«بعد نقص الأدوية».. مرضى غزة أموات على قيد الحياة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تزداد يومًا بعد يوم حجم الأزمة الإنسانية في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع والحصار الذي يجبر أهالي غزة على مواجهة تحديات مستمرة ويُعيق كل جانب من جوانب الحياة في هذا القطاع المنكوب.

اقرأ أيضًا: «هدنة الـ135 يومًا» .. تفاصيل مقترح المقاومة لإنهاء حرب غزة

ويواجه المرضى في قطاع غزة صعوبات متزايدة في الوصول إلى العلاجات الضرورية بسبب ندرة الدواء ونقص المعدات الطبية، حتى بات نقص الأدوية يهدد حياة الأطفال والكبار على حد سواء، الأمر الذي يضع حياتهم على المحك في ظل هذه الأوضاع الراهنة.


350 ألف شخص يعانون بسبب أزمة الدواء 

ومع استمرار الفرق الطبية في استقبال الجرحى بأعداد كبيرة في المستشفيات المتبقية في القطاع التي لم يصيبها وابل القصف الإسرائيلي، يوجد هناك أعباء إضافية على كاهل هذه المستشفيات نتيجة لنقص المعدات والأدوية الطبية، مما يلقي بظلاله على حياة المرضى الغزيين الذين يتكبدون معاناة الحرب على غزة بالأصل.

ومنذ السابع من أكتوبر المنصرم عقب عملية طوفان الأقصى، وبعد اندلاع الحرب على غزة حتى اليوم 124، يعاني حوالي 350 ألف مريض من نقص الإمدادات والمعدات الطبية وسط الحصار الإسرائيلي المفروض على كامل القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

ومن بين المتأثرين بأزمة الدواء في القطاع، تتجلى قصة نضال حمد، امرأة غزية لا تزال تتنقل حتى الآن في أرجاء مستشفيات القطاع بحثًا عن الدواء بعد نزوحها من بيت حانون إلى مدينة رفح جنوب غزة.

معاناة المرضى في البحث عن «الدواء المفقود»

فقبل حرب غزة، كان لدى نضال نفحة من الأمل بعد نجاح عملية زرع الكلى من ابنها المتبرع صاحب الـ25 عامًا، ولكن اليوم وبسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على أرجاء القطاع عقب طوفان الأقصى، أصبحت تواجه خطر الإصابة بالفشل الكلوي مرة أخرى، جراء نقص الدواء الناتج عن الحرب الإسرائيلية على غزة، وكأن الأمل الذي عاد في حياتها قبل الحرب بدأ يتلاشى بسبب صعوبة الوصول إلى الدواء اللازم لحالتها المرضية..

وبين أروقة مستشفيات قطاع غزة المنهكة، تسعى نضال إلى الحصول على الدواء الضروري لحالتها، وأعربت عن معاناتها في رحلتها الشاقة للبحث عن الدواء، وتشير قائلة: "ابني، البالغ من العمر 25 عامًا، أعطاني كليته، ولكنني لا أستطيع العثور على الدواء، أنا لا أرغب في شيء سوى الدواء".

وأضافت نضال: "حياتي تتدمر ولا أعرف إلى أين أتجه، بحثت في جميع مستشفيات القطاع ولم أجد دواء الكلى، أريد شريط دواء فقط، لا أريد شيء آخر، وكذلك حالتي وحالة زارعي الكلى الآخرين لا تختلف، نحن نموت تقريبًا بسبب ندرة الدواء"، كما يتشارك أكثر من 1000 شخص، بينهم العديد من الأطفال، في معاناة مشابهة لنضال، بحسب " العربية" الإخبارية.

وفي مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح جنوب غزة، يتجلى مشهد المعاناة في القسم الوحيد الذي لا يزال يقدم حصص غسيل الكلى للمرضى، قال الطبيب بهاء النمس في المستشفى: "أصبح هناك نزوح كبير لمرضى الكلى إلى المستشفى، حيث كان عددهم يصل إلى نحو 100 مريض في رفح قبل حرب غزة، ولكن الآن، بعد نزوح الكثيرين إلى جنوب القطاع في رفح، أصبح العدد يتجاوز مئات المرضى".

وأضاف الطبيب النمس: "تأثرت أجهزة غسيل الكلى بشكل كبير بسبب الساعات الطويلة من العمل، وبالطبع لا يوجد قطع غيار للأجهزة، ما جعلنا نضطر إلى تقليل ساعات غسيل الكلى في المستشفى، وهذا كله يؤثر سلبًا على المرضى".