غارات كثيفة على رفح ترفع حصيلة الشهداء إلى 28340

معاناة الأطفال فى غزة بسبب عدوان الاحتلال
معاناة الأطفال فى غزة بسبب عدوان الاحتلال

كثف طيران الاحتلال الإسرائيلي من غاراته على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تؤوي نحو 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أمس باستشهاد أكثر من 100 شخص نتيجة القصف فيما دارت اشتباكات مسلحة على شاطىء البحر في المدينة.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية العنيفة محيط المستشفى الكويتي في رفح، واكثر من 14 منزلا بمناطق مختلفة بالإضافة إلى استهداف ثلاثة مساجد وقصف من الزوارق لشاطىء البحر. كما شاركت طائرات الأباتشي والطائرات المسيرة في الهجوم الذي زعم جيش الاحتلال انه تمكن في نهايته من تحرير اثنين من أسراه في رفح. 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وجه الجيش في وقت سابق بالاستعداد لشن عملية برية في رفح رغم تحذيرات دولية عديدة. وزعم جيش الاحتلال أمس أنه قام بعملية في رفح أسفرت عن تحرير أسيرين كانا لدى حركة حماس، وذلك في مسعاه لتخفيف الضغوط الدولية بشأن ثنيه عن العدوان على الأهالي العزل في رفح. وعن زعمه تحرير الأسرى، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاجاري إن «الجيش أعد لهذه العملية منذ وقت طويل». 

من جانبها، قالت حركة حماس في بيان أمس أن «هجوم جيش الاحتلال النازي على مدينة رفح أمس الأول، وارتكابه المجازر المروعة ضد المدنيين العزل والنازحين من الأطفال والنساء وكبار السن، والتي راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد حتى الآن، يعد استمرارا في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري التي يشنها ضد شعبنا الفلسطيني، وهو جريمة مركبة، وإمعان في حرب الإبادة الجماعية، وتوسيع لمساحة المجازر التي يرتكبها ضد شعبنا، نظرا للأوضاع المأساوية التي تعيشها هذه المدينة بسبب تكدّس قرابة 1.4 مليون مواطن فيها، وتحوّل شوارعها إلى مخيمات للنازحين، يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة، نتيجة افتقارها لأدنى مقومات الحياة». 

ومع استمرار إرهاب الاحتلال في أنحاء القطاع الأخرى، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على القطاع منذ أكتوبر الماضي إلى 28340.

وقالت الوزارة إن «حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 28340 شهيدا و67984 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي»، كاشفة أن القوات الإسرائيلية ارتكبت «19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 164 شهيدا و200 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية». وأفادت بأنه «لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول اليهم».

في سياق متصل، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، أمس إن «الإمدادات الطبية التي أُرسلت إلى قطاع غزة حتى الآن قطرة في محيط الاحتياجات». وجدّد أدهانوم جيبرييسوس في كلمة له في دبي، المطالبة بـ»وقف فوري لإطلاق النار في غزة»، وأكد مدير منظمة الصحة العالمية أن «القطاع الصحي في القطاع يواجه انهياراً كاملاً»، داعياً إلى «حماية المدنيين» في غزة.

كما قالت منظمة أطباء بلا حدود، «إن الهجوم البري المعلن من إسرائيل على رفح سيكون كارثيا، ودعت إسرائيل إلى وقفه فورا»  وأضافت المنظمة: «لا مكان آمنا في غزة، وعمليات التهجير القسري دفعت الناس إلى رفح وهم محاصرون وليس لديهم خيارات».

من جانبها، قالت وزيرة التعاون الدولي البلجيكية إن غزة تشهد أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود، وإنه يجب العمل على منع الإبادة الجماعية، وشددت على أنه يجب استمرار دعم المدنيين ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.

في سياق متصل، شدد مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن «الأونروا» يجب أن تكون قادرة على مواصلة عملها بينما يتم التحقيق في مزاعم تورط بعض موظفيها بهجمات 7 أكتوبر على اسرائيل.

وقال بوريل قبيل اجتماع لوزراء التنمية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «لا يمكن لأي شخص آخر أن يفعل ما تفعله الأونروا..  يجب على الناس الاستمرار في تناول الطعام، ومواصلة الذهاب إلى الأطباء». وفي وقت سابق، حذرت «الأونروا» من أن أنشطتها مهددة بالتوقف بحلول نهاية فبراير إذا لم يتراجع ممولوها عن قرارهم.