نقطة نظام

«وى ويل نڤر فورجت».. ولكن

مديحة عزب
مديحة عزب

التريند الجديد المنتشر هذه الأيام بين بعض الشباب «الينايرجية» و المتأسلمين على وسائل التواصل الاجتماعى والمكتوب باللغة الإنجليزية بمناسبة ما يحدث فى غزة نازل انتقاد فى مصر مثل انتقاده فى إسرائيل بالظبط ويشبه الموقفين ببعض برغم ما فى ذلك من ظلم كبير لمصر وتلبيس الحق بالباطل، ولأنهم يعلمون أنهم كذابون ولا يريدون سماع كلمة الحق فقد لجأ معظمهم إلى إلغاء التعليقات على بوستاتهم وقاموا بتكثيف العيار هذه الأيام عندما أيقنوا من فشلهم فى تحقيق هدفهم والذى هو إيقاع مصر فى الفخ..

هم لا يريدون أن يعترفوا أن مصر عندما تدافع عن سيادتها فلا يعنى هذا موافقتها على ما يحدث للفلسطينيين فى غزة.. لا يريدون أن يعترفوا أن مصر عندما وقفت صلبة فى وجه عملية التهجير القسرى لأهالى غزة سواء لسيناء أو لأى أرض أخرى فهى بذلك صاحبة فضل فى عدم تصفية القضية الفلسطينية وربما لها فى ذلك الفضل الكبير.. لا يريدون أن يعترفوا أن إسرائيل هى التى تقتل الفلسطينيين وليست مصر..

ومن المحال أن نطمس تاريخا طويلا من وقوف مصر إلى جانب القضية الفلسطينية منذ عام النكبة وكم بذلت من دماء شبابها فى سبيل القضية.. ولكن فى كل الأحوال لن تكون أرض سيناء هى الثمن لمساومات سياسية بيعت فيها دماء آلاف الأبرياء من الفلسطينيين..

وحتى عندما ادّعت إسرائيل فى دفاعها عن نفسها أمام محكمة العدل الدولية من أن مصر هى التى تغلق معبر رفح لمنع المساعدات الإنسانية إلى أهالى غزة تلقف الينايرجية والمتأسلمون هذه الادعاءات  الكاذبة وأذاعوا بها على جميع منصاتهم ليل نهار، فإسرائيل التى تعيش على الكذب على العالم كله يصدقونها عندما تكذب على مصر، بينما أى دفاع عن مصر ولمصر مرفوض حتى لو جاء على لسان مفوض الأونروا فيليب لازارينى والذى حسم الجدل فى ذلك وقال إن مصر لم تغلق معبر رفح يوما منذ بدء الحرب فى غزة بينما إسرائيل هى التى متهمة عطلت دخول المساعدات إلى القطاع، ولفت إلى أن «العالم كله قد شهد على الهواء مباشرة قتل الأبرياء بآلة القتل الإسرائيلية التى لم تميز ولم تستثن بشرا ولا حجرا»..

وليس من العدل أو الإنصاف أن نتجاهل الآن المعركة الحامية التى خاضتها مصر لكسر الحصار الذى فرضته إسرائيل على غزة منذ بدأت عدوانها فى أكتوبر الماضى ولا ننسى أن مصر هى التى أعلنت منع مرور الأجانب من غزة إلى الأراضى المصرية إلا مقابل السماح بدخول المساعدات، وجعلت من مطار العريش الدولى محطة استقبال شاحنات المساعدات الإنسانية من جميع أنحاء العالم لأهالى غزة وجعلت المعبر مزارا لكل ساسة العالم للضغط على المحتل من أجل السماح بدخول المساعدات وبالطبع تم ذلك بعد قيام مصر بإصلاح الطريق داخل رفح الفلسطينية بعد أن دمرته إسرائيل عدة مرات..

وبرغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها مصر إلا أنها هى التى قدمت القسم الأكبر من المساعدات بالإضافة لجهودها فى إقامة أكبر معسكر منظم ومتكامل للنازحين فى قلب القطاع..

وعندما وجدت إسرائيل أن اتهاماتها لمصر فى موضوع المساعدات لم يحقق هدفها لجأت إلى اتهام مصر بتهريب السلاح إلى غزة عبر الأنفاق وهو اتهام ساذج وعبيط حيث أن الحدود الآن بين سيناء وغزة مغلقة تماما وبالضبة والمفتاح، والعالم كله يشهد على ذلك والخلاصة كما أعلنها رئيس هيئة الاستعلامات هى أن هذه الادعاءات الكاذبة لاتخدم معاهدة السلام التى تحترمها مصر، ولذلك فعلى إسرائيل أن تظهر احترامها لها وتتوقف عن إطلاق التصريحات التى من شأنها توتير العلاقات الثنائية فى ظل الأوضاع الحالية الملتهبة..

وتطالب مصر كل من يتحدث عن عدم قيامها بحماية حدودها أن يتوقف عن هذه الادعاءات فى ظل حقيقة أن لها جيشا قويا قادرا على حماية حدودها بكل الكفاءة والانضباط..

ما قل ودل:  

إعمل عبيط وانت فاهم بس بلاش تعمل فاهم وانت عبيط أصلا..