قلم حر

الداء قبل كتابة الدواء وأمجاد صنعتها الانتقادات !!

ياسر عبد العزيز
ياسر عبد العزيز

لم تكن السوشيال ميديا متغولة فى المجتمع بالشكل الذى نراها فى أيامنا الحالية عندما قرر مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة الراحل الرمز سمير زاهر الإبقاء على المعلم حسن شحاتة المدير الفني التاريخي لمنتخب مصر الأول لكرة القدم ، ومع ذلك صاحب قراره موجات من النقد اللاذع فى الفضائيات وصل إلى حد التجريح من كباتن

كبار من بينهم ثلاثة كانوا ضمن مجلس زاهر نفسه؛ ومع ذلك صمد أسد الجبلاية زاهر كما كان يحلو له أن يناديه أحبابه وعشاقه ومريدوه، حتى اشتد عود المعلم وجهازه وجيله ونضج وكبر وجلب لمصر الكروية ثلاث بطولات أفريقية متتالية وأسعدنا برؤية جيل ممتع ناطح البرازيل وإيطاليا وأمريكا وغيرها من الدول العظمي فى كأس القارات آنذاك، وقفزت مصر الكروية يومها إلى المركز التاسع فى التصنيف الدولى، وقبل تجربة المعلم كانت هناك تجربة أخرى شهيرة تستوجب أن نستحضرها فى هذا التوقيت الفارق والاستثنائي من عمر وتاريخ الكرة المصرية، هذه التجربة كانت للجنرال الراحل محمود الجوهرى عندما غادر مع جيل من الشباب إلى بطولة أفريقيا ببوركينافاسو وسط هجمات شرسة وانتقادات قاسية ومع ذلك تُوِّج بطلًا وحقق الكأس فى ظروف صعبة، وتوالت البطولات الصعبة وجاء الأرجنتيني هيكتور كوبر فى أعقاب مرحلة فوضى وانفلات سادت الشارع الكروي على خلفية انفراط جيل الفرحة الذى صنعه المعلم وسقوطه أمام منتخبات مغمورة، وأتذكر أنه عندما أعلن مجلس الإدارة برئاسة جمال علام تعيين كوبر عام 2015 هاجت الدنيا وماجت وقامت ولم تقعد ونشط طيور الظلام ووصفوا التعاقد مع كوبر بالصفقة المضروبة، ومن رحم الانتقادات ولد جيل كوبر الذى نجح فى العودة إلى نهائيات أفريقيا بعد غياب مصري دام ثلاث دورات قارية، واستمر كوبر العزف وسط ركام الانتقادات وبلغ نهائي أفريقيا بالجابون 2017 وتبعها بإنجاز تاريخي تمثل فى عودة مصر للمونديال بعد غياب استمر 28 سنة، وبعد المونديال بدلًا من استثمار كوبر فى بناء جيل جديد أقالوه ومرت من بعده الكرة المصرية بفترات عصيبة تألمت فيها كثيرًا إبان ولاية اجيري وحسام البدري وإيهاب جلال وتخللها بارقة أمل وسط انتقادات أيضًا، فى فترة ولاية كيروش لكنها انطفأت سريعًا، حتى جاء فيتوريا الذى لم يحالفه التوفيق فى الكان الافريقي الجاري، خلاصة القول أن المتتبع للتاريخ الكروي المصري يجد أن أجيال الفرحة قاومت الانتقادات الحادة وصنعت نفسها بنفسها، وأن التجارب الفاشلة سقطت فريسة فى بئر الانتقادات، لذلك فإنني أهمس فى أذن مجلس إدارة الجبلاية الحالى برئاسة جمال علام وأقرانه بصفتهم أصحاب القرار بعدم الجري وراء الانتقادات واتخاذ القرار السليم والأفضل للكرة المصرية، لأن الانتقادات ستظل موجودة سواء شاءوا هم أم قاوموا الأهم هو اتخاذ القرار السليم دون النظر الانتقادات.. رحيل فيتوريا ليس النهاية وقدوم مدرب عالمي لن تكون البداية .. المطلوب معرفة الداء أولًا قبل كتابة الدواء !!