لأول مرة فى تاريخها، تجد إسرائيل نفسها ، فى موقف المساءلة بل والادانة ، على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، منذ نكبة عام ١٩٤٨ ، التى تم فيه إعلان قيام الكيان الصهيونى على أرض فلسطين ، بدعم أمريكى وتواطؤ غربى .
فقد أصدرت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضى قرارات تاريخية صادمة للمتطرفين الصهاينة حيث طالبت إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات فى حدود سلطتها لمنع قواتها من ارتكاب أعمال إبادة جماعية ومعاقبة من يقوم بذلك، بالإضافة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع القتل أو التحريض على ارتكاب الإبادة ومنع التدمير وضمان الحفاظ على الأدلة المتعلقة بمزاعم ارتكاب إبادة الجماعية ، وذلك ضمن حكمها الابتدائى أو التدابير الأولية بشأن الدعوى القضائية التى رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل وتتهمها فيها بارتكاب "إبادة جماعية" فى قطاع غزة . وطالبت المحكمة إسرائيل بتقديم تقرير بماتم اتخاذه من اجراءات بشأن ذلك. وقد وصف رئيس وزراء الكيان الصهيوني، قرارات المحكمة أنها وصمة عار لن تمحى لعدة أجيال.
واعلنت جنوب أفريقيا أن العديد من الدول ابلغتها أنها سوف تتدخل فى الدعوى امام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، مايؤكد ان يوم حساب إسرائيل قد حان ، وان زمن تحديها لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن قد ولى . فقد تجاوزت إسرائيل كل حدود الرد على عملية طوفان الأقصى فى ٧ اكتوبر، وارتكبت ابشع عدوان مازال مستمرا للشهر الرابع ضد اهل غزة خاصة النساء والأطفال الذين يمثلون ٧٠ فى المائة من ضحايا العدوان الوحشى الذين وصل عددهم قرابة ١٠٠ الف شهيد ومفقود وجريح فلسطينى .
لن ينفع إسرائيل الفيتو الأعمى بعد ذلك ، ولن يحميها الغرب الظالم ويتستر على جرائمها ، فاليوم يوم العدالة وليس أمامها سوى الانصياع لصوت العقل ، والاعتراف بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. كل التحية والتقدير لمحكمة العدل وننتظر الحكم القضائى النهائى بادانة أسرائيل بالإبادة الجماعية لأهل غزة .
