كلام على الهواء

محاكمة الوعد

أحمد شلبى
أحمد شلبى

قدمت المحكمة الدولية بعض الخطوات الإيجابية فى قضية الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى وطلبت من إسرائيل أن تقوم ببعض التدابير التى تحول دون هذه الإبادة وتقديم تقرير بذلك فى خلال شهر الذى قارب على الانتهاء.


إسرائيل المتطرفة لم تلق بالاً لهذه القرارات ولم تحترم الحقوق الإنسانية أثناء الحروب واستمرأت فى عشية هذه الأحكام مزيدا من القتل والإبادة حتى صار الشعب الفلسطينى قتلى وجرحى بعشرات الآلاف وقرابة ٢ مليون نازح بين المرض والجوع.


هذه الإدانة القانونية لإسرائيل كان يجب أن يسبقها إدانة أخرى مر عليها ما يزيد على قرن من الزمان وهى وعد بلفور ١٩١٧ وكلنا يحفظ نصه: إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.


هذا الوعد هو بداية المعضلة الفلسطينية التى لم تر بصيصا من النور لحلها أو لمواجهة تداعيات هذا «البلفور».. ففى حيثياته وعد ممن لا يملك لمن لايستحق.. وأيضاً وعد عنصرى أن هذا الوطن يهودى وهو ما تحاول إسرائيل فى الفترة الأخيرة تحقيقه بأنها دولة يهودية وبالتالى لا وجود لأى ديانة أخرى معها وهو وعد مبطن بطرد الفلسطينيين من أرضهم والأمر ليس بجديد.. وهذا ما نراه الآن من محاولة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ورفض مصر هذه المحاولة التى تحمل تصفية القضية الفلسطينية وطرد الشعب بشكل كامل وتام.. ورغم أن بعض الدول المأجورة أعلنت ترحيبها باستقبال الفلسطينيين إلا أنها فى حد ذاتها ستلقى بهم فى غيابات الجب سواء أكان صحراء أو بالقرب من القطب الشمالى لمحاولة تصفية وإبادة أخرى فى بلاد أخرى.


أدعو الأمة الإسلامية والعربية أن ترفع دعوى فى المحكمة الدولية لإلغاء وعد بلفور ومطالبة بالتعويض لما لاقاه الشعب الفلسطينى من اللص الإسرائيلى الذى بدأ دخول الأرض بزعم كاذب أنها أرض الميعاد من خلال عصابات الهاجاناه وغيرها وارتكاب مذابح فى دير ياسين وغيرها كما يتم الآن.
الإبادة ليست وليدة الآن ولكنها تاريخ ممتد منذ احتلال فلسطين تحت رعاية الصهيونية العالمية ممثلة فى بريطانيا وأمريكا وبعض الدول التى تتبع المعسكر الصهيونى العالمى. إسرائيل عنصرية تملك رصيدا كبيرا من الكراهية والغل والحقد فكيف تعيش فى هذا العالم وليس وسط العرب فقط؟.