حروف ثائرة

الواقع والبهتان.. والخطط الجهنمية !!

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

أمريكا لا تعرف الهذيان، بل تدرك جيدا ماذا تقول وتفعل، وأين تضع قدمها وإلى أين تسير، ولديها من القدرات خاصة آلتها الإعلامية الجبارة أن تحول الباطل والبهتان لحق مبين، بل وتقنع به العالم، تلك حقيقة يدركها الجميع، ورغم ذلك يقعون دائما فى شباك وشراك العم سام، واعتقد ان هذا هو سر سيطرة أمريكا على العالم قبل قوتها وقدراتها العسكرية الفائقة.


أذكر الكلام السابق بمناسبة ما ذكره مؤخرا الرئيس الأمريكى جو بايدن-الذى وصف نفسه بالصهيونى المخلص-حول معبر رفح وكيف بذل جهدا لفتحه!! مع تغليف تلك التصريحات المضللة بكلمات توحى بعدم تركيزه بذلة لسان، وهو الشرك الذى وقع فيه كثيرون، والذى أثق أنه مقصود، سواء لخلق حالة الإلهاء الحالية لدى الكثيرين بذلة اللسان عن المضمون الخبيث والمغرض للتصريحات، أو الارتكان لحالة الهذيان أمام مصر عند الدفاع سرا عن تصريحات بايدن وأكاذبيه العلنية.


إن أمريكا شريك كامل فى كل الجرائم الإسرائيلية بغزة، بل تتحمل مسئولية أكبر من الكيان الصهيونى الغاشم المجرم، عما يقع من مذابح ومجازر وحرب إبادة للفلسطينيين العزل، فرغم ما تحاوله امريكا من مراوغة بتصريحات وتسريبات عن خلافها مع تل أبيب حول تلك الحرب القذرة، والإيحاء بأنها تعارضها الى حد ما، لكنها واقعيا من أعاقت وتعوق كل محاولات وقف العدوان ولو بقرار أممي، وهى من تمول إسرائيل فى تلك الحرب بالعدة والعتاد العسكرى والمنح والهبات وغيرها، وهى من توقف كل محاولات صادقة لأى هدنة أو إيصال معونات الإنقاذ للفلسطينيين، وهى من تتدخل بعدوان مباشر على عدة دول بالمنطقة لا يخدم إلا الكيان المجرم بتل أبيب، ويمهد الأرض لمخططاته، وبما أن الجميع يعلم أن أمريكا فقط هى القادرة على أن ترغم إسرائيل وبشكل فورى على وقف الحرب، لكنها تمتنع عن هذا بما يؤكد ضلوعها ومسئوليتها الاساسية، ودعمها لحرب الإبادة الحالية، وكل الجرائم ضد الإنسانية التى تتم يوميا.


وهنا اجدنى غير مقتنع بالمرة بالتصريحات الأمريكية التى تعارض ظاهريا التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أرضهم ووطنهم المغتصب، بل وأثق أن مصر هى الهدف والمستهدف الأول وربما الأوحد للتهجير، وكل ما على الأرض يؤكد تلك المخاوف، وهنا يبرز المخطط الجهنمى الذى يحاك لمصرنا الغالية، ويبدو أنه يقترب من فصوله الأخيرة، ولا يقنعنى أحد أن كل التحركات الأمريكية السابقة من نقل ترسانتها العسكرية للمنطقة، والعدوان على أكثر من 5 دول، والفيتو والتمويل الذى زاد عن 14 مليار دولار لتل أبيب، هدفه فقط ضعفاء غزة العزل، إذن فالنية مبيتة على حدث جلل، والطريق تم تعبيده لتحقيق هذا الحدث، ومحاولات الوصول الى كلمة النهاية تتكثف لإسدال الستار والوصول الى الهدف، ومصر وأرضها الطيبة بسيناء ليست فقط هدفاً لتل أبيب، لكن يحضرنى كل المواقف التى اتخذتها مصر منذ عام 2013 لتخلع رداء التبعية اللعين لأمريكا، بل ووقوفها حجر عثرة أمام مخططات واشنطن وربيبتها بالمنطقة تل أبيب، وبمعرفة خبث ولؤم وغل العام سام، ندرك أنهم لن يسمحوا أن يمر كل هذا مرور الكرام دون انتقام.


أيام حاسمات، ورغم كل ما يحاك بالخفاء، لا نخشى إلا فتنة داخلية يحاولون إذكائها، لكن نثق فى وعى المصريين وقدرتهم على دحر كل مكروه.. والتصدى لكل معتد.