إبراهيم ربيع يكتب : « خربشة »

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

عاد الدورى فعاد لى الاكتئاب لأنه مع كل مباراة لابد من ورشة غضب وقرف وخناقة على الملأ الإلكتروني، وتراشقات خارجة عن النص وعن الأدب ،علاوة على قدر لابأس به من خزعبلات المحللين لمباريات لا تستحق تحليلا ولا أشعة ولا حتى كشف يدوى يطلب فيه الطبيب من المريض أن يقول آه وهو يفعص فى بطنه..

وأنا حتى الآن وعلى مدار خمسين سنة أسأل لماذا الدكتور يطلب من المريض أن يقول آه و لا أحد يجيبني.. فماذا مثلاً لو خالفه المريض وقال لا ، هل هناك فارق فى نتيجة الفحص اليدوي.. طبعا الانتقال من حلاوة وإثارة كأس الأمم إلى الدورى المحلى هو كانتقال رجل جار عليه الزمن من فيلا فى الزمالك إلى دهليز فى بولاق..

لن يتحمل قلبه ولا عقله هذه النقلة ،خاصة لو نظر حوله ورأى جيرانه فى الدهاليز يتصرفون وكأنهم بهوات فى فلل الزمالك..سوف يلسعه السلك ولن يعيش حياة طبيعية وهو الوحيد الذى يشعر بالنقلة النوعية المؤلمة.. وسيضطر فى النهاية مراعاة لصحته وخوفاً من إصابته بالخرف أن ينضم إليهم ،حتى لو ظل واعياً ومقتنعاً بأنه مضطر لأن يسير معهم فى جنازة حارة بينما الميت دوري.