مسرحية «النقطة العميا».. لعبة تكشف جريمة خفية !

مسرحية النقطة العميا
مسرحية النقطة العميا

محمد‭ ‬بركات‭ ‬

من حين لآخر، يرتكب بعض الأشخاص جرائم، ولا يعلم بها أحد، و لا تستطيع المحاكم إدانة مرتكبيها، لعدم وجود أدلة مادية عليها، لأن الجريمة أصبحت تتفوق على تكوين الأجهزة الأمنية، فيستبيح الجاني لنفسه فعل أي شيء يساعده على الوصول لهدفه، حتى وإن كان هذا التصرف له تداعيات جسيمة عليه أو على غيره، لكنه يضع لنفسه مبرراً منطقياً لكل فعل بشع يقوم به، حتى يثبت لنفسه أنه على صواب ولم يخطئ، حتى تأتي تلك الساعة الحاسمة التي يضعك أحدهم أمام “مرآة الحقيقة”، وتواجه القيم التي تغافلتها على مدى سنوات فيحاصره ضميره، إلى أن يعترف بأخطائه ويحاكم نفسه ويحكم عليها بأشد عقاب، في تلك اللحظة تكتشف “النقطة العميا” عندما تُكشف الحقيقة كاملة لنفسك، تلك هي الفكرة التي قامت عليها مسرحية “النقطة العميا”، العرض الذي قام بإعداده وإخراجه أحمد فؤاد، والمأخوذة عن رواية “العطل” للكاتب السويسري فريدريش دورنيمات.

“النقطة العميا” ، تدور أحداثها حول عطل يصيب سيارة “آدم” أثناء عاصفة شديدة، مما يضطره إلى اللجوء لأقرب بيت ليجد بداخله 3 أساتذة في القانون يلعبون لعبة غريبة تدعى “المحكمة”، وتكتمل عناصر اللعبة بحضوره، ليجد نفسه متورطًا في قبضة المحكمة ويحاول إيجاد طريق للخروج من هذه اللعبة.

في البداية يقول أحمد فؤاد معد ومخرج العرض: “تعد قصة (العطل) واحدة من أشهر القصص التي أبدع فيها الكاتب السويسري فريدرش دورينمات وقدمت كمسرحية إذاعية في مصر، كما قدمت في حلقة تلفزيونية وقدمتها كذلك بعض الفرق المسرحية الخاصة، بينما حرصت على تقديمها تحت عنوان “النقطة العميا”، أحداث العرض تبدأ عندما تتعطل سيارة (آدم السمري)، في إحدى المدن الصغيرة، ويتطلب إصلاحها وقتاً طويلاً، وكان عليه أن يبيت ليلته في تلك المدينة، انتظاراً لإصلاح السيارة، لم يجد غرفة شاغرة في الفندق فنصحه مدير الفندق بالذهاب إلى فيلا (حكيم)، فهو يرحب بالزائرين، هو وبعض أصدقائه، وأعتاد أن يجلس (حكيم) الذي يعمل كقاضي، ويجسد شخصيته حسام فياض، مع أصدقائه (عادل) المحامي، والذي يجسد شخصيته أحمد عثمان، و(كمال) الذي يجسد شخصيته أحمد السلكاوي، ويلعبوا لعبتهم المفضلة التي تعرف بـ(المحكمة)، ويطلب (كمال) من (آدم) أن يفصح عن أي جريمة ارتكبها من قبل حتى تبدأ اللعبة، لكن (آدم) ينكر أنه قام بأي جريمة، وتكشف الأحداث أن (آدم) قد تم ترقيته في وظيفته من مجرد مندوب لمدير المبيعات منذ عام واحد فقط، وتحديداً بعد موت مديره السابق، من هنا يستنتج (عادل) محامي الادعاء أن (آدم) من قتل مديره السابق، لكنه ينكر ويقول إنه قد مات بالسكتة القلبية لأنه كان مريض قلب، وتدين اللعبة (آدم)، بعد أن اعترف أنه قاتل، ويصدر الحكم عليه بالإعدام، وتنتهي الحكاية بإستيقاظه من النوم في بيت (حكيم)، ليكتشف أن الأمر كان مجرد لعبة، وأنه ما زال على قيد الحياة، وأنا قمت بإعداد العرض باللهجة المصرية، وحذفت شخصية (الجلاد) التي صارت (خادمة)، واعتمدت علي فكرة التشويق والإثارة التي أغنت العرض، وجعلت الجمهور متشوقآ ومنتبهاً طوال أحداث العرض التي لا تتعدى 80 دقيقة، في انتظار ما ستسفر عنه المحاكمة”. 

وعن سبب تقديمه هذه المسرحية يقول فؤاد: “درست الفلسفة، وقدمت عدة عروض فلسفية، واسعي لتقديمها بشكل مختلف عن الشكل المعتاد، لأن النصوص الفلسفية تحتاج لتفسير يوضح مضمونها للجمهور أو للقارئ، وأعجبت بنص (العطل) لما يحتويه  من فكرة عميقة”. 

بينما يقول نور محمود بطل العرض: “تدور أحداث المسرحية حول لعبة تنقلب على صاحبها، وأجسد دور (آدم السمري) وهو شخص معتز بنفسه متعجرف نوعاً ما”. 

وعن سبب مشاركته في العرض يقول نور: “أعجبت بفكرة العرض، ومنذ فترة طويلة وأنا اسعى للوقوف على خشبة المسرح، لأن الممثل يجب أن يبدأ بالعمل على المسرح فهو (أبو الفنون)، وكانت أمنية حياتي الإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لكن لم يحالفني الحظ بالإنضمام لهذا الصرح الكبير، وتربطني علاقة صداقة قوية بمخرج العرض، وشاهدت له من قبل عرضين هما (ديجافو) و(كيوبيد)، بعدها طلبت منه العمل في المسرح، حتى اختارني للمشاركة في (النقطة العميا) الذي يمكن وصفه بالتجربة الصعبة، بل والمرعبة بالنسبة لي، لكنها أيضا ممتعة”. 

بينما يقول أحمد عثمان أحد أبطال العرض: “أجسد شخصية (عادل) محامي الادعاء، وهو شخص ذكي، خاصة في إستجواب المتهم، حيث يتمكن من إنتزاع الاعترافات من (آدم) بإحترافية كبيرة، واستطاع أن يكشف عن جوانب شخصية (آدم) بكل سهولة، فهو متخصص في علم النفس الجنائي، وبعد أن أقترحوا عليه اللعبة ووافق ظناً منه أنهم سيلعبون (القمار)، لكن عندما يعرف بطبيعة اللعبة يحاول الرفض، لكن (عادل) يستفزه ويدفعه للمشاركة، وأنا سعيد جدا بمشاركتي في العرض، وأتمنى أن ينال رضاء الجمهور”.

إقرأ أيضاً : دنيا سمير غانم رفقه بيومي فؤاد في بروفات عرض «أنستونا» بموسم الرياض 

;