فى الصميم

العدالة تنتصر.. للدم الفلسطينى

جلال عارف
جلال عارف

رغم أن قرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة لم تتضمن الوقف الفورى لإطلاق النار، فإن زعماء وعصابات الإرهاب الصهيونى الحاكم فى إسرائيل بقيادة نتنياهو تباروا فى الهجوم على هذه القرارات وإدانة محكمة العدل الدولية وتوجيه التهم المعتادة بمعاداة السامية لقضاة المحكمة (!!)..

فهم يدركون جيداً معنى رفض المحكمة لكل الدفوع الإسرائيلية وإقرارها بوجود أساس لاتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية، وبضرورة إصدار القرارات الاحترازية لأن هناك "خطراً محدقاً على الفلسطينيين قبل صدور الحكم النهائى". كما يدرك زعماء عصابات الإرهاب الإسرائيلى بأن ما قررته المحكمة من إلزام إسرائيل بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والتدمير بحق سكان غزة، وتوفير الاحتياجات الإنسانية لهم، ومنع ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية.. كل ذلك لا يعنى إلا الإيقاف "الفعلى" لحرب الإبادة.

فى كل الأحوال.. قرارات المحكمة التى أعلن نتنياهو رفضه لها ستكون أمام مجلس الأمن الذى يملك اتخاذ إجراءات تنفيذها وهو يعلم أنها ملزمة لكل الدول.. فهل ستنحاز أمريكا للعدالة الدولية أم تبقى شريكة فى الإرهاب الإسرائيلى وحامية له بـ "الڤيتو" المعتاد؟!.. الإجابة لم تتأخر مع تأكيد واشنطون لرفضها توجيه الاتهام بالإبادة الجماعية لإسرائيل، وإصرارها على استمرار المذبحة الإسرائيلية ضد شعب فلسطين.. وهو ما يعنى أن أمريكا قد تنجح فى عرقة تنفيذ قرارات العدالة الدولية، لكنها تعرف جيداً عواقب ذلك على ما تبقى لها من مكانة دولية وعلى نظام عالمى تزعمته منذ الحرب العالمية الثانية يقف الآن على حافة الانهيار.. وستكون أمريكا هى الخاسر الأكبر!!

كنا بالطبع، ننتظر قراراً صريحاً من المحكمة بإيقاف الحرب حتى لا تترك أى فرصة للتلاعب من جانب إسرائيل وأمريكا.. لكن قرارات المحكمة - بصورتها الحالية وبإجماع القضاة عليها - هى خطوة مهمة على طريق إقرار العدالة وانتصار الحق الفلسطينى. الآن تقف إسرائيل أمام العدالة الدولية متهمة بالإبادة الجماعية. وهى ملزمة باتخاذ كل الإجراءات لحماية الفلسطينيين تحت الاحتلال وليس لقتلهم، وهى ملزمة أيضاً بمعاقبة كل من حرض على الإبادة وفى مقدمتهم نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس دولته الذين استشهدت المحكمة بتحريضهم المباشر على إبادة الفلسطينيين.

إسرائيل المعزولة فى العالم يضيق الخناق عليها، وزعماؤها تطاردهم العدالة الدولية، ومن يدعمونها هم شركاء لها فى الجريمة.. وفى العقاب مهما حاولوا الإفلات من العدالة، والدم الفلسطينى سينتصر على الصهيونية النازية، وسيدفع كل مجرمى الحرب ثمن جرائمهم.