نحن والعالم

بيَّاع الهوا

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

الأربعاء الماضى كشفت لنا صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية ما وصفته بخطة نتنياهو «السرية» لليوم التالى للحرب! وقالت الصحيفة ان الخطة تتضمن تشكيل حكومة إسرائيلية عسكرية فى غزة تشرف على المساعدات الإنسانية وتتحمل مسئولية المدنيين لفترة انتقالية، على ان تشهد المرحلة الثانية تشكيل تحالف عربى دولى يكون جزءًا من اتفاقية تطبيع إقليمية أوسع ويدعم إنشاء سلطة فلسطينية جديدة، لاينتمى مسئولوها لا لحركة حماس ولا لرئيس السلطة الفلسطينية أبومازن وزمرته، على ان تشمل التغييرات السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وعلى أن تحتفظ إسرائيل بالحق فى إجراء عمليات أمنية داخل غزة. وإذا سارت هذه المراحل بسلاسة فى إطار جدول زمنى مدته من2 إلى 4 سنوات، تعترف إسرائيل بدولة فلسطينية محدودة على أراضى السلطة الفلسطينية..

والحقيقة ان نتنياهو بهذه الخطة، التى تم تسريبها لجس النبض، يحاول إعطاء المجتمع الدولى مسكنات، ويبيع «الهواء فى زجاجات» ليس فقط للعرب والفلسطينيين ولكن لإدارة بايدن التى تطالبه بأفق سياسى لهذه الحرب وتعلن دعمها لحل الدولتين.. ففى مقابل مكاسب تشمل التخلص من حماس وقادة السلطة الفلسطينية الحاليين والتطبيع مع دول المنطقة وعلى رأسها السعودية، والاحتفاظ بحق التدخل العسكرى فى غزة يقدم نتنياهو تعهداً «موقوفاً بشروط» بإقامة دويلة فلسطينية«منزوعة السلاح ومحدودة، وبدون القدس عاصمة لها» وخلال مدة زمنية فى أغلب الظن لن يكون هو ولا بايدن موجودين خلالها فى السلطة. ويراهن نتنياهو،صاحب الموقف الكلاسيكى الرافض بثبات لإقامة دولة فلسطينية، على ان الانتخابات الامريكية هذا العام فى الغالب ستعيد الرئيس السابق ترامب للواجهة وهو المعروف بأنه الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل منذ هارى ترومان.

كما يراهن على المزاج الشعبى الإسرائيلى العام الذى تظهر استطلاعات الرأى عدم تقبله فكرة التعايش بسلام مع دولة فلسطينية مستقلة. وهو يعلم ان هذا التطرف ينعكس فى صناديق الانتخابات التى تأتى كل مرة بحكومة اكثر يمينية من سابقتها ما يجعل من الصعب تصور قبول أى خليفة محتمل له بوجود دولة فلسطينية.