اتهامات الفساد تنهي مسيرة قصيرة لأول امرأة تقود المركزي التركي

 حفيظة غاية أركان
حفيظة غاية أركان

أنهت الاقتصادية التركية حفيظة غاية أركان، مسيرتها في رئاسة البنك بالاستقالة، على خلفية اتهامات بالفساد طالتها وعائلتها، إذ لم يمض شهر على تداول اتهامات ضدها ووالدها بتعيينه بشكل غير رسمي مديرًا للبنك، واستغلاله منصبه في العديد من الإجراءات غير القانونية بحق الموظفين، إلا إنها لا تزال متمسكة بأنها تعرضت لحملة تستهدفها.

تم تعيين حفيظة غاية أركان رئيسة للمركزي التركي بموجب المرسوم الرئاسي الصادر في 9 يونيو 2023، بعد الانتخابات العامة. وبعد أن تولت أركان -التي كان لديها مهنة مصرفية في الولايات المتحدة- منصبها، كان هناك تغيير كبير في السياسة النقدية وزادت أسعار الفائدة على سياسة البنك المركزي التركي من 8.5 % إلى 45 % في 9 أشهر.

 

سبب الاستقالة
في يناير الماضي، تقدمت بشرى بوزكورت موظفة بالبنك المركزي التركي، بشكوى إلى مركز الاتصال الرئاسي، قائلة إن والد حفيظة أركان، إيرول أركان، طردها من عملها، مشيرة إلى العديد من الإجراءات غير القانونية مثل تخصيص غرفة وحارس شخصي وسيارة له، وأضافت أنه تم تعيينه بشكل غير رسمي مديرًا في المصرف، وأنه مفوض في أمور مثل تعيين الموظفين وفصلهم، وفقًا لصحيفة "سوزجز" التركية.

وقال أحد مسؤولي البنك، إن المعلومات التي تفيد بأنه تم تخصيص سيارة رسمية وغرفة مكتب لوالد الرئيسة حفيظة، إيرول أركان، صحيحة، قائلًا: "على الرغم من أنه لم يكن لديه أي واجب رسمي في البنك، إلا إن والد الرئيسة حفيظة عمل سكرتيرًا خاصًا للبنك، ويتدخل في شؤون العديد من الوحدات الإدارية، وخاصة الموارد البشرية".

ونفت حفيظة، آنذاك هذه التصريحات، قائلة إنه "في الآونة الأخيرة، ومن خلال استهدافي وعائلتي، تم تداول أخبار تزعزع الثقة في مصرفنا، وهي أخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة، وسأستخدم حقوقي القانونية اللازمة ضد المغرضين".

 

التمسك بالبراءة
وقالت "أركان"، في بيان لها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "بالرغم من كل التطورات الإيجابية، تم تنظيم حملة كبيرة لاغتيال سمعتي مؤخرًا، وطلبت من الرئيس (رجب طيب أردوغان) إعفائي من واجبي الذي أؤديه بشرف منذ اليوم الأول.. من أجل حماية عائلتي وطفلي البريء، الذي لم يبلغ من العمر عامًا ونصف العام، من التعرض لمزيد من الضرر".

وأضافت "أشغل منصب رئيس البنك المركزي للجمهورية التركية منذ 8 يونيو 2023، وكابنة للوطن نشأت وتعلمت في هذه الأرض، وعندما أوكلت إلى هذا الواجب المقدس، وقمت بواجبي دون إيلاء أي اهتمام لظروفي الشخصية. في ذلك الوقت، باعتباري أمًا لطفل صغير، كنت على دراية بالصعوبات التي تواجهني في القيام بمثل هذا العمل المكثف".

استطردت: "من أجل خدمة دولتنا وأمتنا، قمت بواجبي بلا كلل ليلًا ونهارًا. وفي هذه المرحلة، بدأ برنامجنا الاقتصادي يؤتي ثماره. إن الزيادة في احتياطاتنا والبيانات الاقتصادية ومؤشرات الاتجاه الرئيسي للتضخم هي دليل على هذا النجاح".

تابعت: "وأود أن أعرب عن امتناني لوزيرة الخزانة والمالية، التي جعلتني فخورًا بكوني أول رئيسة للبنك المركزي لجمهورية تركيا، وإلى زملائي الذين كنت أخدم معهم في هذا المنصب لمدة 9 أشهر تقريبًا، يعمل كل منهم بتفانٍ كبير ليلًا ونهارًا".

اختتمت: "وبعد 22 عامًا من الخبرة الإدارية والمصرفية في القطاع الخاص في أمريكا، أود أن أعبر عن امتناني وامتناني لرئيسنا الذي أعطاني الفرصة لخدمة بلدي وأمتي، وهو الإرث الأعظم الذي سأتركه لأطفالي".

تعليق وزارة الخزانة والمالية
وبعد استقالة أركان، أدلى وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك ببيان قائلاً: "برنامجنا الاقتصادي، الذي يتم تنفيذه تحت قيادة رئيسنا رجب طيب أردوغان، مستمر دون انقطاع".

وتابع: "ويحظى فريقنا الاقتصادي والبرنامج الذي ننفذه بكامل الدعم والثقة للقرار الذي اتخذته رئيسة البنك المركزي السابقة، السيدة حفيظة غاية إركان، هو قرار شخصي تمامًا ووفقًا لتقديرها الخاص".

وأكمل: "أحترم قرارها وأشكرها على خدمتها ومساهماتها القيمة لوطننا وسنواصل كفريق اتخاذ خطوات حازمة نحو تحقيق هدف استقرار الأسعار بالتعاون والتنسيق القويين".

اقرأ أيضا | البنك المركزي التركي يقرر رفع سعر الفائدة إلى 45%