رؤيــة

علاوات الصحفيين بين الأمس واليوم

صبرى غنيم
صبرى غنيم

علاوة الرئيس للصحفيين لها شكل ثانى.. فقد أعلن المهندس عبدالصادق الشوربجى أن الرئيس السيسى منح الصحفيين فى الصحف القومية علاوة شهرية بقيمة ١٠٠٠ جنيه بخلاف ما كان يحدث لجيلنا فى السبعينيات أيام المرحوم الكاتب الكبير «جلال الدين الحمامصى» عندما كان رئيسا لتحرير الأخبار، فهو يذكرنى بنظام العلاوات فى عصر العمالقة، فقد منحنى علاوة شهرية قدرها «ثلاثة جنيهات» فى السبعينيات وعندما اعترضت على العلاوة، راح يعلن عن السبب فى ضعف العلاوات فقال إن المبلغ المخصص للعلاوات ضعيف جدا وعدد المستفيدين منها كبير وقد راعيت الظروف الاجتماعية عند منح العلاوة، فانتابتنى الشهامة واعتذرت عن عدم قبول العلاوة على اعتبار اننى ارفض شكل العلاوة وخاصة عندما تكون اجتماعية لكن إن كانت علاوة امتياز عن عمل أؤديه فأهلا وسهلا.
روى الأستاذ «جلال الحمامصى» أنه تلقى رسالة حكاية أحد الزملاء راح يشكو له من أن نعل حذائه «مخروم» وكلما سار به تلقى لسعة عقب سيجارة، فقال إن مثل هذا الزميل يستحق ضعف العلاوة الممنوحة لى فكنت سعيدا يوم أن تنازلت عن العلاوة لزميلى دون أن أعرف اسمه، فعلا زمن العلاوات فى عصر العمالقة كان مرتبطا بالظروف الاجتماعية عكس علاوات الراحل «مصطفى أمين» والراحل الكاتب الكبير الأستاذ «محمد حسنين هيكل» فقد كانت علاوة كل منهما لا تقل عن الخمسة جنيهات مع كلمة تحية وتقدير وتمنيات بالتوفيق فى العمل.
 - هذه هى صحافة العمالقة فى السبعينيات، وكانت علاوة الأستاذ المرحوم «موسى صبري» هى تكبير فونت الاسم من بونت 14 إلى بونت 16 ، أما علاوة «أحمد زين» - رحمه الله- فكانت تأتى باختياره خبرا باسم صاحبه فى الصفحة الأولى، وفى عصر المرحوم «جلال دويدار» كانت العلاوات تعلن فى مجلس التحرير الصباحى وكان الباب يظل مواربا لكل من له أى اعتراض وكان «جلال دويدار» - رحمه الله - حريصا على تشكيل لجنة لقبول التظلمات .
رحم الله العمالقة الذين أثروا فى الصحافة وصنعوا نجوما فى السبعينيات من ايام صحافة الزمن الجميل عندما كان رؤساء التحرير من الصحفيين الشبان حتى كتاب المقال هم أبناء أخبار اليوم.