بعد اعتذار مؤسس «ميتا» عن أضرارها

كيف نحمي أطفالنا من مخاطر السوشيال ميديا؟

مارك زوكربيرج يعتذر عن التأثيرات السلبية لـ «فيس بوك»
مارك زوكربيرج يعتذر عن التأثيرات السلبية لـ «فيس بوك»

«أنا آسف على كل ما مررتم به جميعاً، فلا ينبغى لأحد أن يمر بالأشياء التى عانت منها عائلاتكم، ولهذا السبب نستثمر كثيراً وسنواصل بذل الجهود على مستوى الصناعة للتأكد من ألّا يمر أحد بالظروف نفسها التى عانت منها عائلاتكم»، فتحت هذه الجملة التى قالها الرئيس التنفيذى لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، اعتذاراً عن الأذى الذى لحق بالأطفال والعائلات بسبب منصات التواصل الاجتماعى التي تديرها شركته؛ فيسبوك وإنستجرام وواتساب، وهذا خلال جلسة استماع فى الكونجرس الأمريكي حضرها زوكربيرج منذ أيام، مع رؤساء شركات المنصات الأخرى مثل اكس وسناب شات وتيك توك، لمناقشة مخاطر السوشيال ميديا على الأطفال والصحة العقلية لهم، ونفى المدير التنفيذى لتطبيق «تيك توك» تهماً بالتجسس لصالح الصين، فيما أكدت المديرة التنفيذية لـ «إكس»، أن منصتها «لا تجذب الأطفال».. ولكن هل المخطئ الوحيد فى هذه الأزمة هي تلك الشركات أم تشترك معها الأسرة؟.. وذلك بعد إتهام الكونجرس للمنصات بإنشاء بيئات رقمية تستغل الأطفال.

الوعى والرقابة

مَن الفاعل منصات التواصل الاجتماعي أم الأب والأم؟؟ هذا السؤال هو الأهم والذى طرحه المهندس إسلام غانم خبير أمن المعلومات، من الاعتذار والتساؤلات أمام الكونجرس الأمريكى لحل أزمة شركات منصات التواصل الاجتماعي واتهامها بالتسبب فى مخاطر على الأطفال والتعرض للنصب واختراق للهواتف والخصوصية وغيرها من الجرائم، ولكن هل يجوز لطفل أقل من ١٣ عاما استخدام هذه المنصات؟ بالطبع لا، لأن من شروط إنشاء حساب على السوشيال ميديا أن يكون عمر المستخدم ١٣ عاماً لكى يعى استخدام هذه المنصة بشكل أفضل.

نصب واحتيال

وأضاف غانم أن هناك برامج لمراقبة الأطفال على منصات السوشيال ميديا لمنعهم للتعرض لمثل هذه المحتويات غير اللائقة، ولكنها باهظة فى اشتراكها الشهرى فهى مقابل ٥٠٠ دولار، لهذا أغلب الآباء لا يلجأون إليها..أما عما يتعرض له المراهقون والشباب من عمليات نصب واحتيال على منصات التواصل الاجتماعى قال غانم إنه يرجع لعدم تأمين الحسابات الشخصية والهواتف بشكل كاف ، مؤكداً على عدم الإفصاح عن أى معلومات عنها لأى شخص أو كتابتها فى الرسائل لأن اختراق الهواتف يجعل الشخص فريسة سهلة للنصابين على السوشيال ميديا، وهذا نتيجة قصور فى حماية الحسابات بشكل أمنى وتحميل برامج «anti virus»،فالأغلب يرون أنها غير مجدية، إذاً فغياب الوعى التكنولوجى هو السبب وراء عمليات النصب والاحتيال على السوشيال ميديا.

آثار سلبية

وهذا ما أكده استشارى الصحة النفسية وليد هندي، أن من الآثار السلبية للسوشيال ميديا أنها اغتالت النشاط الذهنى الواعى للإنسان الذى ولد عليه بالفطرة، حيث أصبحت السوشيال ميديا إسقاطاً لكل النوازع السلبية للنفوس المريضة التى تريد جذب الانتباه والثراء السريع من وراء الشهرة واللايكات والشير ، لتعويض النقص النفسى الذى يعانى منه ، وقامت أيضاً السوشيال ميديا بإظهار الفراغ الروحى والنفسى لهؤلاء الأشخاص، ومن هنا نجد أن الحل لكل هذه الأمراض النفسية هى التربية من جديد وتواجد الأم والأب بجانب أولادهم وغرس القيم والمبادئ بداخلهم وتهذيب النفس لمحاربة التبلد الذى وصلنا له من خلف الشاشات الإلكترونية.