في ذكرى ميلاد السندريلا .. نجمة شاملة وحضور طاغى رغم الرحيل

 سعادة حسنى
سعادة حسنى

محمد‭ ‬بركات

خفة ظل، أنوثة طاغية، مهارات غنائية واستعراضية نادرة، صفات كثيرة تميزت بها “سندريلا الشاشة العربية” الراحلة سعادة حسنى التى استطاعت بملامحها الرقيقة وبذكائها الشديد وحضورها الجذاب، العبور بقوة لقلوب الجمهور المصرى والعربى، فنانة متعددة المواهب ممثلة ومغنية واستعراضية، احترفت التمثيل وأجادت الغناء وتميزت بقدرتها ورشاقتها على تقديم الاستعراض والغناء في العديد من أعمالها، ونجحت أيضا في تقديم الأدوار الخفيفة والميلودراما بنفس المستوى، وهو ما أهلها لاحتلال مكانة فنية جعلتها تقترب وتنافس فاتن حمامة على لقب ممثلة القرن على الرغم من انتمائها لجيل آخر، لتصبح  سعاد حسنى إحدى أيقونات الفن المصرى باعتبارها فنانة شاملة.

تعتبر سعاد حسني نجمة استثنائية وحالة خاصة ليس لها مثيل، فمنذ نعومة أظافرها وهى تعشق الفن والتمثيل، حيث كانت متأثرة كثيراً بشقيقتها نجاة الصغيرة، وشقيقها الذي كان يعمل ملحناً وهو عزالدين حسني، واشتركت “سعاد” وهي في الثالثة من عمرها في الإذاعة المصرية من خلال البرنامج الشهير “بابا شارو” والذي قدمت خلاله أغنية “أنا سعاد أخت القمر”، لتبدأ النجومية مبكرًا، إذ قامت بأول بطولة لها من خلال فيلمها الأول “حسن ونعيمة” عام 1959، ونظراً لما حققه الفيلم من نجاحٍ كبير، توالت بعدها الكثير من الأعمال، وانطلقت سعاد من خلاله إلى عالم الفن والشهرة، وعرفها الجمهور، مما دفعها للاستمرار وإصدار العديد من الأعمال المختلفة والمتنوعة، على الرغم من أن سعاد حسني قدمت حوالي 91 فيلماً من بينهما إثنان خارج مصر، بالإضافة إلى ثمان مسلسلات إذاعية ومسلسل تلفزيوني واحد (هو وهي) مع الفنان أحمد زكي تعتبر جميعها ناجحة، إلا أن هناك ثمة أفلام حققت لها الشهرة والنجاح لدى الجمهور وتعتبر أيقونة من أيقونات السينما المصرية حتى بعد رحيلها، ومن بين هذه الأفلام: “حسن ونعيمة، الزوجة الثانية، صغيرة على الحب، خلي بالك من زوزو، شفيقة ومتولي، غروب وشروق”.

ثنائيات

شكلت سعاد حسني مع العديد من الفنانين ثنائيات فنية، وكان أبرزها اشتراكها مع الفنان حسن يوسف في العديد من الأفلام الكوميدية، من بينها: “البنات والصيف، للرجال فقط، الزواج على الطريقة الحديثة، فتاة الإستعراض”، وغيرها من الأعمال، أما عن الثنائيات الاستعراضية والغنائية كانت بالاشتراك مع الفنان حسين فهمي في العديد من الأفلام من بينها “خلي بالك من زوزو، أميرة حبي أنا، موعد على العشاء”، أيضا شكلت ثنائي ناجح جداً مع الفنان الراحل أحمد رمزي، وقدما معاً أجمل الأفلام، من بينها “شقاوة بنات، غراميات إمرأة ، الأشقياء الثلاثة، وأول حب”، وبرومانسية كوميدية رقيقة شكلت ثنائى مع الفنان الراحل رشدي أباظة، وقدموا معاً العديد من الأفلام من بينها “الساحرة الصغيرة، صغيرة على الحب، الحب الضائع، وبابا عايز كده”.

مطربة استعراضية

لم تكن سعاد حسنى مجرد ممثلة فقط، بل تميزت السندريلا وقدمت مجموعة مميزة من الأغاني بدلال وخفة وصوتها العذب خلال أعمالها السينمائية أو التلفزيونية، التى مازالت تردد حتى الآن، ومن أشهر هذه الأغانى “الدنيا ربيع” التي تعتبر بمثابة أغنية رسمية لفصل الربيع، “يا واد يا تقيل”، “بانو بانو”، بالإضافة إلى أغنية “دولا مين” التي قدمتها بعد انتصار حرب أكتوبرالمجيد، غنت سعاد كلمات وألحان تشبهها إلى حد كبير، فكان لها عدد من التجارب مع كبار الموسيقيين أمثال محمد الموجي ومنير مراد، صلاح جاهين وكمال الطويل، فكان لديها صوت رائع وإحساس جميل، ولم تنسى سعاد نصيبها من فوازير شهر رمضان الكريم، ففى عام 1975 قدمت الفوازير على موجات صوت العرب وحققت نجاح كبير.

إنسحاب بهدوء

اختتمت سعاد حسنى مسيرتها الفنية والسينمائية بفيلم “الراعي والنساء”، بعدها ظهر على وجهها علامات المرض الذي غير من ملامحها بشكل كبير، ثم قررت بعدها الإعتزال والإنسحاب بهدوء من عالم الفن حتى لا تطل على الجمهور، إلا بشكلها الذي اعتاد الجميع أن يرونها به، ولم ترحل سعاد حسني في هدوء، بل أثار خبر وفاتها جدلًا كبيرًا في الأوساط الإعلامية والصحفية وقتها، حيث توفيت إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن في 21 يونيو 2001، وقد أثار حادث وفاتها جدلاً لم ينته إلى الآن، وهناك أكثر من رواية حول وفاتها، فهناك من يؤكد أنها قُتلت بعد اعتزامها كتابة مذكراتها، فيما قال البعض أن وفاتها طبيعية، وآخرون أكدوا أنها أقدمت على الانتحار.

إقرأ أيضاً : في ذكرى ميلاد السندريلا.. قالوا عن «أخت القمر»


 

;