مشوار

الانفجار العظيم.. «كُن»

خالد رزق
خالد رزق

منذ خرج العالم القس جيورجيس لوميتر فى 1927 بنظريته لتفسير نشأة الكون المعروفة اصطلاحاً بنظرية الانفجار (المهول) الكبير، لم تتوقف الأبحاث العلمية فى مجالات الفيزياء الكونية والحسابات الفلكية التى قادها ويقودها علماء بحثاً عن دلائل علمية فى محاولات متضادة لإثبات ولنفى هذه النظرية، جاءت أكثر نتائجها لتؤكد صحة النظرية.

ويقول لوميتر فى نظريته التى أكدت صحتها أبحاث لعلماء ينتمون لمعاهد بحثية ولجامعات مرموقة ولوكالات الفضاء، استعانوا فيها بأحدث ما انتجته العقول البشرية من أجهزة الحاسوب والتليسكوبات الفضائية ـ إن هذا الكون بمجراته ومجموعاته النجمية وكواكبه ومنها الأرض التى نعيش عليها نشأ عن انفجار عظيم حدث لكتلة غازية هائلة الكثافة والحرارة عندما وقع بها «لسبب ما» فتق أدى إلى تفجرها وانطلاق مادتها الأصلية لتنتشر فى كل اتجاه من الفراغ المحيط وهو الانتشار الذى يفيد العلماء بأنه مستمر وآخذ بالاتساع والذى يفسرون به استمرار نمو وتطور الكون.


ولا يعطينا العلماء من غير المسلمين المنشغلون بالانفجار الكبير والباحثون فيها، أى تفسير عن كيف وجدت الكتلة الغازية الحارة الأولى التى أحدث فتقها الانفجار، ولا من أوجدها هى والفراغ المحيط الذى وجد لتتوسع مادتها بأنحائه، وعلى العكس منهم لا يحتاج الأمر إلى عالم ليعطى التفسير الذى هو بديهى عند المؤمن العادى بوجود الله وبقدرته، فالله الأول والآخر عندهم هو خالق وموجد كل الأشياء وهو الذى أوجد المادة الأولى للكتلة وبمشيئته عز وجل تفتقت لتنتشر فى الفراغ الذى هو بدوره من مخلوقات الله وينتج عنها الكون بكل ما فيه من أماكن ومواقع وأزمنة قدرها سبحانه لتكون على النحو كامل الدقة الذى هى عليه. أما الدليل القرآنى على صحة النظرية فنجده فى الآية 30 من سورة الأنبياء إذ يقول سبحانه (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَىءٍ حَى أَفَلا يُؤْمِنُونَ) وهنا نجد أن الله قضى بأن يعرف من كفروا كيف نشأ الكون وأخذ عليهم بذلك الحجة ليحاسبوا. عموماً ليس وراء الانفجار العظيم أو الكبير للكتلة التى تقول بها النظرية عندى كمؤمن أكثر من كلمة واحدة فيها من قدرة الله عز وجل هى «كن».