بعد 40 عملية سطو إلكترونى.. سقوط عصابة السطو على محافظ الموبايلات

سرقة المحافظ الإلكترونية
سرقة المحافظ الإلكترونية

محمد‭ ‬طلعت

 لم تعد السرقات العادية التي يستخدم فيها العنف هى سبيل المجرمين للحصول على أموال الضحايا كما كان يحدث في السابق بل تغيرت كثيرًا؛ فيستطيع شخص عبر مجموعة من الأرقام التي تحصل عليها من أحد الأشخاص أن يسرق من خلالها كل ما يملك وهو يجلس في بيته أمام شاشة كمبيوتر، المهم هو أن يحصل على الارقام الصحيحة التي يستطيع من خلالها الوصول للأموال، في الفترة الأخيرة تم ضبط اكثر من تشكيل عصابي تخصص في سرقة المحافظ الإلكترونية بعد أن تحصلوا على أموال ضخمة من ضحاياهم رغم اختلاف وسيلة الحصول على البيانات الإلكترونية لكن في النهاية كان الهدف هو سرقة ضحاياهم بصورة إلكترونية.. وفي السطور التالية نحاول أن تكشف بعض الوسائل التي يتم من خلالها سرقة المحافظ الإلكترونية.

إقرأ أيضاً : تفاصيل ضبط سائق و3 سيدات لجمع تبرعات لجمعية خيرية مزيفة بالوراق

سعيد ومحسن صديقان يعيشان في منطقة شعبية بجنوب القاهرة لم يحققا أي نجاح في حياتهما؛ فقررا تشكيل فريق عصابي مع مجموعة من أصحاب السوابق في منطقتهما والهدف هو الحصول على أموال ايا كانت الطريقة التي يتحصلان بها عليها، الطريقة الأساسية كانت سرقة المحافظ الالكترونية عن طريق استخدام موتوسيكل يسرقان به هواتف محمولة من أشخاص في الشوارع وتحديدا بالقرب من البنوك في منطقة وسط البلد تحديدا.

حيلهم

السؤال لماذا يفعلان ذلك؟!

اولا لكي تكون بعيدة كل البعد عن منطقة سكنهم، وثانيا لكي يتأكدا أن أصحاب تلك الهواتف من عملاء البنوك، فكانا ينتظران بالقرب من أحد البنوك وعندما يخرج الضحية من البنك يتبعوه بعض الوقت ثم يستغلون لحظة إخراجه للموبايل لكي يسرقوه ويهربون بالموتوسيكل، وفي اقل من ربع ساعة يصلون للمكان الذي به أحد أعضاء التشكيل الذي يستخدم الأجهزة الإلكترونية في اختراق التليفون ويحصلون على كل البيانات الخاصة بالضحية ثم يستولون على كل ما يستطيعون أن يتحصلوا عليه وبعدها يتم رمي التليفون في منطقة بعيدة عن منطقتهم. كان من أهم مبادئ تلك العصابة عدم بيع التليفون أو استخدامه إلا لفترة وجيزة حتى لا يتم الوصول لهم عن طريقه بأي وسيلة كانت، وكان ذلك وسيلة من وسائل الأمان التي اعتمدوا عليها لذلك استمروا فترة في ارتكاب جريمتهم وزاد نشاطهم، فلم يعتمدوا على السرقة بالطريقة التقليدية لكي يتحصلوا على البيانات بل بدأوا في اختراق حسابات أشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي ثم يطلبون بعد ذلك أموالا من معارف وأقارب الضحية وهذا الأمر أسهم بصورة كبيرة في حصولهم على أموال ضخمة من عدد كبير من الضحايا على مدار عام كامل ولم يسقطوا إلا عندما عادوا لسرقة الهواتف المحمولة بعد ذلك وتحديدا في منطقة بولاق التي سرقوا فيها أحد الأشخاص والذي حرر محضرًا في القسم ومن خلال كاميرات المراقبة في المكان تم التوصل إليهما وإلقاء القبض عليهما ليعترفا بارتكاب الجريمة وبمناقشتهما ارشدا على باقي أفراد التشكيل العصابي ليتم إلقاء القبض على جميع أفراد التشكيل؛ وتبين قيامهم بأكثر من ٤٠ عملية سطو إلكتروني خلال فترات زمنية متزامنة استولوا خلالها على ملايين الجنيهات؛ ليتم حبس التشكيل ١٥ يوما على ذمة التحقيق.

إقرأ أيضاً : تفاصيل ضبط سائق و3 سيدات لجمع تبرعات لجمعية خيرية مزيفة بالوراق

سرقة بيانات العملاء

لم تكن هذه هى العصابة الوحيدة التي ألقي القبض عليها في سرقة المحافظ الإلكترونية فهذه العصابات انتشرت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة ومنها هذه العصابة التي تزعمها موظف سابق في إحدى شركات الاتصالات استغل عمله وكون عصابة لسرقة المحافظ الإلكترونية عن طريق معرفته السابقة ببيانات بطاقات الدفع الالكتروني للعديد من عملاء البنوك الذين كان يتعامل معهم خلال تواجده في الشركة التي كان يعمل بها. عمل في شركة الاتصالات لمدة عامين وكان متخصصًا في التعامل مع كبار العملاء المرتبطين بالبنوك لذلك عندما تم إنهاء خدمته من الوظيفة لاسباب خاصة قرر أن يستغل ما يعرفه بعد أن احتفظ بالرقم السري الخاص والاكونت الخاص به والذي كان يعمل به في الشركة لكي يدخل على حسابات العملاء ليعرف الأرقام السرية دون أن يشعر به أحد من العاملين في الشركة؛ وهو خطأ أمني من مسؤولي الشركة الذين لم يتحققوا من إنهاء إجراءات خدمة العامل لديهم واستمرار سريان الاكونت الخاص به رغم أنه ترك الشركة من فترة، وهو أمر يجعلنا نتساءل على حمية الأخطاء الأخرى التي حدثت وتحدث في مثل هذه الشركات التي نتعامل معها يوميا في معاملات مالية.

أحمد وهذا اسمه بعد أن حصل على ارقام المحافظ والبطاقات الائتمانية الخاصة بالعملاء قرر استخدامها في إجراء مشتريات ضخمة من مواقع التسوق الالكتروني باستخدام البيانات التي تحصل عليها، وبالفعل في ظرف وقت بسيط استطاع أن يجمع ثروة من تلك البيانات خاصة أنه كل فترة يدخل بالاكونت الخاص به في شركة الاتصالات التي كان يعمل بها ليحصل على بيانات عملاء آخرين ووسع ذلك من حصيلة مدخراته من الاموال؛ فقد أصبح يشتري السلع ثم يبيعها لبعض معارفه وفي بعض الأحيان يقوم بعمل تخفيض على السلع والأجهزة التي يقوم ببيعها فهو لن يخسر شيئا اذا قام بذلك، فالخسائر ستكون على أصحاب البطاقات الذين سيفرغ محافظهم الإلكترونية.

زادت تجارته وأصبحت الآموال تجري في يده مثل الماء وأصبح لديه وفرة في بيانات العملاء حتى أنه تواصل مع عدد من الأشخاص الذين ينصبون على المواطنين باستخدام عمليات السطو الالكتروني على المحافظ الخاصة بهم، أخبرهم أنه يستطيع أن يوفر لهم بيانات بطاقات عملاء بنوك مقابل نسبة يحصل عليها منهم، وبالفعل قام بذلك لتزداد الأموال التي يتحصل عليها بصورة كبيرة ليبدأ في شراء عقارات بما أخذه من أموال محرمة.

ولأن كل ما جاء من حرام تأكله النار فقد سقط بطريقة دراماتيكية، في أحد الأيام ذهب لأحد المحلات لكي يشتري بعض الأجهزة باستخدام بيانات أحد العملاء، اشتبه به العامل الموجود في المحل فابلغ عنه الشرطة التي جاءت بناء على البلاغ وبسؤاله ارتبك في الكلام ولم يعرف كيف يجيب على وجود بيانات لأشخاص آخرين لايعرف عنهم شيئا ويشتري باسمهم أجهزة إلكترونية بآلاف الجنيهات؛ ليتم إلقاء القبض عليه و اصطحابه للقسم وبفحص التليفون الذي كان يشتري به إلكترونيا من المحل تبين أنه مرتبط بموقع خدمة عملاء إحدى شركات الاتصالات وبه بيانات عدد كبير من عملاء البنوك وقتها اعترف باستيلائه على تلك البيانات وسرقة أموال العملاء، ليتم تحرير محضر بالواقعة وتم حبسه ١٥ يوما على ذمة التحقيق.

 

;