باختصار

صوت العقل

عثمان سالم
عثمان سالم

خيرًا فعل اتحاد الكرة فى الاحتكام لصوت العقل وعدم التعجل فى اتخاذ القرارات المصيرية تجاه المنتخب فى أعقاب خروجه من دور الـ ١٦ الإفريقى.. كان من الممكن أن يساير المجلس الجماهير والنقاد فى حالة الغضب وأن يتخذ قرارات انفعالية لكنه تمهل حتى موعد انعقاد المجلس (اليوم) وخلال الفترة الماضية رتب الأعضاء أفكارهم بطرح اسم البرازيلى ميكالى مدرب المنتخب الأوليمبى لتولى مهمة تدريب المنتخب الأول واعتقد أنه سيجمع بين المهمتين لعدم تعارضهما حيث تنتهى مهمة الأوليمبى الصيف القادم وخلال الفترة القليلة القادمة سيكون للأول مباراتان فى تصفيات كأس العالم ولا تعارض.. ومن المؤكد أن هذا الاختيار صادف أهله لاطلاع ميكالى على أحوال الكرة المصرية بكل تفاصيلها فى ظل وجود لاعبين يمكن أن يكونوا طرفاً فى الفريقين وبالتالى لن يصعب على المدير الفنى التنسيق حتى تنتهى الدورة الأوليمبية فى باريس الصيف القادم.. وخيرًا فعل أيضاً وزير الشباب والرياضة بعد الانفعال باتخاذ قرارات عصبية لإرضاء الجماهر الثائرة مثل حل مجلس إدارة اتحاد الكرة الأمر الذى طالب به الكثيرون ولا يعرفون مخاطر الاقدام على خطوة كهذه بالاتهام بالتدخل الحكومى فى المؤسسات الأهلية كما حدث فى السنوات الأخيرة وتعيين أكثر من لجنة لإدارة شئون اللعبة حتى جرت الانتخابات الأخيرة.. ثم إننا نحتاج لاحترام اللوائح المنظمة لإدارة الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص ومازالت الأحداث الأخيرة فى اللجنة الاوليمبية تلقى بظلالها بعد حل مجلس إدارة اللجنة وتعيين ياسر إدريس رئيساً مؤقتاً حتى موعد الانتخابات فى يوليو القادم.. لا يمكن إعفاء المسئولين فى الاتحاد عما حدث للمنتخب باعتبارهم شركاء مع المدير الفنى وحتى اللاعبون وقد كان التعاقد مع فيتوريا لأربع سنوات قراراً له محاذيره رغم حسن النية الذى توافر لدى المسئولين وخاصة حازم إمام الذى -  ربما أراد - توفير أكبر قدر من الاستقرار للجهاز الفنى للعمل الجاد لإصلاح حال الكرة المصرىة غير السوى منذ آخر بطولة قارية حصل عليها المنتخب عام ٢٠١٠ تحت قيادة المعلم حسن شحاتة.. وقد طالبه الكثيرون بتولى مدرب وطنى المسئولية لكن بنظرة موضوعية لا نجد على الساحة من يمكنه الإدارة الفنية بالقدر الذى يحقق طموحات الفوز بالبطولات وقد طرحت العديد من الأسماء منها أيمن الرمادى بعد تجربته مع أسوان ثم سيراميكا.. لكن ما قد يحسب للاتحاد التفكير فى تشكيل لجنة فنية تخطط لمستقبل اللعبة.. وهذا اتجاه محمود بشرط حسن اختيار الأشخاص وحبذا لو كانت اللجنة برئاسة الدكتور طه إسماعيل لما يملكه من خبرات طويلة واتزان نفسى فيما يتعلق بعملية الانتماءات الضيقة!!