متجاهلة القوانين الإنسانية والتحذيرات الأمريكية والمناشدات الدولية

إسرائيل تهاجم آخر ملجأ للنازحين فى غزة.. وتقصف رفح الفلسطينية

 قصف مدينة رفح الفلسطينية آخر ملجأ للنازحين الفلسطينيين
قصف مدينة رفح الفلسطينية آخر ملجأ للنازحين الفلسطينيين

أمريكا تعلن عدم دعمها للعملية العسكرية والأمم المتحدة تعتبرها «جريمة حرب»

غزة - وكالات الأنباء

ضربت إسرائيل عرض الحائط بالتحذيرات الأمريكية والمناشدات الدولية التى طالبتها بعدم قصف مدينة رفح الفلسطينية آخر ملجأ للنازحين الفلسطينيين فى كامل قطاع غزة، والتى تقول التقديرات إنها تضم أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة..

وفى اليوم الـ126 من العدوان قصف الجيش الإسرائيلى أمس الجمعة بطيرانه الغاشم رفح المكتظة بالنازحين، حيث أصابت الغارات مبنيين سكنيين، ما أسفر عن مقتل 8 فلسطينيين، فيما استهدفت غارة ثالثة روضة أطفال تحولت إلى مأوى للنازحين فى وسط غزة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل، وفقًا لمسئولى المستشفى..

ويشن جيش الاحتلال سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة جنوبى محافظة خان يونس، التى يحاصر فيها جيش الاحتلال مشفى ناصر ومشفى الأمل. واستشهد شاب وعدد من الإصابات إثر إطلاق قوات الاحتلال النار على مجمع ناصر الطبى بخان يونس.

وقام طيران الكواد كابتر بإطلاق النار على مجموعة من الشباب الذين يعتلون الطابق العلوى فى مجمع ناصر الطبى للوصول إلى الإنترنت.

وارتفع إلى ١٧ شهيدًا بينهم ١٢ سقطوا برصاص قناصة جيش الاحتلال فى خان يونس خلال ٢٤ ساعة.

كما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات طالت عدة منازل فى أحياء مدينة غزة وتحديدًا فى الرمال والصبرة والزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.

وبشكل متزامن استهدفت طائرات الاحتلال شقة تعود لعائلة النحال مقابل تمراز محيط مفترق خربة العدس ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين. كما أطقلت زوارق الاحتلال الحربية قذائف على منطقة ميناء الصيادين غرب مدينة غزة.

اقرأ أيضاً| حرب غزة تدخل شهرها الخامس وارتفاع الشهداء إلى 27840 ..15 مجزرة جديدة بالقطاع وغارات إسرائيلية

وفى حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى قرابة 28 ألفًا. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، إن القوات الإسرائيلية ارتكبت 13 مجزرة ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 107 فلسطينيين و142 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.وأضافت إن إجمالى 27947 فلسطينيًا قتلوا، وأصيب 67459 آخرون فى الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023..

وأشارت إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات وأن القوات الإسرائيلية تمنع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم..

وكانت الولايات المتحدة إسرائيل قد حذّرت من خطر حدوث «كارثة» إذا ما شنّت هجوماً عسكرياً على المدينة، دون التخطيط له كما ينبغى..

وقال نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إنّ «تنفيذ عملية مماثلة الآن دون تخطيط وبقليل من التفكير فى منطقة «نزح إليها مليون شخص» سيكون كارثة».

وشدد على أن الولايات المتحدة «لن تدعم» عملية عسكرية واسعة النطاق لما تنطوى عليه من خطر وقوع خسائر كبيرة فى صفوف المدنيين.

على الصعيد الإنسانى، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن «المجاعة والمرض يعصفان بالفلسطينيين فى غزة، بالإضافة إلى الموت والدمار الناجمين عن العمليات العسكرية».

وشدد على وجوب التوصل إلى وقف لإطلاق نار إنسانى قبل وقوع «مأساة رهيبة فى مدينة رفح المهددة بعملية عسكرية إسرائيلية».

وأكد أن «نصف سكان قطاع غزة تم دفعهم إلى مدينة رفح، وذهابهم إليها لم يكن بإرادتهم، ويجب التوصل إلى وقف إطلاق نار إنسانى قبل أن تكون رفح مسرحًا للمأساة الرهيبة التى شهدناها سابقًا فى خان يونس وأجزاء أخرى من غزة»..

وأضاف: «سأواصل العمل بإصرار من أجل حصول الشعب الفلسطينى على دولته الخاصة وإنهاء الاحتلال».

وشدد قائلاً: «نحن بحاجة إلى السلام فى الشرق الأوسط وفى جميع أنحاء العالم، ولا يمكن لعالمنا أن يتحمل الانتظار».

من جانبه أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن «أى تحرك من إسرائيل، لتوسيع عمليتها البرية فى غزة، لتشمل مدينة رفح المكتظة جنوبى القطاع، قد يفضى إلى جرائم حرب يجب منعها بأى ثمن»..

ونقل عن المتحدث باسم المكتب، ينس لاركيه، قوله إنه «بموجب القانون الدولى الإنسانى»، فإن القصف العشوائى للمناطق المكتظة بالسكان يمكن أن يرقى إلى جرائم الحرب.

من جانبها دعت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، جميع الأطراف بشكل عاجل إلى الامتناع عن التصعيد العسكرى فى محافظة رفح الفلسطينية، حيث نزح أكثر من 600 طفل وأسرهم والعديد منهم أكثر من مرة..

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، إنَّ تصعيد القتال فى رفح الفلسطينية، سيمثل تحولًا مدمرًا آخر فى الحرب وأنه يمكن أنَّ يموت آلاف آخرون فى أعمال العنف أو بسبب نقص الخدمات الأساسية، والمزيد من انقطاع المساعدات الإنسانية، وسوف يرتفع معدل الجوع والمرض بشكل كبير، ما يؤدى إلى مقتل المزيد من الأطفال..

من ناحية أخرى أعلن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة، الجمعة، أن الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة دفعت نحو 887 مليون دولار، استجابة للنداء العاجل الذى أطلقته الأمم المتحدة بشأن غزة..

ويشكل هذا المبلغ ارتفاعًا بأكثر من 90 مليونًا عن إعلان الخميس الذى وصل إلى 796 مليون دولار، أى ما يساوى 73٪ من الاستجابة المطلوبة، والبالغة 1.2 مليار دولار.