شعرتْ بانقباض شديد، كادت تختنق، آه ما أقسى الوحدة.
كانت وحيدة والديها، فبعد وفاتهما لم يسأل عنها أحد، قررت الخروج من البيت للتسرية عن نفسها، في مقهى قريب جلست تحتسي الشاي، انتبهت لوجود أسرة معها طفلان، ضحكاتهما تملأ المكان بهجة، يلعبان ويجريان في براءة، انشغلت بمتابعتهما وتذكرت طفولتها السعيدة وحنان والديها، ابتسمت في سعادة كأنها أزاحت عن كاهلها حملا ثقيلا: همست رحم الله والدايّ وحفظ هذين الطفلين الجميلين.
فجأة سمعت دوىّ انفجار، صراخ ورعب، النار تشتعل، المبني ينهار، سقط الطفلان صرعى، صرخت بشكل هستيري إرهاب إرهاب، اصابتها شظية قاتلة وانتهى كل شيء.
