بدون تردد

أكذب من مسيلمة

محمد بركات
محمد بركات

كلنا يعرف قصة مسيلمة الكذاب، أو سمع بها على الأقل، حيث إنه وصل به الإفك والكذب والبهتان حداً لم يبلغه أحد مثله، فى الادعاء على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله الكريم محمد صلوات الله عليه وسلامه، بادعاءات عديدة، يأتيها الكذب والبهتان من كل حدب وصوب وتحمل فى كل حرف من حروفها وكل معنى من معانيها ومقاصدها، قدراً غير محدود من غيبة المصداقية،...، حتى صار مسيلمة أمثولة وعنواناً للكذب بين كل البشر فى عصره وزمانه،...، بل وفى كل الأزمنة والعصور.

والآن.. فى هذا الزمان هناك كاذب آخر يسير على درب مسيلمة، فى الادعاءات الكاذبة، وغياب الصدق والمصداقية فى كل كلمة يتفوه بها أو جملة يقولها.
هذا المدعى ليس كاذباً فقط، بل هو سفاح قاتل أيضاً، يمارس القتل والإرهاب للأطفال والنساء والشيوخ وكل البشر، ويدمر كل صور الحياة الإنسانية.
وهذا المدعى ليس فرداً واحداً محصوراً فى ذاته فقط، بل هو كيان يضم مجموعة من الأفراد، وجميعهم على شاكلة واحدة، من التطرف والعنصرية والإرهاب والرغبة المتعطشة للقتل والتدمير، والكراهية المفرطة لكل صور الحياة الإنسانية.

وهذا الكيان هو الماثل أمامنا اليوم وطوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، منذ قيام وتشكيل الحكومة الإسرائيلية الموجودة حاليا، والتى تضم مجموعة من عتاة المتطرفين العنصريين والإرهابيين.

وكل عضو فى هذه الحكومة أو ذلك الكيان ليس كاذباً فقط، بل هو سفاح قاتل يمارس القتل للأطفال والنساء والشيوخ، ويكره كل البشر ويسعى لتدمير كل صور الحياة الإنسانية، ويهدم البيوت على رؤوس سكانها وينشر الخراب والدمار فى كل مكان من قطاع غزة.

ليس هذا فقط، بل يفرض حصاراً وحشياً ولاإنسانياً على المواطنين العزل، وهذا الكيان وتلك الحكومة يفرض الجوع والعطش على الأطفال والنساء وغيرهم، ويمنع عنهم الطعام والماء ويقطع الكهرباء ويمنع الدواء ويدمر المستشفيات ودور العلاج ويقتل الطواقم الطبية ويسعى جاهداً لنشر الموت فى كل مكان.

وهم كلهم ابتداء من رئيس وزراء هذا الكيان وصولاً إلى كل أعضاء الحكومة يمارسون الكذب كما يتنفسون،...، بحيث أصبح هذا الكيان العنصرى المتطرف والإرهابى والقاتل والمتعطش للدماء يكذب فى كل وقت وكل حين وفى كل ما يقوله ويعلنه بحيث أصبحوا بالفعل أكذب من مسيلمة.

فمرة يدّعون كذباً وبهتاناً أن مصر هى التى تعوق وصول المساعدات إلى غزة، ومرة أخرى يدّعون أن مصر تغلق المعبر وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، ومرة ثالثة يؤكدون أن مصر هى التى تمد حماس بالأسلحة، ومرة رابعة يدعون كذباً وبهتاناً أنه تم التفاهم مع مصر على دخول إسرائيل ممر ڤيلاديلفيا صلاح الدين.

وهكذا أصبحت هذه الحكومة أو ذلك الكيان بالفعل والواقع أكذب من مسيلمة الكذاب،...، هذا بالإضافة إلى كذبتهم الكبرى التى يدعون فيها على غير الحقيقة والواقع وجود أماكن آمنة فى غزة، بينما هم يستخدمون هذه الفرية الكاذبة لاستدراج أهل غزة إلى فخاخ للقتل والتصفية والإبادة.