مصرية أنا

معرض الكتاب

إيمان أنور
إيمان أنور

نقلة حضارية ونوعية شهدها معرض الكتاب هذا العام الذى يواكب احتفاله باليوبيل الذهبى زائد خمس سنوات .. فمنذ انتقاله من عدة سنوات لمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس وهو يشهد تطورا ملحوظا عاما بعد عام .. المكان منظم مرتب نظيف جدا ..والتجوال بين القاعات المختلفة يسير واضح .. تعرف مسارك بسهولة ويسر إلى دار النشر التى تبحث عنها ..

عرض الكتب فى حد ذاته من خلال منصات موحدة منتظمة متساوية الأرفف والارتفاع ..وترتيب الكتب واصطفافها أضفى هيبة وجمالاً على السلعة الثقافية الأهم « الكتاب المطبوع « والتى تصور البعض إنه قد يعانى من انحسار فى ظل الكتب الإلكترونية المنتشرة عبر النت أو للغلاء الشديد وارتفاع أسعار الكتب .. غير أن الإقبال غير المسبوق من الزوار والذى لاحظته منذ اليوم الأول يؤكد عكس ذلك .. والرائع أيضا اننا لم نر هذا العام الشباب المتسكع الذى كان يرتاد المعرض بغرض التنزه والسمر وقضاء الوقت فى الترفيه اللهم إلا قليلا جدا ..

بينما غالبية الزوار رأيتهم جادين ملتزمين بالنظام ينتظر كل منهم دوره فى الدخول فى هدوء بصورة حضارية رائعة .. لم نسمع أصواتا عالية ولا عن متمردين خارجين عن الطوابير الطويلة ولم نر من يرمى القمامة والمخلفات على الأرض .. ونخلص من ذلك أن المصريين عندما يجدون نظاما جادا يحترمونه ويلتزمون به ..
لعل السلبية الوحيدة فى معرض هذا العام هى سعر الكتاب الذى لا يزال يعانى من قفزة بصورة مستفزة مبالغا فيها.فلا أفهم مثلا لماذا نجد روايات الأديب العالمى نجيب محفوظ فى طبعات قديمة بينما متوسط سعر الكتاب يتجاوز المائة جنيه !!.. وهى التى كانت تباع بخمسة جنيهات فقط لاغير  !وهناك كتب لمؤلفين مغمورين تجاوزت المائة وعشرين والمائة وثلاثين جنيها..!!.. بالإضافة إلى استمرار انتشار الكتب الصادرة باللغة العامية .. أقصد اللهجة المصرية ..هل هو نوع من الاستسهال الذى سمح لكل من هب ودب بالتأليف وخلاص فى نصف ساعة .. وهو يجلس على المقهى وسط أصدقائه ..أم فهلوة واستهبال ؟!..أم هى نتيجة للجهل بلغتنا العربية الفصحى الرصينة !؟..  
هذه مجرد انطباعات أولية عن معرض الكتاب هذا العام .. وللحديث بقية ..