«مدارس المتفوقين».. الطريق إلى علماء المستقبل   

وزير التربية والتعليم
وزير التربية والتعليم

"مدارس المتفوقين الطريق إلى علماء المستقبل".. هكذا حظى التعليم خلال فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، باهتمام بالغ بمختلف نواحيه بداية من الطالب والمعلم إلى التوسع في إنشاء المدارس وتنوعها لتقدم خدمات تعليمية متميزة وعصرية تواكب متطلبات العصر، حيث أولت القيادة السياسية، خلال فترة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، اهتمامًا بالغًا برعاية الطلاب المتفوقين علميًا لجعلهم نواة ليصبحوا علماء المستقبل.

 اهتمام الدولة بمدارس المتفوقين 

وجهت القيادة السياسية، وزارة التربية والتعليم، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم، بضرورة التوسع في مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا على مستوى جميع محافظات الجمهورية، لتقفز إجمالي مدارس المتفوقين في الجمهورية الجديدة لـ20 مدرسة.

اقرأ أيضا :حجازى: نظام STEM يهدف لتعزيز فرص الالتحاق بسوق العمل

فكرة إنشاء مدارس المتفوقين 

بدأت فكرة انشاء مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا منذ عام 2011م، والمعروفة باسم STEM، وانشئت بقرار وزير التربية والتعليم رقم 369 لسنة 2011، حين قامت الوزارة بافتتاح أول مدرسة ثانوية للمتفوقين في العلوم والتكنولوجيا للبنين في سبتمبر من نفس العام بمدينة السادس من أكتوبر بالجيزة، وتلا ذلك إقامة مدرسة أخرى للبنات بمنطقة المعادي بالقاهرة في سبتمبر 2012، حتى وصل عدد هذه المدارس في عام 2023 إلى 20 مدرسة في ثمانية عشر محافظة، يلتحق بها ما يزيد على خمسة آلاف طالب وطالبة.

وتهدف هذه المدارس، إلى إعداد طلاب النابهين والمتميزين في مختلف المواد العلمية بالمرحلة الثانوية وتزويدهم بمهارات القرن الواحد والعشرين، وإعدادهم للمساهمة في تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠، ويتم ذلك عن طريق تقديم نموذج تعليمي متميز يربط العملية التعليمية بتنمية المعارف والبحث العلمي والمهارات الحياتية من خلال مناهج متطورة ترتكز حول التحديات الكبرى للتنمية في مصر والعالم، حيث يتعاون الطلاب معاً في مجموعات لتصميم مشروعات يهدف كل منها لإيجاد حلول لهذه التحديات، مما يؤدي إلى تنمية مهارات الطلاب والطالبات في المجالات المختلفة للعلوم والبحث العلمي والتكنولوجيا والتفكير الناقد والإبداع وحل المشكلات.

نجاحات مدارس المتفوقين 
وحققت مدارس المتفوقين، نجاحاً كبيرًا منذ إنشاءها من حيث الإعداد المتميز للطلاب، حيث تمكن العديد منهم من التفوق، والحصول على جوائز ومراكز متقدمة في العديد من المسابقات الدولية في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات، كما نجح العديد منهم في الالتحاق بكبرى الجامعات الدولية والمصرية والحصول على منح دراسية كاملة لاستكمال دراستهم بهذه الجامعات، واستكمالاً لهذا النجاح، ومع استمرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتوسع في إقامة مدارس المتفوقين في علوم والتكنولوجيا STEM، فقد
تم العمل على تقديم برامج متخصصة لإعداد وتأهيل المعلمين والقيادات المدرسية في مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا في بعض الجامعات المصرية، من خلال التعاون بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقد بدأ تنفيذ هذه البرامج منذ عام 2019 من خلال التعاون والتكامل بين كليات التربية والعلوم والهندسة في خمس جامعات حكومية بجمهورية مصر العربية، وهي جامعات عين شمس، وأسيوط، والمنيا، والمنصورة، والزقازيق بتلك الجامعات، بمشاركة كبرى الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضا :«3» طلاب بمدرسة المتفوقين ييتكرون مساعد حركي لمرضي الروماتيزم | صور

ومع استمرار الدولة - من خلال وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني - في تنفيذ خطة تطوير التعليم المصري، والتي تتضمن التوسع في منظومة تعليم STEM بإنشاء المزيد من مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، بحيث يتم إنشاء مدرسة واحدة على الأقل بكل محافظة من محافظات الجمهورية وفقاً للنموذج الحالي لهذه النوعية من المدارس. 

وظهرت الحاجة إلى أهمية العمل على التوسع في تبنى مفاهيم واستراتيجيات هذا النوع من التعليم المتميز القائم على البحث العلمي والمشروعات ليستفيد منه أكبر عدد من الطلبة والطالبات بمدارس وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وكذلك يتم الإعداد لتقديم نماذج أخرى من مدارس STEM تعمل بنظام اليوم الكامل، وذلك تلبية لاحتياجات الدولة لهذه النوعية من الخريجين القادرين على تحقيق أهداف التنمية ورؤية مصر.

وشكّلت وزارة التربية والتعليم، لجنة تنفيذية عليا لمدارس المتفوقين، تختص بكل أمورها ورعايتها بشكل كامل، ودائماً ما يؤكد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم على دعم الرئيس السيسي لهذه المدارس، والاهتمام بزيادتها وتنميتها، وجاهزية المعامل فيها، والاستعانة بالمعلمين ذوي الخبرة والكفاءة والتخصص.

وأثبتت وزارة التربية والتعليم تجربتها الفريدة في مدارس المتفوقين، وأثبتت نجاحاً باهراً في تخريج كوادر طلابية مبدعة، حيث حصل عدد كبير من طلاب هذه المدارس على جوائز عالمية أبرزهم الطالبة ياسمين يحيى مصطفى التي حصلت على المركز الأول عن فئة علوم الأرض والبيئة، في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة الذي انعقد في بتسبرغ، لاختراعها جهاز "القوة الكامنة في قش الأرز"، الذي يعمل على تبخير المياه على حرارة حرق قش الأرز، وتوليد أنواع مختلفة من الطاقة.

أقرأ أيضا :وزير الري: مدارس المتفوقين قادرة على تغيير وجه مصر

إنشاء مدرسة متفوقين بكل محافظة 

من جهته أكد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، حرص القيادة السياسية على انتظام العملية التعليمية بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، والتوسع في أعداد هذه المدارس التي تهدف إلى إعداد طلاب قادرين على التصميم والإبداع والابتكار والتفكير العلمي والنقدي، وإكسابهم مهارات التعلم التعاوني، فضلًا عن المشروعات البحثية التي يعدها الطلاب في مجال الكابستون Capstone، وهي مشروعات ينفذها الطلاب في موضوعات علمية معينة تخدم المجتمع، وتستهدف التحديات الكبرى التي يواجهها المجتمع المصرى.

وأضاف حجازي، أن الدولة تواصل الاستثمار في طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بمصر وتوفير الموارد اللازمة لبناء قدراتهم وضمان الجودة والتعليم الفعّال والمستدام بهذه المدارس، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على دعم الشراكات بين المدارس من جهة والجامعات والمراكز البحثية والتكنولوجية من جهة أخرى لتحقيق تكامل فعّال بين المعرفة النظرية والتجربة العملية، مما يعزز فرص الطلاب للاندماج في سوق العمل بكفاءة عالية عند تخرجهم.

اقرا أيضا : عرض فيلم تسجيلي بكلمة الرئيس السيسي عن مدارس المتفوقين في مؤتمر نظام التعليم | فيديو

وقال وزير التربية والتعليم، إنه انطلاقاً من الحرص الدائم للقيادة السياسية على تطوير نظام التعليم، وحرصا على تعزيز التفكير العلمي وتطوير المهارات التكنولوجية لدى الطلاب والطالبات في مرحلة مبكرة من مسيرتهم، فقد تبنت الدولة العمل على التوسّع في منظومة تعليم "STEM" عن طريق إنشاء المزيد من مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا، بحيث يتم إنشاء مدرسة واحدة على الأقل بكل محافظة من محافظات الجمهورية، وفقاً للنموذج الحالي لهذه النوعية من المدارس الثانوية، بالإضافة إلى التوسع في تبني استراتيجيات البحث العلمي والتعلم من خلال المشروعات في سنوات النقل بالتعليم العام، كذلك ووفقًا لتوجهات الدولة، ويتم الإعداد لتقديم نماذج أخرى من مدارس STEM – خاصة في المرحلة الثانوية - تعمل بنظام اليوم الكامل، وذلك تلبيةً لاحتياجات الدولة من الطلاب الباحثين والمتميزين وإعدادهم للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية.

 اهتمام علمي بطلاب مدارس المتفوقين 

من جانبه، أشاد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي بنموذج مدارس STEM، الذي يُركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وثمّن رؤية الدولة المصرية للاهتمام بتطبيق فكر التعليم بالمهارات في مرحلة التعليم المدرسي والجامعي، وتشجيع الطلاب على الإبداع والابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

وأكد عاشور على متابعة وزارة التعليم العالي الاهتمام العالمي بتدريس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وسبل تضمينها داخل الأنظمة التعليمية، لافتاً إلى حرص مصر على الاستفادة من هذه التجارب.

واستعرض الوزير الخطوات التى اتخذتها الجامعات المصرية للاستفادة من خريجى النظام التعليمى STEAM، وإدراجهم ببرامج دراسية جامعية تنمي مهاراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مشيرًا إلى أنه في عام 2023 التحق 1094 طالباً من خريجي STEAM من طلاب العلوم، و708 من طلاب شعبة الرياضة بالعديد من البرامج في القطاع الطبي والهندسي.

وأضاف الدكتور أيمن عاشور، أن وزارة التعليم العالي قامت بطرح برامج دراسية بينية تدمج العديد من التخصصات من بينها برامج؛ الهندسة البيئية، والمعلوماتية الحيوية، والعلوم المعرفية لإتاحة الفرص للطلاب المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا لمتابعة تميزهم ومواصلة ابتكاراتهم، مؤكدًا حرص الوزارة على تحقيق التكامل بين التعليم الجامعي وقبل الجامعي لتخريج طالب مزود بالمهارات اللازمة لسوق العمل.

 مدارس المتفوقين تغيير وجه مصر 

فيما أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، على أن مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا قادرة على تغيير وجه مصر من خلال خريجيها، وهى قاطرة التنمية، متابعاً: " مدارس المتفوقين قادرة على توفير خبراء وعلماء المستقبل في حل كثير من المشكلات والتحديات التى توجد في المجتمع".

وتابع الدكتور هاني سويلم، " إن مدارس المتفوقين ستغير وجه مصر بسبب الخريجين منها، وأن مدارس ستيم ستكون قاطرة التنمية، وأن هذه المدراس من أهم المبادرات في التعليم المصري، وتمنى أن يكون لديهم طريق يكملوا فيه تفوقهم بعد المرحلة الثانوية لأن لديهم أفكار جيدة جدًا، ومصر تواجه تحديات كثيرة جداً أبرزها الفقر المائي الذي نواجه منذ فترة طويلة، ونحن في حاجة إلى خبراء وعلماء لحل مثل هذه المشاكل".