التطور التكنولوجى والمجتمع

شرهيان إبراهيم
شرهيان إبراهيم

أحدثت التكنولوجيا ثورة فى حياة البشر، فلم يعد العالم كما كان فى السابق. لقد تغيرت طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا وعلاقاتنا مع بيئتنا. ولقد أثرت هذه التكنولوجيا بشكل كبير على المجتمع والفرد على حد سواء فمن خلال الإنترنت أصبح بإمكان الأفراد الوصول إلى معلومات هائلة فى لحظات، وهذا يعزز التعليم والتنوير لدى الفرد كما يمكن للأشخاص توجيه اهتماماتهم وشغفهم نحو مواضيع معينة واكتساب مهارات جديدة ومتعددة من خلال الدورات عبر الإنترنت، ففى مجال العمل، تمكنت التقنية من تغيير طبيعة الوظائف وطريقة أداء الأعمال. مثلًا، أصبح العمل عن بعد أكثر شيوعًا من أى وقت مضى، مما يسمح للأفراد بتحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية.

التكنولوجيا ليست مجرد أداة للتواصل، بل هى أيضًا وسيلة للتعبير الفنى والإبداع. يمكن للأشخاص إنشاء المحتوى ومشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعى ومنصات الإنتاج الإبداعي.

فى مجال التقاضى عن بعد، فإن استخدام الوسائل الحديثة فى تطوير العملية الإجرائية للتقاضى والانتقال من الدعوى التقليدية الورقية إلى الدعوى الإلكترونية، فالدعوى الإلكترونية تستهدف حل الكثير من الإشكاليات الإدارية فى منظومة التقاضي، ومن ثم كانت الحاجة مُلحة لإيجاد حل لهذه المشكلة، ومواكبة مستجدات العصر الرقمى والتكنولوجى من خلال إدخال التقنية الحديثة فى إجراءات التقاضى للوصول إلى العدالة الناجزة فى المجال القضائي.

أما على الجانب الاقتصادي، فتوفر التقنية فرصًا لريادة الأعمال وإنشاء شركات ناشئة بسهولة أكبر. يمكن للأفراد الآن تطوير تطبيقات ومنتجات جديدة وتسويقها عبر الإنترنت مما يعد مصدر دخل ثابت لهم، يُظهر كيفية تحسين التقنية الحديثة الخدمات الصحية والطبية. يمكن للأطباء الآن تقديم الرعاية عن بُعد والاعتماد على تحليل البيانات الضخمة لتحديد تشخيصات أفضل وعلاجات فعالة.

أما من الناحية البيئية، فتساعد التكنولوجيا فى تحسين الاستدامة. تمكنت السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية من الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة، بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التقنية فى تعزيز مفهوم الاقتصاد المشارك وتوجيهه نحو العدالة الاجتماعية.

كما يُمكن للأفراد مشاركة الموارد والخدمات بشكل أكبر، ويمكننا ان نقول إن التقنية الحديثة قد غيرت طريقة عمل الفرد وأسلوب حياته بشكل عام فهى أثرت على التعليم والعمل والابتكار والصحة والبيئة والاقتصاد، وهى ما زالت تتطور بسرعة لتشكل مستقبلا أفضل للبشرية جمعاء.