بشرة خير أو طاقة نور باتت تظهر في الأفق خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن تراجع سعر الدولار بالسوق الموازية بشكل كبير، ووفقا لخبراء الاقتصاد ستشهد الأيام المقبلة انفراجة اقتصادية كبيرة وعلى وجه الخصوص في أزمة الدولار، وذلك بعد خطوات عديدة اتخذتها الدولة، ومنها قرار البنك المركزي المصري برفع سعر الفائدة 200 نقطة أساس، مع وجود مؤشرات قوية باستمرار هذا الهبوط، وثبات القيادة السياسية على موقفها بخصوص عدم الاتجاه للتعويم ومراعاة البُعد الاجتماعي لهذه العملية، والثاني هو وجود دور مُساند من السياسة للاقتصاد، فالتحركات الاقتصادية لها جوانب سياسية، بالتأكيد ما سبق يفرح المصريون، ونتمنى من القلب زوال هذه الأزمة التي سنعبرها رغم كيد الحاقدين، فالجهود الكثيفة من المؤسسات المختلفة بالدولة جعلت هبوط الدولار في السوق الموازية كان متوقعا، فكل المتاجرين بالسوق السوداء يشعرون الآن بصدمة كبيرة جراء هذا الانخفاض الحاد، ولن يكون أمامهم سوى استبداله من خلاله البنوك، وسبق أن أكدنا أن مصر دولة كبيرة، لا يمكن أن تكون صيدا سهلا لهؤلاء المتاجرين بالدولار خارج السوق المصرفي أو غيرهم من الكارهين والمستغلين، ولسنا في حاجة للتأكيد على ذلك، فكم من الأزمات مرت على هذا البلد الأمين والآمن على مختلف العصور والأزمنة، واستطاعت مصر بشعبها ورجالها المخلصين من كافة الطوائف عبورها.
مصر لديها مصادر من العملات الأجنبية بخلاف المصادر التقليدية من السياحة وقناة السويس والصادرات، وهذا ما أكده المتحدث باسم مجلس الوزراء في تصريحات إعلامية، موضحا أن هناك تعاونًا من شركاء وجهات مانحة دولية، مشيرا إلى إعلان الاتحاد الأوروبي اعتماد تمويل إضافي لمصر.
من جانب آخر، كل من كان يتمنى لمصر الشر نجدهم الآن صامتين، حائرين، لا نسمع لهم صوتا وكأن على رؤوسهم الطير، جماعة الإخوان الإرهابية ومن هم على شاكلتها الفترة الماضية نشطوا على السوشيال ميديا وعبر لجانهم على مواقع التواصل، وقنواتهم الإعلامية الجميع يشمت وفرحا بالأزمة، أمثال هؤلاء لا هم مصريين ولا يعرفون كلمة وطن، وغير محبين لهذا البلد، منهم من خرج زاعما أن مصر تنهار وأنها على حافة الهاوية وآخرين أساءوا لمسؤولين، لكننا نعلم ما يضمرون في قلوبهم من سواد وغل، فالمصري الأصيل حينما يصيب بلده شيئا يحزن، يصطف جنبا إلى جنب، يساعد ولو بكلمة أو بمشاعر خوف على وطنه داخل قلبه، ومن هنا لابد من أن أشير إلى أننا ستتجاوز هذه الأزمة ولكن بتكاتف الشعب مع الدولة ومؤسساتها، وهذا ما لمسناه من الشعب في الفترة الماضية، إذ يظهر معدنه وقت الأزمة والمحنة ويحولها إلى منحة، لهذا تحية خالصة لهذا الشعب الأبي والصامد الرافض للهدم والساعي لبناء دولة قوية، مصر تاج العلاء، وشعبها أبي، ولن يتم القضاء على هذه الأزمة إلا بوقوف الشعب خلف دولته، فلابد كل من يرى عملا يمثل فساد أو احتكار الإبلاغ عنه فورا حتى يتم القضاء على السوق السوداء في كافة السلع دولارا أو سلعا غذائية.
ومن المنصف أن نشير إلى الدور الجبار لوزارة الداخلية في مواجهة تجار النقد الأجنبي المستغلين للأزمة، وضبط العديد من هؤلاء، حيث وجهت وزارة الداخلية ضربات قاصمة وقاسية لمرتكبي جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي والمضاربة بأسعار العملات عن طريق إخفائها عن التداول والاتجار بها خارج السوق المصرفي، وما تمثله من تداعيات على الاقتصاد القومي للبلاد، وكان شعار الوزارة مستمرين في مواجهة تجار النقد المستغلين، مواصلون العمل ليل نهار في مواجهتهم من أسوان حتى القاهرة والإسكندرية ولا نقول ذلك من باب المجاملة لكن الضربات بالأرقام موجودة على صفحة الوزارة على مواقع التواصل لمن يريد معرفتها، وكان لها دور كبير في الحد من أزمة الدولار بمحاولات القضاء على السوق الموازي ولا يزالون مستمرين في جهودهم الكثيفة.
تحيا مصر.. بشعبها وجيشها وشرطتها