مع اقتراب موسم الانتخابات.. غضب الفلاحين يهز عدة بلدان أوروبية

صورة تعبييرية
صورة تعبييرية

اندلع غضب المزارعين في عدة دول أوروبية بشكل هائل على غرار ارتفاع تكاليف الزراعة والالتزامات البيئية التي تتزايد يومًا بعد يوم، حتى قاموا بإغلاق الطرق بجراراتهم ووضعوا حواجز مصنوعة من القش والمخلفات الزراعية أمام المقار الحكومية.

وأتى هذا الاحتجاج كتعبير عن استياءهم ومطالبهم باتخاذ تدابير حكومية فورية لحماية قطاع الزراعة الذي أصبح يعاني بشدة منذ فترة، في وقت حرج مع اقتراب موسم انتخابات مرتقب في أوروبا.

وصرح رئيس التنسيق الريفي في إقليم كالفادوس، جان جاك بسك ببسكبريل، بأنه، "يعتقد إذا لم يدرك القادة السياسيون خطورة الوضع الزراعي، فإن ذلك قد ينتهي بشكل سيء".

وأشار ببسكبريل، إلى أن حركة التظاهر يمكن أن تتسارع وتستمر مع مرور الوقت، وربما تتخذ منحى دراماتيكيًا، نظرًا لتصميم المزارعين وعزيمتهم على عدم الاستسلام، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.

ومن جهة أخرى، أكد المزارعون أنهم لن يستسلموا، وسيظلون ينظمون مظاهراتهم للضغط على الحكومة حتى تلبي مطالبهم. 

ويأتي ذلك في أول أزمة كبيرة تواجهها الحكومة الجديدة برئاسة جابرييل اتال، الذي عينه الرئيس الفرنسي، قبل نحو أسبوعين لحماية المزارعين من التأثيرات السلبية للواردات وتخفيف تكاليف الزراعة.

وذلك في سياق تصاعد الضغوط على تخفيض الأسعار بسبب التضخم المستمر في بلد يُعتبر أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي.


لتخفيف التوترات.. المفوضية الأوروبية تعلن عن حوار استراتيجي

لتتسارع مشاعر الغضب في الأرياف الفرنسية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والقيود والتزامات البيئية المتزايدة التي تفرض على المزارعين اتخاذ إجراءات جماعية لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. 

وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت حرج للغاية بالنسبة للدول الأوروبية، حيث تقترب من انتخابات مرتقبة في العام الحالي، مما دفع المفوضية الأوروبية إلى الإعلان عن إطلاق حوار استراتيجي يجمع بين المنظمات الزراعية وقطاع الأغذية والمنظمات غير الحكومية والخبراء لتخفيف التوترات في هذا القطاع.


«تحديات مشتركة».. حال المزارعين في بولندا وهولندا ورومانيا وبلغاريا

أما عن أوضاع الدول الأوروبية الأخرى غير فرنسا، فكانت لا تختلف كثيرًا، فقد شهدت ألمانيا تحركات احتجاجية من قبل المزارعين الذين أعربوا عن غضبهم إزاء خطة الحكومة التي تشير إلى زيادة الضرائب على الديزل الزراعي، وتم تطبيق بعض التعديلات من قبل الحكومة بهدف تلبية مطالب المزارعين وتهدئة غضبهم.

أما في هولندا، فقد أدت خطة الحكومة للحد من انبعاثات النيتروجين عبر تقليل عدد المواشي إلى فقدان الآلاف من المزارعين الهولنديين لمصدر دخلهم.

ففي الأشهر الأخيرة، انتابت مشاعر الغضب عدة دول أوروبية، حيث شهدت بولندا ورومانيا وبلغاريا احتجاجات من قبل المزارعين، وفي هذا السياق، قام المزارعون بإغلاق معابر الحدود مع أوكرانيا، التي قامت بخفض أسعار الحبوب.

بينما قام الاتحاد الأوروبي بتعليق الرسوم الجمركية على جميع المنتجات المستوردة من أوكرانيا، فتراكمت بذلك حبوب المزارعين وتكبدوا خسائرًا هائلة.