في ذكرى ميلاد السندريلا.. قالوا عن «أخت القمر»

سعاد حسني
سعاد حسني

ندى‭ ‬محسن

تركت “سندريلا الشاشة العربية”، سعاد حسني أثرًا طيبًا في قلوب كل مَن عرفها، حيث جمعتها علاقات صداقة ومحبة وأخوة بعدد كبير من زملائها الفنانين اللذين تعاونت معهما في أعمالها السينمائية والدرامية، وظلت ذكراياتها ومواقفها الطيبة محل حديث الكثير منهم، بل أصبحت حاضرة في أذهان الكثير، ولا يخلو أي لقاء مع زملائها عن الحديث عن موهبتها الفريدة، وجمالها الاستثنائي، وحضورها الطاغي رغم رحيلها قبل سنوات طويلة.

شكلت سعاد ثنائيًا ناجحًا مع النجم أحمد زكي، حيث جمعتهما العديد من الأعمال السينمائية والدرامية التي تركت بصمة كبيرة لدى الجمهور العربي، ومن أبرز هذه الأعمال فيلم “موعد على العشاء، متولي وشفيقة، الراعي النساء، الدرجة التالتة”، ومسلسل “هو وهي”، وفي رثائها قال عنها: “يا أكثر الموهوبين اتقانًا، وأكثر العباقرة تواضعًا، وأكثر المتواضعين عبقرية.. بوجودك ملأتي قلوب البشر بالبهجة وبغيابك ملأتيها بالحزن.. استريحي الآن.. إهدئي يا من لم تعرف الراحة من قبل، لك الرحمة وكل الحب وكل التقدير.. أسكنك الله فسيح جناته يا من جعلتِ حياة الناس أكثر جمالاً”.

وعن كواليس العمل بينهما قال في أحد لقاءاته الإعلامية: “سعاد حسني كانت بتقول عليا توأمها وضرتها في التمثيل، وكنا بنستمتع مع بعض في التمثيل خاصة في مسلسل (هو وهي)”.

“ليدي بروح طفلة”.. هكذا وصفها النجم رشدي أباظة الذي جمعته بها العديد من الأعمال السينمائية، أبرزهما “أين عقلي، شقة الطلبة، بابا عايز كده، الطريق، الحب الضائع، جناب السفير، وصغيرة على الحب”، الذي حكى كواليسه وذكرياته مع سعاد أثناء العمل قائلاً: “لما كنا بنعمل فيلم (صغيرة على الحب) أبصلها طفلة تقعد تتنطط، بعدها بعشر دقائق تدخل جوا وتطلع ألاقي أجمل ست في الدنيا خارجة علينا بفستان هي اللي محلياه، عشان كده عمري ما فهمتها، كانت دايمًا بتخضني”.

وروى الفنان الكبير حسن يوسف تفاصيل كثيرة وذكريات عديدة جمعت بينهما خلال فترة عملهما، والتي تحولت فيها علاقتهما إلى علاقة صداقة وأخوة وطيدة، وعن “السندريلا” قال يوسف: “سعاد كانت تعتبرني أخًا لها، وكانت تقول لي (أنت الوحيد اللي معاكستنيش)، وكنت أقول لها (إنتي خايبة وصعبانة عليا لإنها كانت على نياتها)، وإذا أخطأ فيها شخص لا ترد، وكانت متواضعة وخلوقة، وكثيرًا ما كنت أتدخل في حل مشاكلها الزوجية مع علي بدرخان وصلاح كريم، وبعدها انقطع التواصل بيننا حتى رأيتها للمرة الأخيرة في لندن قبل وفاتها بسنوات”.

وتذكر يوسف تفاصيل اللقاء الأخير الذي جمعه بها في لندن قبل وفاتها قائلاً في أحد لقاءاته الإعلامية: “إلتقيت بها في الفندق الذي كانت تُقيم فيه، إذ فوجئت أثناء وقوفي في (الرسيبشن) بسيدة ممتلئة الجسم تجلس على كنبة، وتقول لي (إزيك يا حسن)، لم أتعرف عليها حينها، وتعجبت من أنها تعرفني وتناديني دون ألقاب، فإذا بها تقول لي مش عارفني يا حسن أنا سعاد حسني، وشعرت وقتها بالحرج الشديد، فاعتذرت لها بأن هذا تأثير الصيام والسفر حتى أخفي الحرج، وشعرت بأنني اخطأت خطأً كبيرًا لإنني لم أعرفها بسبب تغير شكلها وهيئتها، وكانت وقتها مصابة بالعصب السابع وترتدي ملابس بسيطة، وقلت لها متتحركيش أنا هطلع الشنط إلى الغرفة وأنزل نفطر سوا، وعندما عدت لم أجدها وقالوا لي أخذت تاكسي ومشيت، فانتظرتها وسألت عنها طوال اليوم والأيام التالية ولم تعد، وأعتقد أنها حزنت على نفسها لإن شكلها تغير لدرجة أن رفيق عملها لسنوات طويلة لم يتعرف عليها، وحاولت البحث عنها دون جدوى ولم أعرف عنها شيئًا حتى سمعت خبر وفاتها”.

وقالت عنها الفنانة الكبيرة شادية: “سعاد حسني بها خفة تبهرك، كلما نظرت إليها تكون مبهورًا، وعندما تسمعها لا يكون هناك نشاذ في أذنك، إنما تجذبك وتجعلك تعيش معها، وهذا شيء رائع”، أما الفنانة الكبيرة فاتن حمامة قالت عنها: “سعاد من أحلى وأجمل وألطف الوشوش والممثلات اللاتي ظهرن على الشاشة”، كما وصفها الفنان الكبير عادل إمام بأنها بمثابة الأخت والصديقة الجميلة التي كان يشعر بأنها قريبة منه، ولا يشعر أن هناك فرقًا بينه وبينها، وكانت جذابة وجمالها مختص بذاتها”.

 

“كانت طفلة جميلة زي ما كنتم بتشوفوها على الشاشة”.. هكذا وصفتها الفنانة الكبيرة نادية لطفي قبل أن تضيف خلال أحد لقاءاتها الإعلامية: “أنا كنت بحب كل حاجة في سعاد”، ذوقها ورقتها وجمالها”، وقال عنها الفنان الكبير الراحل نور الشريف: “سعاد بالنسبة لي هي أهم ممثلة على الإطلاق في تاريخ فن التمثيل العربي”، وعن موهبتها قال المخرج الكبير يوسف شاهين: “موهبة نادرة التكرار، وحياة حافلة بالعطاء والفن غير المسبوق”، كما قال عنها الفنان شكري سرحان: “الأيام لم ولن تأتي بسعاد حسني ثانية، ولا يمكن فنها وابتسامتها وجمالها يتنسوا أبدًا للناس كلها وللشاشة العربية”.

إقرأ أيضاً : في ذكرى ميلاد السندريلا .. محطات فى مسيرة «سندريلا السينما»

;