فيض الخاطر

فيه سم قاتل

حمدى رزق
حمدى رزق

ويجول حامل الميكروفون فى الحارة، ينادى كيلو الزيت المستعمل بـ (٣٠ جنيه)، كلما سمعت النداء، تعجبت وتساءلت، لماذا يشترون الزيت منتهى الصلاحية، وبأسعار مغرية؟!
لفتنى «إبراهيم السجيني»، رئيس جهاز حماية المستهلك بتصريح مقتضب : «تم ضبط أحد مصانع بير السلم التى تعيد تدوير بواقى زيت الطعام المستعمل بعد شرائه من المواطنين»!!
تخيل ماذا يجرى فى الشوارع الخلفية من غش، يشترون السم، ويدورونه، ويبيعونه للناس، تخيل الفاجعة، زيت الطعام، صار عرضة لأسوأ صور التجارة السوداء، يتاجرون فيما يمرض الناس.


الأطباء يحذرون من استعمال زيوت الطعام المعاد تدويرها (المرسكلة)، تسبب الإصابة بأمراض نقص المناعة والالتهابات الكبدية والعديد من السرطانات والعياذ بالله.


والأنكى والأمر، تهافت بعض محلات الفول والطعمية والمطاعم على شراء هذه الزيوت الفاسدة من مصانع «بير السلم» لرخص ثمنها وتدويرها واستخدامها فى تصنيع منتجاتها الغذائية.
زيت (القلية) فيه سم قاتل ، يجب أن نلتفت إلى هذه التجارة الحرام مبكرا، ما يزالون يجولون حتى ساعته فى الشوارع، عينى عينك، ولكن لم يفت الوقت بعد..
مطلوب ومستوجب وعاجلا حملات شعبية لزيادة الوعى بخطورة هذه السموم، وحملات تنويرية من جمعيات حماية المستهلك لعموم الناس الطيبين، سيما فى الريف، والتحذير من خطورة هؤلاء المنادين الجائلين.


هؤلاء ينشرون الأمراض، ويتبضعون مكاسب حرام، والقبض عليهم من خلال مباحث التموين من باب درء المفسدة، وليت وزير الأوقاف الدكتور «محمد مختار جمعة»، يشدد فى خطب الجمعة المجتمعية على الغش والغشاشين، ويحذر الخطباء من بيع زيوت الطعام المستعملة.
سترتد علينا وبالا وهرى أكباد، والوقاية معلوم خير من العلاج الذى يكلف كثيرا من الصحة والأموال.. الدولة تكبدت مليارات للشفاء والوقاية من أمراض الكبد، سيما فيروس (سي) وهناك من يستهدف الأكباد بجهل أو بكسب حرام.


 الغشاشون نشطوا، عقورون ينهشون أكباد الطيبين، ويبعونهم السموم المدارة.
«الرسكلة» أى إعادة تدوير الفضلات، وترويجها فى الأسواق تجارة نشطة ومكسبها حرام، الحذر واجب مستوجب.. وقانا الله وإياكم شر هؤلاء.