طرح علماء الحفريات والبيئة فرضية تفيد بأن الريش والأجنحة قد ظهرت لدى الديناصورات البرية، من أجل إرباك الفريسة أثناء مطاردتها.
وأفادت الخدمة الصحافية لجامعة «سيئول» الوطنية، بأن العديد من الطيور الآكلة الحشرات المعاصرة، تتصرف بطريقة مماثلة، وفق «تاس».
ربما كانت الديناصورات الصغيرة آكلة اللحوم والحشرات ترفرف بأجنحة بدائية صغيرة مغطاة بالريش لإخافة الفريسة من مخابئها، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Scientific Reports، قام الباحثون ببناء ديناصور آلي اسمه Robopteryx للتحقيق في كيفية استجابة الجنادب لمختلف سلوكيات التخويف المحتملة، والتكهن بأن النتائج يمكن أن تساعد في تفسير سبب تطور الأجنحة ذات الريش قبل أن تكون قادرة على الطيران في بعض أنواع الديناصورات.
على الرغم من اكتشاف بقايا أنواع عديدة من الديناصورات ذات الريش، إلا أنه حتى الآن تم اكتشاف أعضاء فقط من مجموعة واحدة من الديناصورات المعروفة باسم بينارابتورا ذات ريش جناحي، وهو نوع الريش المطلوب للطيران. تظهر الحفريات أن هذه الأجنحة تطورت أولاً على أجنحة بدائية صغيرة أو أجنحة أولية لم تكن قوية بما يكفي للطيران والتي لا تزال وظائفها غير معروفة حاليًا.
ويفترض جينسوك بارك، وهيونجبيل مون، ويونج نام لي، وسانج إيم لي، وبيوتر جابلونسكي وزملاؤه أن الأجنحة الأولية ربما تكون قد استُخدمت في البحث عن الطعام "بالمطاردة السريعة"، وهي استراتيجية صيد لوحظت في أنواع متعددة من الحشرات المعاصرة وآكلة اللحوم. أنواع الطيور النهمة مثل طائر الطريق الأكبر والطائر المحاكي الشمالي ، تتكون هذه الإستراتيجية من قيام الحيوانات المفترسة باستخدام ريش متباين الألوان على أجنحتها وذيولها لإبعاد الفريسة عن مخبأها والفرار، وعند هذه النقطة يمكن ملاحقتها والقبض عليها.
قام المؤلفون ببناء روبوت يُدعى Robopteryx لاختبار فرضيتهم، مستندين في ذلك إلى الحجم والشكل ونطاق الحركة المقدر لديناصور pennaraptoran Caudipteryx ، وهو حيوان مفترس ذو قدمين، بحجم الطاووس، عاش قبل حوالي 124 مليون سنة، ثم استخدموا Robopteryx لتقليد العديد من الاختلافات في سلوكيات عرض المطاردة المتدفقة - مع التسلسل الكامل الذي يتكون من نشر الأجنحة الأولية ورفع الذيل، والتوقف مؤقتًا وهي ممدودة، ثم طيها مرة أخرى - ولاحظوا الاستجابة السلوكية للجنادب تجاه الأجنحة، سلوك العرض تم استخدام الجنادب لأنها تستجيب لسلوك عرض المطاردة، وتنتمي إلى رتبة Orthoptera التي كانت موجودة بشكل متزامن مع Caudipteryx .
وجد الباحثون ارتباطات إيجابية كبيرة بين استخدام الأجنحة الأولية في سلوك العرض وكل من احتمالية هروب الجندب - حيث هرب 93% من الجنادب التي تم اختبارها عند استخدام الأجنحة الأولية مقارنة بـ 47% بدونها ، وإلى أي مدى هربت كان Robopteryx بعيدًا عندما فروا، كما وجدوا أيضًا ارتباطات مهمة بين وجود بقع بيضاء على الأجنحة الأولية ووجود ريش على الذيل واحتمالية هروب الجندب.
استنتج الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها مع Robopteryx تدعم فرضية مطاردة التدفق، وتوفر منظورًا جديدًا حول سبب تطور الأجنحة والذيول ذات الريش في البداية في الديناصورات.
