فى الصميم

لا تستفزوا مصر..!

جلال عارف
جلال عارف

لعبة توزيع الأدوار بين عصابات الحكم فى إسرائيل لم تعد تخدع أحداً «!!».. العالم كله يعرف - وأولهم أمريكا نفسها- أن من يحكمون إسرائيل جاءوا للحكم لكى يشعلوا المنطقة ولكى يستكملوا مخطط تصفية القضية الفلسطينية ويخيروا شعب فلسطين بين التهجير أو القتل. والذين قدموا الدعم لإسرائيل بعد السقوط الكبير فى ٧ أكتوبر كانوا - فى حقيقة الأمر- يقدمونه لعصابات الإرهاب الصهيوني، وكانوا يدركون أنهم شركاء فى حرب الإبادة ضد شعب فلسطين، وفى دعم احتلال استيطانى عنصرى هو أصل المشكلة وليست المقاومة الفلسطينية التى تريد إنهاء جريمة الاحتلال المستمرة منذ ثلاثة أرباع القرن.

لعبة توزيع الأدوار فى إسرائيل لم تعد تخدع أحداً.. وزراء مثل الإرهابى بن غفير والارهابى سيموتريتش مثلهم مثل نتنياهو فى التعبير عن سياسة الحكومة فى كل ما يفعلونه أو يقولونه. ما قاله وزير المالية  سيموتريتش بالأمس من أكاذيب مفضوحة عن مصر هو استمرار لحملة التحريض المكشوفة ضد مصر فى محاولة للرد على مواقفها الحاسمة والرافضة للعدوان الإسرائيلى ومخططات التهجير، والتى قالت بلا تردد إن أى مساس بأمن مصر أو حدودها أو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية هو خط أحمر سترد عليه مصر بكل قوة ولن تسمح به تحت أى ظرف مهما كان.

تصريحات سيموتريتش تضاف لسيل من محاولات استفزاز مصر من مسئولين إسرائيليين يحاولون بها تبرير الفشل أو توسيع العدوان. ويأتى الاستفزاز هذه المرة فى ظروف يعلم الجميع خطورتها، ومع تحذير العالم من كارثة إنسانية غير مسبوقة فى رفح، ومع موقف مصرى صارم ضد استمرار المذبحة الإسرائيلية ومخططات التهجير وضد أى مساس بأمن مصر أو حدودها. ومن هنا كان الرد الرسمى على هذه التصريحات الاستفزازية غير المسئولة، وكان الغضب الشعبى الذى تعرف إسرائيل جيداً عواقبه.

ورغم ذلك.. تواصل مصر جهدها من أجل هدنة توقف الخطر من كارثة فى «رفح» وتفتح الباب لإنهاء العدوان الهمجى الاسرائيلى تماماً.. وفى نفس الوقت فإن مصر مستعدة لكل السيناريوهات، ليست مسئولية مصر أن زعماء العصابات الذين يحكمون اسرائيل  يقودونها من كارثة لأخري، ولا أن بعض القوى الكبرى مازالت تدعم جرائم إسرائيل وتعطل الارادة الدولية التى تحتشد لإنهاء الحرب.

لعبة توزيع الادوار لم تعد تجدى، ليس مطلوباً أن نتعامل مع تصريحات «سيموتريتش» أو «بن غفير» أو «نتنياهو» على أنها لا تمثل سياسة اسرائيل.. من يستفز مصر أو يهدد أمنها عليه أن يتحمل كل العواقب!