«خسائر ضخمة»..هل تصمد «الإيكواس» عقب انسحاب الدول الأفريقية الـ3 منها؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في يناير الماضي، أعلنت ٣ دول أفريقية وهم، مالي وبوركينا فاسو و النيجر انسحابهم من مجموعة الإيكواس في خطاب مشترك ألحق بهم وبالمجموعة الأفريقية خسائر كبيرة.

اقرأ أيضًا: «إيكواس»: قرار بوركينا فاسو والنيجر ومالي الخروج من التكتل كان متسرعا

وكانت مجموعة الإيكواس قد تأسست عام 1975 بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية بين أعضائها الـ15.

شهدت دولها صراعات مسلحة، سواء مع انقلابات أو ضد جماعات تمرد أو أخرى إرهابية، وتنفي المنظمة عادة خضوعها لأي ضغوط غربية، بالرغم من توجيه الاتهامات لها كثيرا بتلقي دعم فرنسي.

يقع مقر الإيواء في العاصمة النيجيرية أبوجا وتضم: بوركينا فاسو وبنين وغينيا وساحل العاج ومالي والنيجر والسنغال وتوجو، جامبيا وغانا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون، وعضوان ناطقان بالبرتغالية، هما الرأس الأخضر وغينيا بيساو.

يبلغ مجموع سكان مجموعة إيكواس نحو 350 مليون نسمة حسب إحصاءات تعود إلى عام 2021، بينما تبلغ مساحتها الإجمالية 5 ملايين كيلومتر مربع، أي 17% من إجمالي مساحة قارة أفريقيا.

الانسحاب..ضربة موجعة 

ضربة قاسية تلقتها الإيكواس، تجاه دولا تعرضت لانقلابات منذ ٢٠٢٠ وحتى ٢٠٢٣  "مالي عام 2020، وفي بوركينا فاسو عام 2022، وفي النيجر عام 2023"، أعقبها انفلات أمني واسع وأعمال عنف وتردي للأوضاع الاجتماعية بصورة عامة.

ودفعت تلك الأوضاع الغير مستقرة الإيكواس وقف موجة العنف والضغط من أجل عودة السلطة في أسرع وقت، مع فرض عقوبات شديدة على مالي والنيجر، ذهبت إلى حد التهديد باستخدام القوة إزاء الانقلابين النيجريين، وعلقت مشاركة الدول الثلاث في مؤسساتها.

وردا على ذلك تم توقيع اتفاق من قبل قادة الدول الثلاث في 16 سبتمبر 2023 في باماكو، والذي بموجبه تتعهد الدول بمساعدة بعضها البعض في حالة وقوع أي تمرد أو عدوان خارجي ضد أي منها، واعتبار أي اعتداء على سيادة وسلامة طرف أو أكثر من الأطراف الموقعة عليه، عدوانا على الأطراف الأخرى.

وردا على ذلك الانسحاب، شككت الإيكواس في قرار الانسحاب في بادئ الأمر، نظرًا لعدم تلقيها خطابًا كتابيًا بشأن الانسحاب رسميًا، فالمادة 91 من ميثاق المنظمة تنص على ضرورة التقدم بطلب كتابي على ألّا يكون الانسحاب نهائيًا إلا بعد سنة من هذا الطلب، لكنه ومع إعلان الانسحاب شفهيًا عبر البيان الصادر، رفعت الدول الثلاث بالفعل طلبها بالانسحاب إلى الأمانة العامة للتجمع، بما يجعلها رسمية.

أسباب انسحاب الدول الـ3

أمام العديد من التساؤلات حول أسباب قرار الدول الثلاث بالانسحاب، أرجع المحللون الأسباب إلى تأثر الإيكواس بالتدخلات الأجنبية وخاصة الفرنسية التي تعد الداعم الأكبر لقرارات المنظمة والتي تقوم بدور تحريضي بفرض عقوبات اقتصادية على الدول الثلاث.

كذلك رفض الإيكواس الدائم للانقلابات التي تمت في الدول الثلاث مما دفعها إلى التلويح باستخدام القوة العسكرية وفرض حصار اقتصادي مما شكل تحديا لدى الدول الأفريقية ودفعها إلى التحرر من سلطة المنظمة التي توجهها فرنسا من وراء الستار.

خسائر اقتصادية بالجملة

وشكل ذلك الانسحاب خسائر كبيرة للإيكواس وللدول المنسحبة تمثلت في ازدياد التدخلات الخارجية بل وانتقالها من سلطة فرنسية إلى أخرى روسية لا سيما وأن موسكو تسعى إلى بسط نفوذها بأفريقيا وسحب البساط من أسفل أقدام باريس التي خسرت شعبيتها أمام الأنظمة الحاكمة الجديدة.

ليست روسيا فحسب التي ستستفيد من ذلك الصراع، بل تستعد الصين هي الأخرى لتحقيق مكاسب وتواجد اقتصادي بأفريقيا عقب تقلص النفوذ الفرنسي وذلك من خلال إقامة مشروعات تنموية.

يتسبب انسحاب الدول الثلاث من الإيكواس، في انفصال البنوك المركزية لهذه الدول عن البنك المركزي للمجموعة، ما يتسبب في إحداث أزمة مالية شديدة وارتفاع النقد الأجنبي بفعل تجميد الأرصدة في بنوك المجموعة، ليس هذا فحسب بل من المتوقع أن يذهب حلم إنشاء عملة موحدة سدى، بعد أن صادق قادة المجموعة على "إيكو" كاسم للعملة الموحدة التي كانوا يأملون إصدارها.