«شَهَوَاتٌ حَافِيَةٌ» قصيدة للشاعر البيومي عوض

الشاعر البيومي عوض
الشاعر البيومي عوض

 

 أَلَا اسْتَسْلِمِي لِلشَّوْقِ يَا خَمْرَةَ الرُّبَا

مَوَاقِدُنَا فِي العُرْيِ أَلْفُ سَوَاسِيَةْ

 

تَعَالَيْ نَذُوقُ النُّورَ يِقْطُرُ نِعْمَةً

حَرَامٌ عَلَيْنَا إِنْ هَجَرْنَا سَوَاقِيَهْ

 

تَعَالَيْ نُحَنِّي بِالطُّيُوبِ وُجُودَنَا

نُهَيِّئُهُ لِلْحُبِّ نَبْعاً وَدَالِيَةْ

 

رِسَالَتُنَا زَرْعُ المَجَرَّاتِ بِالمَدَى

لِنُبْرِئَهُ مِنْ ضَنْكِهِ وَنُوَاسِيَهْ

 

فَقُومِي مَعِي لِلشَّمْسِ نَرْعَى شِيَاهَهَا

رِدَاؤُكِ مُوسِيقَى! وَأَنْتِ رِدَائِيَهْ

 

لِخَيْرٍ يِؤُولُ العِشْقُ لَا تَتَوَتَّرِي

دَعِي النَّهْرَ يَسْقِي فِي الرَّبِيعِ بَوَادِيَهْ

 

رُوَيْداً رُوَيْداً يَبْلُغُ الضَّوْءُ عُرْسَهُ

فَعَمَّا شَهِيقٍ يَمْلَأُ البَرْقُ دَارِيَهْ

 

غَوِيٌّ قَمِيصُ العِشْقِ طَرَّزَهُ الهَوَى

فَفُكِّي عُرَاهُ.. كَيْ أُبَايِعَ غَاوِيَهْ

 

أُنَادِمُهُ: كَمْ فِي المَخَادِعِ مِنْ شَذىً؟

يُعَذِّبُنِي: الغَابَاتُ لَا مُتَنَاهِيَهْ

 

 

لِمَاذَا إِذاً ضَلَّتْ زَوَارِقُ صَيْفِنَا

وَكُنَّا مَوَاوِيلَ الجِهَاتِ الثَّمَانِيَهْ

 

غَزَالَتِيَ الأَحْلَى! اتَّقِي اللهَ فِي دَمِي

فَلَيْسَ حَلَالًا أَنْ تُرِيقِي دِمَائِيَهْ

 

فَإِنْ تُنْكِرِي وَجْدِي يُعَذِّبْكِ رَبُّهُ

بِهِ! فَاسْتَقِيمِي.. ضَرْبَةُ الوَجْدِ قَاضِيَةْ

 

أَتَسَّاءَلِينَ الآنَ مَنْ .. مَنْ أَنَا؟ أَنَا:

شَهِيدُ رُبَا التُّولِيبِ يَا مُتَعَالِيَةْ

 

أَنَا يَا الَّتِي مَرْوَى نَبِيذٍ عُيُونُهَا

أُؤَجِّلُ أَحْلَامِي لِيَوْمِ عِنَاقِيَهْ

 

وَرِزْقِي عَلَى نَهْدَيْكِ وَرْداً وَحِنْطَةً

فَعَاشَا بِخَيْرٍ -يَا غَرَامِي- وَعَافِيَةْ

 

فَلَا تَقْتُلِي أَطْفَالَ أَجْنِحَةِ الشَّذَى

وَسِيمُونَ! وَامْتَصُّوا بِحَارَ جَمَالِيَهْ

 

تَقُولُ لِيَ الأُسْطُورَةُ: الآنَ وَقْتُهَا

لِتَخْلُقَ أَكْوَانَ البَهَاءِ المُوَازِيَةْ

 

وَصَدَّقْتُهَا! مَا ارْتَبْتُ فِيهَا حَقِيقَةً

مَجَازُكِ فِيهَا ثَائِرٌ وَمَجَازِيَهْ

 

لَقَدْ آمَنَتْ بِي كُلُّ فَاتِنَةٍ! فَمَا

فَرِحْتُ بِهَذَا! مُنْيَتِي آمِنِي بِيَهْ

 

فَثَمَّةَ شَرْخٌ فِي المَدَى نَحْنُ رَتْقُهُ

وَثَمَّةَ عُتْمَاتٌ وَسِرْبُ زَبَانِيَهْ

 

قِيَامَاتُنَا مَفْرُوشَةٌ بِطُيُوبِهَا

وَعَارِيَةٌ فِيهَا المَحَبَّةُ .. عَارِيَةْ

 

**

 

مُطَيَّبَةَ الأَنْفَاسِ قُومِي افْتَحِي السَّمَا

لِمِعْرَاجِنَا الوَرْدِيِّ هَزَّ رَوَابِيَهْ

 

تَعَالَيْ نُصَلِّي الآنَ رَكْعَةَ وَصْلِنَا

عَلَى غَيْمَةٍ سَفَّاحَةِ العِطْرِ حَانِيَةْ

 

لَقَدْ رَضِيَتْ عَنَّا عُيُونُ خُيُولِنَا

رَأَتْ حَافِياً ضَجَّ اشْتِهَاءً وَحَافِيَةْ!