سنعبر الأزمة.. رغم كيد الحاقدين

أيمن فاروق
أيمن فاروق

بشرة‭ ‬خير‭ ‬أو‭ ‬طاقة‭ ‬نور‭ ‬باتت‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭  ‬تراجع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬بالسوق‭ ‬الموازية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ووفقا‭ ‬لخبراء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ستشهد‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬انفراجة‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبيرة‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬خطوات‭ ‬عديدة‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدولة،‭ ‬ومنها‭ ‬قرار‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬المصري‭ ‬برفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬200‭ ‬نقطة‭ ‬أساس،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مؤشرات‭ ‬قوية‭ ‬باستمرار‭ ‬هذا‭ ‬الهبوط،‭ ‬وثبات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬بخصوص‭ ‬عدم‭ ‬الاتجاه‭ ‬للتعويم‭ ‬ومراعاة‭ ‬البُعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لهذه‭ ‬العملية،‭ ‬والثاني‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬دور‭ ‬مُساند‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬فالتحركات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لها‭ ‬جوانب‭ ‬سياسية،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬يفرح‭ ‬المصريون،‭ ‬ونتمنى‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬زوال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬سنعبرها‭ ‬رغم‭ ‬كيد‭ ‬الحاقدين،‭ ‬فالجهود‭ ‬الكثيفة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المختلفة‭ ‬بالدولة‭ ‬جعلت‭ ‬هبوط‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الموازية‭ ‬كان‭ ‬متوقعا،‭ ‬فكل‭ ‬المتاجرين‭ ‬بالسوق‭ ‬السوداء‭ ‬يشعرون‭ ‬الآن‭ ‬بصدمة‭ ‬كبيرة‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬الحاد،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬أمامهم‭ ‬سوى‭ ‬استبداله‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬البنوك،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬أكدنا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬دولة‭ ‬كبيرة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صيدا‭ ‬سهلا‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المتاجرين‭ ‬بالدولار‭ ‬خارج‭ ‬السوق‭ ‬المصرفي‭ ‬أو‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬الكارهين‭ ‬والمستغلين،‭ ‬ولسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الأمين‭ ‬والآمن‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬العصور‭ ‬والأزمنة،‭ ‬واستطاعت‭ ‬مصر‭ ‬بشعبها‭ ‬ورجالها‭ ‬المخلصين‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الطوائف‭ ‬عبورها‭.‬

مصر‭ ‬لديها‭ ‬مصادر‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بخلاف‭ ‬المصادر‭ ‬التقليدية‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬وقناة‭ ‬السويس‭ ‬والصادرات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬إعلامية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تعاونًا‭ ‬من‭ ‬شركاء‭ ‬وجهات‭ ‬مانحة‭ ‬دولية،‭  ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬اعتماد‭ ‬تمويل‭ ‬إضافي‭ ‬لمصر‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يتمنى‭ ‬لمصر‭ ‬الشر‭ ‬نجدهم‭ ‬الآن‭ ‬صامتين،‭ ‬حائرين،‭ ‬لا‭ ‬نسمع‭ ‬لهم‭ ‬صوتا‭ ‬وكأن‭ ‬على‭ ‬رؤوسهم‭ ‬الطير،‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومن‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬شاكلتها‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬نشطوا‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬وعبر‭ ‬لجانهم‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬وقنواتهم‭ ‬الإعلامية‭ ‬الجميع‭ ‬يشمت‭ ‬وفرحا‭ ‬بالأزمة،‭ ‬أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬مصريين‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬كلمة‭ ‬وطن،‭ ‬وغير‭ ‬محبين‭ ‬لهذا‭ ‬البلد،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬خرج‭ ‬زاعما‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تنهار‭ ‬وأنها‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‭ ‬وآخرين‭ ‬أساءوا‭ ‬لمسؤولين،‭ ‬لكننا‭ ‬نعلم‭ ‬ما‭ ‬يضمرون‭ ‬في‭ ‬قلوبهم‭ ‬من‭ ‬سواد‭ ‬وغل،‭ ‬فالمصري‭ ‬الأصيل‭ ‬حينما‭ ‬يصيب‭ ‬بلده‭ ‬شيئا‭ ‬يحزن،‭ ‬يصطف‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬يساعد‭ ‬ولو‭ ‬بكلمة‭ ‬أو‭ ‬بمشاعر‭ ‬خوف‭ ‬على‭ ‬وطنه‭ ‬داخل‭ ‬قلبه،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬ستتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬ولكن‭ ‬بتكاتف‭ ‬الشعب‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لمسناه‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬إذ‭ ‬يظهر‭ ‬معدنه‭ ‬وقت‭ ‬الأزمة‭ ‬والمحنة‭ ‬ويحولها‭ ‬إلى‭ ‬منحة،‭ ‬لهذا‭ ‬تحية‭ ‬خالصة‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬الأبي‭ ‬والصامد‭ ‬الرافض‭ ‬للهدم‭ ‬والساعي‭ ‬لبناء‭ ‬دولة‭ ‬قوية،‭ ‬مصر‭ ‬تاج‭ ‬العلاء،‭ ‬وشعبها‭ ‬أبي،‭ ‬ولن‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬إلا‭ ‬بوقوف‭ ‬الشعب‭ ‬خلف‭ ‬دولته،‭ ‬فلابد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬عملا‭ ‬يمثل‭ ‬فساد‭ ‬أو‭ ‬احتكار‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عنه‭ ‬فورا‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬السلع‭ ‬دولارا‭ ‬أو‭ ‬سلعا‭ ‬غذائية‭.‬

ومن‭ ‬المنصف‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الجبار‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تجار‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬المستغلين‭ ‬للأزمة،‭ ‬وضبط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء،‭ ‬حيث‭ ‬وجهت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ضربات‭ ‬قاصمة‭ ‬وقاسية‭ ‬لمرتكبي‭ ‬جرائم‭ ‬الاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬بالنقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬والمضاربة‭ ‬بأسعار‭ ‬العملات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إخفائها‭ ‬عن‭ ‬التداول‭ ‬والاتجار‭ ‬بها‭ ‬خارج‭ ‬السوق‭ ‬المصرفي،‭ ‬وما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬القومي‭ ‬للبلاد،‭ ‬وكان‭ ‬شعار‭ ‬الوزارة‭ ‬مستمرين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تجار‭ ‬النقد‭ ‬المستغلين،‭ ‬مواصلون‭ ‬العمل‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬في‭ ‬مواجهتهم‭ ‬من‭ ‬أسوان‭ ‬حتى‭ ‬القاهرة‭ ‬والإسكندرية‭ ‬ولا‭ ‬نقول‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المجاملة‭ ‬لكن‭ ‬الضربات‭ ‬بالأرقام‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬صفحة‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬معرفتها،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار‭ ‬بمحاولات‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬الموازي‭ ‬ولا‭ ‬يزالون‭ ‬مستمرين‭ ‬في‭ ‬جهودهم‭ ‬الكثيفة‭.‬

تحيا‭ ‬مصر‭.. ‬بشعبها‭ ‬وجيشها‭ ‬وشرطتها

;