جرائم زوجية l يذبح زوجته ويجبر أبناءه على التقاط صور سيلفى مع جثتها .. سألته «أنت اتأخرت ليه» فأنهى حياتها بطعنة

الزوج والزوجة الضحية بسبب سؤال
الزوج والزوجة الضحية بسبب سؤال

هبة‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن

 أمر لم يعد يصدقه عقل انسان، أن نقرأ كل فترة وأخرى عن جريمة قتل ذهبت ضحيتها زوجة وأم، يتخلى فيها الزوج عن مشاعر الانسانية ويقتل زوجته أمام ابنائهما، متناسيًا ما أمره الله به بالمودة والرحمة، تلك هي المبادئ الاساسية للترابط الأسري، بل يسيطر عليه الشيطان ويسلبه إرادته حتى لم يلتفت أن ابناءه يشاهدون هذه المشاهد الدامية وهو يقتل امهم، وكيف سيؤثر هذا المشهد عليهم نفسيًا طوال حياتهم؟، وبأنه بفعلته هذه دمر بيته وعائلته وربما شرد أبناءه ايضا، جرائم القتل المتبادلة بين الأزواج والزوجات مع الأسف انتشرت فى الآونة الاخيرة بشكل مبالغ فيه، ومع صدور حكم بالمؤبد لعامل قتل زوجته بالفيوم منذ ايام قليلة، طرأ فى اذهاننا تساؤل بعد قتل الزوجة وسجن الزوج؛ من يرعى الابناء وإلى اين تذهب حضانتهم؟، وماذا يحدث إذا لم يكن هناك عائل لهم أو رفض احد من ذويهم اخذهم إلا إيداعهم دور رعاية بقرار من النيابة العامة ليجدوا أنفسهم في لحظة وقد اصبحوا يتامى،علاوة على التأثيرات النفسية مستقبلا على هؤلاء الأبناء؟!.. تساؤلات توجهنا بها إلى مختصين نعرضها فى السطور التالية لكن بعد عرض بعض من جرائم القتل المختلفة البشعة التى حدثت خلال الفترة القليلة الماضية.

قضت محكمة جنايات الفيوم منذ ايام قليلة بالسجن المؤبد لعامل «علاء.أ» 37 سنة، قتل زوجته «سلوى.م» ربة منزل، باستخدام سلاح ابيض «سكين» وطعنها بالصدر فأرداها قتيلة على الفور بسبب خلافات أسرية بينهما. 

جريمة قتل أخرى بشعة شهدتها محافظة الدقهلية؛ اقدم فيها طبيب اسنان على قتل زوجته طبيبة شابة 26 عاما، تاركة خلفها ثلاثة أطفال، بأن سدد لها 11 طعنة في مشاجرة بينهما بسبب امور منزلية بسيطة، وتركها جثة هامدة أمام ابنائه الثلاثة وفر هاربًا واكتشف الاهالى الواقعة نتيجة صراخ الأبناء، فأبلغوا الامن وتم القاء القبض على الزوج، وتسببت جريمة الزوج في حالة من الصدمة على مواقع التواصل الاجتماعى؛ حيث طالب رواده بأقصى العقوبة على الزوج الذى اقدم على جريمة بشعة، قتل فيها زوجته امام أبنائه وشرد ثلاثة اطفال فى عمر الزهور.

ومنذ أيام قليلة مضت تجرد زوج من مشاعر الانسانية وقتل زوجته امام طفليه 9 أعوام و8 أعوام، فى محافظة الدقهلية بعد أن تعدى «أ.أ» نجار موبيليا على زوجته «و.أ» 31 سنة بالضرب بآلة حادة وإصابتها بجرح قطعى بالرقبة واليد اليمنى والفخذ الايسر من الخلف مما ادى الى وفاتها امام أبنائها، بعد مشادة كلامية بينهما بسبب المصاريف.

وفي المرج اقدم زوج على قتل زوجته بعد شكه فى سلوكها، ورغم توسلاتها له وقسمها بأنها لا تخونه وأنه متوهم، غافلها وأمسك بالسكين  وطعنها طعنات نافذه بالصدر أودت بحياتها، وفوجئ الابناء بوالدهم ملابسه ملطخة بالدماء وعندما حاول الابن الاكبر الدخول على امه طلب منه الاب عدم الدخول لانها فى حالة اعياء وسوف يتصل بالطبيب، ليشاهدوا الابناء امهم فى اصعب مشهد يمر عليهم، ويتم إلقاء القبض على الزوج القاتل.

ومع بداية العام الحالى حدثت ابشع جريمة قتل تهتز لها المشاعر شهدتها محافظة الدقهلية؛ حيث ذبح زوج زوجته وفصل رأسها عن جسدها ثم ارسل صورتها إلى اسرتها «سيلفى» بجوار جثتها، ووضع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى يثير الجدل والاشمئزاز، ويظهر فى الفيديو بناته الثلاث ثمرة الزواج الذى استمر 9 سنوات وهن يقفن بجانب جثة امهن المفصولة الرأس، بينما يتحدث الزوج القاتل مطالبًا القنوات بالتصوير معه حتى يعرف الجميع حكايته والسبب الذى اوصله الى هذا الحال، وعندما حضرت الشرطه للإمساك به هدد بقتل البنات الثلاث، لكن رجال الشرطة تمكنوا من إلقاء القبض عليه.

جريمة قتل مروعة فوق احتمال العقل، عروس شابة جميلة ماتت على يد زوجها وحبيب عمرها وكل ذلك بسبب سؤال؛ كان الجميع يشهد على قصة حبهما حتى أن الزوجة حولت صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى لقصائد عشق وحب لزوجها ودعاء لكل الفتيات حتى يتذوقن حلاوة ما تعيشه ويرزقهن الله بالزوج الطيب الوفي، لتنتهى حياتها على يد زوجها بعد عام ونصف زواج اثمر عن طفل عمره 3 أشهر، وقالت أفراد اسرتها: إن قصة حب كبيرة جمعت «روان» وزوجها «أحمد» منذ الجامعة وكانت سعادتها بالغة عندما تقدم لخطبتها ووافقت أن تترك اسرتها بمحافظة الدقهلية وعاشت مع زوجها فى المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وقبل أن تلفظ انفاسها الاخيرة بدقائق كتبت على صفحتها على الفيس بوك لزوجها؛ «كل حاجه فى وقتها حلوة وانت حلو فى كل وقت»، لكن بسبب غيرة المجنى عليها وسؤالها له «اتاخرت ليه؟» تعدى عليها بالضرب حتى تطورت المشاجرة بينهما إلى طعن بالسكين فى القلب مما أسقطها قتيلة فى الحال، الجريمة الصادمة هزت القلوب وأثارت دهشة واستياء الجميع، وتم القبض على الزوج القاتل واعترافه بالجريمه تاركًا خلفه طفل رضيع عمره لا يتعدى ثلاثة اشهر.

التوعية قبل الزواج

السؤال الذي نطرحه الآن: هل صارت العلاقات الزوجية هشة إلى هذه الدرجة؟!، بسؤال الدكتورة ولاء شبانة استشارى الصحة النفسية والعلاقات السلوكية ومستشار المجلس القومى للطفولة والامومة عن الآثار النفسية على الاطفال نتيجة قتل الزوج لزوجته أو العكس أمام أعينهم، وايضا عما يحدث من تأثيرات نفسية نتيجة تربية الابناء بعيدا عن والديهما بعد مقتل احدهما وسجن الآخر؟!، أجابت قائلة: الموضوع لا يتعلق فقط بقتل الأب للأم او العكس، لكن ممكن أن يفقد الابناء والديهم ايضا حتى وهم احياء بأن يكون كلاهما محبوسين على ذمة قضايا أى فى حالة أداء عقوبة، او يكونا لايزالا فى الحبس الاحتياطى، وقد تم طرح هذه الاشكالية من قبل عدة مرات لمحاولة حلها بإلغاء الحبس الاحتياطى لانه طالما لم تثبت الإدانة حتى يصدر ضدهما حكمًا قضائيًا، لان الاطفال فى هذه المرحلة العمرية يكونون فى اشد الاحتياج لوالديهما، أما فكرة أن الأب قتل الأم او العكس، فهى مع الاسف أصبحت فاقة فى المجتمع ولكن لم تصل بعد لمرحلة الظاهرة، لكنها اصبحت علامة سيئة من علامات التقدم الإجرامي او تطور معدل الجريمة بشكل ملحوظ ولافت، وذلك نظرًا للاضطرابات النفسية الشديدة وسوء اختيار شريك الحياة من البداية والتعجيل فى الزيجات بسبب الخوف من شبح العنوسة، هذه الافكار المغلوطة من اكبر المسببات لهذه النوعية من الجرائم.

علاوة على غلاء المهور الذى يسهم بأن كل رجل يتمسك بألا يطلق زوجته مهما حدث من مشكلات بينهما حتى لا يعوضها بالحصول على الاموال ويشعر بأنها حصلت منه على الكثير، لانه لا يريد أن يخسر شيئا، ومن الناحية الاخرى نجد أن السيدة تتخوف من فكرة أنها سوف تخسر بيتها وأبناءها وزوجها بالطلاق ولن تقدر على تحمل المسئولية وحدها أو تقف على قدميها مرة اخرى، وتتحمل الحياة مع زوج لن نقول نكدي فقط وإنما شرير ايضًا.

وتكمل الدكتورة ولاء شبانة استشاري الصحة النفسية كلامها قائلة:ويبقى السؤال عن مصير الابناء وهى المشكلة الكبرى، فالأم مقتولة والأب مسجون أو العكس، فكل سيناريو فيهما سيئ واشد قسوة من الآخر، حالة من العوار والهدد النفسى الشديد وفى حالة من عدم الرعاية وعدم الاطمئنان، وعدم الجوار الاسرى بشكل او بآخر، وحالة من الذكرى السيئة دائما، مثل المختل الذى قتل زوجته ثم صور نفسه واولاده صورة سيلفى مع جثة امهم، وهو امر فى قمة الاستفزاز هل وصل بك الامر أن تكون الذكرى التى تتركها لأبنائك هي ذكرى إجرامية؟، للاسف البعض وهم قلة اصبحوا يتفننون فى الجريمة دون النظر الى مصلحة اطفالهم، الذين يحدث لهم مشكلات نفسية معقدة نتيجة هذه الخلافات الاسرية بداية من السب والشتائم والتلفظ بألفاظ غير لائقة، والتعدى بالضرب أو تطور هذا الامر بالشكل الذى يودى بحياة احد الطرفين.

ومن هنا نناشد التطوير التشريعى لهذا الامر بهدف احتواء الامر من الناحية النفسية للاطفال، يؤسفنى القول إن الجريمة ولدت من رحم زوجين غير متكافئين.

وأنهت الدكتورة ولاء شبانة مستشار المجلس القومى للطفولة والامومة حديثها بتوصية، قائلة: اهم شئ الوقاية وتتمثل في الاختيار الصحيح لشريك الحياة، والتوعية الثقافية للمقبلين على الزواج، ايضا نحتاج تثقيف وتدريب المقبلين على الزواج في كيفية تجنب المشكلات التى تطرأ على حياتهم، وكم ناشدنا بضرورة الكشف الطبى والنفسى قبل الزوج، ولكن للاسف الناس «تستسهل» و»تستصعب» فكرة الكشف، وهنا نسأل كل فتاة مقبلة على الزواج ماذا لو اكتشفتي بعد الزواج إصابة زوجك بمرض عضال أو لديه مرض نفسي وتظاهر امامك بأنه سليم مائة في المائة؟!، اخشى ان يكون هذا بعد فوات الآوان.

القانون والأطفال

وعن الحلول القانونية في مثل هذه الحالة تجيب هدى جمال المستشارة القانونية قائلة:فى تلك الحالات اذا كان الابناء موجودين امام النيابة العامة، فتأمر النيابة بتسليم الابناء الى جدتهم او الذى يطالب بالحضانة من افراد العائلة مع اخذ التعهد اللازم برعاية شؤونهم ومصالحهم، واذا لم يكونوا موجودين وأخذهم اهل الأم أو الأب بصفة عاديه بعد حدوث جريمة القتل، هنا إما أن يمر الأمر بشكل عادي أو يحدث نزاع من جانب العائلة الأخرى للحصول على الابناء، فى هذه الحالة تتقدم الجدة للأم المجني عليها أو من له حق الحضانة بدعوى حضانة امام محكمة الاسرة، وفى هذه الحالة نتحدث عن تسلسل الحضانة الطبيعي ولا يتعلق الأمر هنا بقتل الأب للأم أو العكس؛ وهيأم الأم وإن علت «اى اذا كانت جدة الأم على قيد الحياة فلها الحق فى الحضانة»، ويأتي بعدها أم الأب وإن علت، بعدها الخالات كلهم أو العمات كلهم وهكذا.

وتتابع المحامية هدى جمال كلامها قائلة: إما فى حالة عدم وجود من يتولى حضانتهم أو يرفض احد استلامهم وهي بالطبع حالات قليلة للغايه، النيابة توضعهم فى دار رعاية بمعرفة قسم الشرطة التابع لهم، لكن للاسف يعيش وقتها الابناء مع الاطفال الايتام، أو من ليس لهم أوراق ثبوتية (لقطاء) مجهولى النسب، او الاحداث المحكوم عليهم بأحكام قضائية ويؤدون عقوبة.

ايضا هناك مؤسسات خاصة تكون مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعى قد تتولى رعايتهم، وهي كلها بالطبع أمور تؤثر بالسلب على نفسية هؤلاء الابناء وتربيتهم ويكفي ما تعرضوا له من أذى نفسي بوقوع الجريمة سواء أمام اعينهم أو لا.

اقرأ  أيضا : الأم قتلت ابنتها دفاعًا عن النفس

;