معان حقيقية

موسيقى المايسترو أسامة على

محمد الحداد
محمد الحداد

على نهج الفلاسفة والعلماء الكبار استطاع الدكتور والعالم الموسيقى المايسترو أسامة على أن يطبق فى السجون المصرية تجربته لإعادة التأهيل والترويض وتهذيب وتشذيب النفس البشرية الجامحة التى ارتكبت الأخطاء والجرائم القانونية، حيث يطبق ولأول مرة تجربة استخدام الموسيقى منذ ما يقرب من سنة كاملة فى كل قطاعات السجون، فى قطاع الحماية المجتمعية ومراكز الإصلاح والتأهيل ومن خلال تطبيق البرامج الإصلاحية والتأهيلية المتمثلة بتهذيب سلوك الجانى والعمل على تثقيفه مهنياً ودينياً وتأهيله نفسياً ورعايتة اجتماعياً لإعادة اندماجه فى المجتمع.

أخبرنى المايسترو أسامة على أن التجربة تهدف بقوة إلى تأهيل السجناء فنيًا ونفسيًا من خلال استخدام الموسيقى والغناء الجماعى لإعدادهم بشكل فعال وإيجابى فى المجتمع المصرى.

وكان لوزارة الداخلية الفضل الكبير فى إنجاح هذه التجربة المهمة التى تعيد بناء الثقة.

يقول شكسبير: إن النفس التى تخلو من الموسيقى تموت مشاعرها، وتظلم عواطفها وتصبح كالليل الدامس، ولاحظ العالم العربى أبو بكر الرازى فوائد الموسيقى قبل حوالى ألف سنة، حيث وجد أن بعض المرضى المصابين بأمراض تسبب آلاماً مبرحة، ينسون هذه الآلام ويشملهم الهدوء والسكون لدى سماعهم للألحان الشجية، فأيقن أن الموسيقى لا بد أن يكون لها أثر فى تخفيف الآلام.. وهذا ما لمسه المايسترو أسامة على.

وقد تميزت الحضارة العربية الإسلامية فى مرحلة نضجها، بإنجازها الموسيقى الغنائى، خاصة فى بغداد والمدن الحجازية والحواضر الأندلسية، وكان العاملون فى هذا المجال موضع احترام مجتمعاتهم.

كما قام المفكر والفيلسوف الإسلامى العظيم ابن سينا بتطبيق أعمال الفارابى الموسيقية فى علاجه للمرضى المصابين بأمراض عقلية.. وأصبح عمل هذين العالمين قاعدة لتطوير العلاج بالموسيقى لاحقًا، حيث تساعد الموسيقى على إفراز مادة الدوبامين، وهى المادة الكيميائية المسئولة عن الشعور بالسعادة فى الدماغ.

كما أنشأ الدكتور المايسترو أسامة على أوركسترا من العازفين والكورال من النزلاء ووصل لأكثر من 77 أغنية أعدها بتوزيعات جديدة أهمها التواصل مع مستشفى 7575 من خلال الغناء لهم وأيضًا الغناء للعالم الدكتور مجدى يعقوب، ويعد هذا هو الهدف فى التواصل مع المجتمع الخارجى وتحقيق النجاح فى تأهيل النزلاء.