وكالة الأونروا.. 74 عامًا من الوجود لخدمة اللاجئين الفلسطينيين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"نحن نقدم المساعدة، الحماية و المناصرة لأكثرمن خمسة ملايين وتسع مائة ألف من لاجئي فلسطين".. عندما تلج الموقع الإلكتروني لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ستجد هذه العبارة أمام عينيك كشعار تتخده الوكالة التابعة للأمم المتحدة لإظهار دعمها للاجئين من الشعب الفلسطيني.

وعادت وكالة الأونروا إلى الواجهة بعد اتخاذ عدة دولة غربية، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، قرارًا بتعليق مساعداتها المقدمة لوكالة الأونروا، وذلك وسط استمرار الحرب الإسرائيلية الشعواء على قطاع غزة.

وجاء قرار الدول الغربية بعد تقارير إسرائيلية زعمت أن وكالة الأونروا تُساهم في الأعمال القتالية للمقاومة الفلسطينية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ودائمًا ما تشن إسرائيل حربها ضد وكالة الأونروا وتصوّت باستمرار ضد إنهاء عمل الوكالة ووقفها خلال كل مرة تُطرح قضية استمرار عمل الأونروا على الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها في كل مرة تخرج خائبة.

اقرأ أيضًا: الصين تحذر من العقاب الجماعي لسكان غزة بعد وقف تمويل الأونروا

رفض فلسطيني للقرارات الغربية

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، قرار عدد من الدول تعليق تمويلها لوكالة الأونروا، عقابًا جماعيًا لملايين الفلسطينيين خاصة في ظل الكارثة الإنسانية، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان صحفي يوم الأحد الماضي، إن هذه القرارات مسيسة وغير متناسبة، خاصة في ظل إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن إجراء تحقيق في المزاعم الإسرائيلية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات يفرضها القانون بشأنها.

وأضافت أن قرار تلك الدول ازدواجية معايير، حيث تواصل تلك الدول تقديم الدعم والمساعدات لإسرائيل، وهي تدرك أن جيشها يرتكب أبشع أشكال المجازر والقتل بحق عشرات آلاف المدنيين خارج القانون، ويفرض النزوح القسري أيضًا على أكثر من مليوني مواطن.

وجددت الخارجية الفلسطينية مطالبتها للدول التي علقت تمويلها للأونروا بإعادة النظر بقرارها والتراجع عنه انحيازا للإنسانية واتساقا مع مواقفها المعلنة بشأن ضرورة حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.

تأسيس الأونروا

وتم تأسيس وكالة الأونروا بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 يناير 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، وقد وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر مايو عام 1950.

جاء قرار تأسيس وكالة الأونروا بعد حرب 1948 والنكبة التي حلت على الشعب الفلسطيني بدءًا من منتصف مايو 1948 بعد قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية، وتشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطسيني قسرًا من ديارهم وأرضهم.

ووفق تعريف وكالة الأونروا، للاجئين الفلسطينيين، فإن لاجئي فلسطين هم أولئك الأشخاص الذين كانت فلسطين هي مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين يونيو 1946 ومايو 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة حرب عام 1948.

وكالة الأونروا

تمديد ولاية الأونروا

وقرار تمديد ولاية عمل وكالة الأونروا من أجل خدمة اللاجئين الفلسطينيين يتم تجديده كل 3 سنوات، خلال تصويتٍ من الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

وفي غياب حل لمسألة لاجئي فلسطين، عملت الجمعية العامة وبشكل متكرر على تجديد ولاية الأونروا، وكان آخرها تمديد عمل الأونروا لغاية 30 يونيو 2023.

وفي نوفمبر عام 2022، صوتت 164 دولة لصالح قرار يتعلق بعمليات "الأونروا"، وست دول ضد القرار وامتنعت خمس دول عن التصويت، كما صوتت 165 دولة لصالح قرار "تقديم المساعدة إلى اللاجئين الفلسطينيين"، وامتنعت عشر دول عن التصويت، في حين انعزلت دولة الاحتلال بتصويتها ضد القرار وحدها، لتستمر وكالة الأونروا في عملها إلى غاية 30 يونيو 2026 مع قابلية تجديد ذلك خلال تصويت الأمم المتحدة.

وعندما بدأت وكالة الأونروا عملها في عام 1950، كانت تستجيب لاحتياجات ما يقرب من 750 ألف لاجئ فلسطيني. في حين يبلغ عدد المستفيدين من خدمات الأونروا حاليًا حوالي خمسة ملايين وتسع مائة الف لاجئ من فلسطين يحق لهم الحصول على خدمات الأونروا.

ووفقًا لوكالة الأونروا، عبر موقعها الإلكتروني، فإنه يتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبًا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وكالة الأونروا

خدمات الأونروا

وتشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح.

وتقدم وكالة الأونروا الأممية المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم.

وتقول وكالة الأونروا الأممية، إنه "تعد الأونروا فريدة من حيث التزامها الطويل الأجل لمجموعة واحدة من اللاجئين. وقد ساهمت في رفاه أربعة أجيال من لاجئي فلسطين وفي تحقيق تنميتهم البشرية. وحيث أنه كان يتوخى أصلًا أن تكون منظمة مؤقتة، فقد عملت الوكالة تدريجيًا على تعديل برامجها للإيفاء بالاحتياجات المتغيرة للاجئين".

وتضيف الوكالة: "إن خدمات الأونروا متاحة لكافة أولئك الذين يعيشون في مناطق عملياتها والذين ينطبق عليهم ذلك التعريف والمسجلين لدى الوكالة وبحاجة للمساعدة".

وتنوه إلى أن أبناء لاجئي فلسطين الأصليين والمنحدرين من أصلابهم مؤهلون أيضًا للتسجيل لدى الأونروا.

مفوض الأونروا

والسويسري فيليب لازاريني هو المفوض الحالي لوكالة الأونروا، حيث جرى تعيينه في مارس عام 2020، قبل ما يقرب من 4 سنوات.

وخلف فيليب لازاريني مواطنه السويسري بيير كرينبول، الذي قرر التنحي في السادس من نوفمبر 2019، وقالت الأونروا وقتها "إن مفوضها العام قرر التنحي جانبًا، لحين استكمال تحقيق بخصوص قضايا تتعلق بإدارة الوكالة".

مفوض الأونروا

ولا تزال الحرب الإسرائيلية على وكالة الأونروا مستمرة دون توقف، وقد استعرت في هذه الأيام مثلما توحش العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الممتدة منذ

وقد خلفت تلك الحرب العدوانية أكثر من 27 ألف شهيدًا في قطاع غزة إلى جانب أكثر من 66 ألف جريح، في حصيلة يُنتظر ارتفاعها وسط صمت دولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.