«سندريلا» قصة قصيرة للكاتب محمد جميز

الكاتب محمد جميز
الكاتب محمد جميز

ما جدوى الدموع في رحاب القاسية قلوبهم؟ أرى الشمس كل صباح، ورغم ذلك أفتقد الدفء.

كانت تركن جسدها إلى صدري، أصد غزال ضعفها بعفاف قلبي، أزيل عن تضاريسها صقيع الوحدة، وأدق أبواب الحواديت، وأقص لها حكاية السندريلا، فتهدأ، وتهرب عيناها إلى صدري، وتنام هى الأخرى آمنة مطمئنة.

الرضا هو الجائزة الكبرى لأهل المحبة، هل اعتياد النعم أنسى قلب المحب نعمة الحمد؟ أقف أمام القاضي مستعدا للمرافعة، سهرت ليلة البارحة أذاكر أوراق الدعوى، وفطنت إلى مذكرة وافية ودفوع مهمة، وتلحفت قماشة النوم وكلي ثقة في نصر قادم، ينبهني القاضي بحزم: وقت المحكمة يا أستاذ..

كانت ترفل في صالة بيتها، فيبزغ بياض جسدها محولا سقف البيت إلى سماء؛ تتدلى منها عناقيد النجوم..

أطلب من هيئة المحكمة تأجيل نظر الدعوى، وأخلع عن روحي روب المحاماة الأسود، وتهرب مني نظرة إلى سقف القاعة، علني أنعم بنجمة شاردة، أذكرها بما شهدت عليه يوما ما ..