة حركة تمرد لإنهاء حكم المرشد الإخواني  لمصر.

فتحت ثورة ١٩ أبواب العمل النسائي و ازدهرت بعدها المشاركة النسائية في الحياة العامة و برزت أسماء في الثورة مثل: صفية زغلول و هدي شعراوي و إستر فانوس، و نحتفل كل عام يوم ١٦ مارس بيوم المرأة المصرية تخليدا لذكري سقوط أول شهيدة في أول مظاهرة نسائية في تاريخ مصر أثناء ثورة ١٩.

انصهرت أقدار المسلمين و المسيحيين في بوتقة واحدة في ثورة ١٩، وكانت هذه الثورة أحد التجليات الكبري للوحدة الوطنية في مصر، وساعدت توجهات سعد زغلول علي طمأنة الأقباط، بل و أصبحت دافعا إضافيا- بجانب حسهم الوطني- للانخراط بكل قوة في الهبة الشعبية الكبري.

ستظل ثورة ١٩ راسخة في وجدان المصريين، وسيظل سعد زغلول زعيما وطنيا ملهما، حمل شعلة الحرية و أضاء بها طريق الاستقلال الوطني.