نوبة صحيان

وكيف يرانا الآخرون؟

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

أسعدنى الخبر،  ولم يثر دهشتى.. أقصد الدعوة التى تلقيناها من دولة البرازيل الصديقة، لنشارك كضيف شرف، باجتماعات مجموعة العشرين خلال الرئاسة البرازيلية لها، والتى تمتد إلى ديسمبر 2024، وهو قرار له دلالته، لأن مثل هذه الدعوات لا توجه إلا لدواع محددة، ولدول يتم انتقاؤها بعناية.

تجىء الدعوة فى تقديرى لسببين.. الأول (والذى لا يعرفه كثيرون) هو أن اقتصادنا ورغم تحدياته وما أصابه من أعراض مُعوِّقَة مؤقتة،  هو اقتصاد راسخ وخصب وقابل للنمو والتوسع والتنوع، يشغل المركز 21 من بين 229 اقتصادا على المستوى الدولى وفقا للأمم المتحدة، أما السبب الثانى فهو انخراطنا ابتداء من يناير الماضى بتجمع «البريكس»، وهو الذى يضم أقوى اقتصادات ناشئة عالميا، ويشكل الناتج المحلى الإجمالى لها حاليا نحو 59 تريليون دولار.

هكذا وفى هذه المكانة يرانا الآخرون اقتصاديا.. يروننا دولة على أعتاب نادى العشرين الأقوى  صناعيا وتجاريا وتصديراً،  وأن أزمتنا الاقتصادية الحالية طارئة، مثلما حدث من أزمات سابقة أشد فى دول أخرى منها تركيا والأرجنتين والإمارات، سرعان ما تخطتها، وخرجت منها وواصلت انطلاقها.. لذلك سترجح كفة الاقتصاد المصرى إيجابيا قريبا ليحقق معدلاته العالية التى كانت معروفة عنه منذ أعوام قريبة، مع انطلاق «صاروخ» الصادرات المصرية المنتظر. 

وأنا مع رأى السفير راجى الإتربى  الممثل الشخصى للسيد رئيس الجمهورية لدى تجمعى الـ «البريكس» و «العشرين» بأن الأمر يجسد بشكل واضح مكانة مصر الإقليمية والدولية، ودورها المؤثر، وتيقن الدول الأعضاء فى كلنا المجموعتين أن لمصر رؤية وإسهاما واضحين فى إصلاح النظام الاقتصادى العالمى، خاصة وأن المجتمع الدولى كله فى مفترق طرق، عقب الأزمات الدولية الحادة التى مرت به خلال السنوات الأربع الماضية.

وما يُعزز ذلك.. التوجيهات الرئاسية المصرية الواضحة بأن تكون مشاركاتنا فى كلا التجمعين نشطة وفاعلة، بقدر الطموح المصرى فى الارتفاع بحجم صادراتنا لأفق أبعد وأكبر، حتى مما يرانا فيه الآخرون.