بـ ..حرية !

«حرقة دم»

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

متابعة مباريات كرة القدم أصبحت الشىء الوحيد الذى «يبسط» و«يعدل مزاج» المصريين، ولكن للأسف فإن اتحاد الكرة المصرى، أصبح يتعمد تعكير مزاجنا، ويصر على أن «ينكد» علينا، فى كل مباراة للمنتخب المصرى، وآخرها مباراة مصر مع فريق الكونغو ذى الأداء المتواضع، والمهارات المحدودة، ورغم ذلك فاز فى المباراة التى «حرقت دمنا»، الاتحاد هو المسئول عن اختيار مدرب مجهول لم يسبق له تولى تدريب فريق قومى من قبل، وكل نتائجه غير مبشرة، بل وورطنا الاتحاد فى صياغة عقد مع هذا المدرب «فيتوريا»، يمنحه ٦٠٠ ألف يورو فى حالة فسخ عقده «ما يعادل ٣ شهور من أجره الشهرى»، أرقام خرافية يستنزفها الاتحاد من قوت المصريين فى الوقت الذى تعانى فيه البلد من أزمة طاحنة فى تدبير العملة الصعبة لاستيراد الغذاء والأدوية والطاقة ومستلزمات المصانع والأعلاف.. وصياغة العقد بهذا الشكل يجعلنا متورطين فى استمرار هذا المدرب البليد.

ونحن أمام هذا التدنى فى أداء المدرب الأجنبى وأزمة العملة الصعبة، لابد من اتخاذ قرار فورى، للتفاوض وديا مع هذا المدرب - بعيدا عن أعضاء الاتحاد - لفسخ عقده دون دفع الشرط الجزائى، واختيار مدرب مصرى لتدريب منتخبنا، فكما نبحث عن سلع محلية بديلة للسلع المستوردة، ابحثوا عن مدربين مصريين للمنتخب وللأندية الرياضية كلها.. ومحاسبة اتحاد الكرة الحالى على اختياره الفاشل، وإهداره المال العام بإبرام وصياغة عقد بهذا الشكل، ولا يتم الاكتفاء باستقالة أعضاء الاتحاد!

وظنى أن تجربة الكابتن حسن شحاتة، والكابتن الجوهرى، فى تدريب منتخبنا الوطنى كانت ناجحة، ولا يوجد أى مبرر للقول إنه ليس فى مصر مدربون على درجة كبيرة من الكفاءة.. وفى كل الأحوال ليس هناك ما هو أسوأ من «فيتوريا».

أعلم أن هناك اتجاها داخل الاتحاد للإبقاء على «فيتوريا» حتى انتهاء مباريات التأهل لكأس العالم، لأن العقد ينص على أنه لو أخفق فى هذه المباريات يتم فسخ عقده دون شرط جزائى، وتنفيذ هذا الرأى يعنى الإصرار على نزيف العملة الصعبة، والتسبب فى انحدار مستوى اللاعبين، و«حرق دم» و«تعكير مزاج» المصريين.

ابحثوا عن المستفيد من التعاقد مع فيتوريا واستمراره، وحاكموه!