سطور جريئة

شكرا سيد عطا

رفعت فياض
رفعت فياض

 عن قرب أكتب عن شخصية لتكون نموذجا للآخرين فى أى موقع قيادى من قيادات الصف الثانى بجميع الوزارات وليس وزارة التعليم العالى فقط التى ينتمى إليها سيد عطا الذى ترك منذ أيام قليلة رئاسة قطاع التعليم بالوزارة بعد وصوله للسن القانونية بل زاد عنها بعد هذه السن ثلاث سنوات أخرى تم مد خدمته فيها لكونه خبرة غير مسبوقة بالوزارة وكان بمثابة « رمانة الميزان.

« كما أطلقتها عليه حيث بدأ رئاسة هذا القطاع والذى يعتبر من أهم قطاعات وزارة التعليم العالى منذ مايزيد على ثمانى سنوات بدأت عندما كان د.السيد عبد الخالق وزيرا للتعليم العالى واستمر مع د.أشرف الشيحى وبعده مع د.خالد عبد الغفار وأخيرا مع د.أيمن عاشور الذى لو كان الأمر بيده لقام بالمد له عدة سنوات أخرى نظرا لخبرته وكفاءته ونزاهته ونظافة يده فى قطاع قد يصعب على البعض أن يتمتعوا بهذه الصفات فيه بسبب كل مانتخيله من مغريات، وتقديرا من د.عاشور لهذا الرجل قام بتعيينه مؤخرا أمينا لجامعة حلوان الأهلية، كما أصدر قرارا آخر بأن يكون مستشارا للوزير لشئون مكتب التنسيق والجامعات.

كان سيد عطا مشرفا عاما على مكتب تنسيق القبول بالجامعات وهو المسئول عن تنسيق مايزيد على مليون طالب وطالبة من الحاصلين على الثانوية العامة أو مايعادلها من الشهادات العربية والأجنبية، وكذلك توزيع جزء من هؤلاء الطلاب على مايزيد علي 185 معهدًا عاليا فى مصر، وكان يقود هذه المهمة باقتدار لأن الخطأ الواحد فى توزيع طالب واحد بشكل مخالف فى أى جامعة سيشوه هذا الجهد الرهيب فى هذا المجال الذى كان يجعله لايرى النوم لعدة شهور طوال فترة التنسيق سوى عدة ساعات قليلة، ولأن طبيعته هى كذلك فقط نسى نفسه فى تكوين أسرة لسنوات طويلة ثم تزوج بعد أن اقترب من سن الأربعين ومازال أطفاله فى ريعان شبابهم، وسعدت جدا عندما علمت أن السيدة حرمه كانت إحدى تلميذاتى بكلية التربية النوعية بميت غمر والتى كنت أقوم بالتدريس لسنواتها الدراسية الأربعة لمدة 11 سنة وقتما أنشأها د0فتحى سرور فى بداية التسعينيات لتكون تحت إشراف وزارة التعليم العالى وقبل أن يتم ضم هذه الكليات لكل جامعة تقع فى دائرتها الجغرافية.

 كان سيد عطا أول من يدخل وزارة التعليم العالى وآخر من يغادرها ـ ولم يختلف عليه إثنان فى كل هذا القطاع وفى مقدمتهم عمداء وأصحاب جميع المعاهد العالية فى مصر.

لم يتخلف سيد عطا عن حضور أى من جلسات المجلس الأعلى للجامعات ليكون على علم بكل ماهو جديد فى كل جامعة حتى يراعيه عند التنسيق، وكان فى غياب الوزير يقود المجلس الأعلى لشئون المعاهد بالإضافة إلى قيادته للجان الضبطية القضائية التى تحارب كل كيان وهمى من الذين يعملون تحت «بير السلم» ويغررون بالطلاب للالتحاق بها ويستولون منهم على أموال طائلة حتى يمنحوهم فى النهاية شهادت جامعية مزورة فى كل التخصصات بما فيها التخصصات الطبية والهندسية حتى تم غلق 411 كيانا منها  فى مختلف المحافظات  كان بعضها يوهم كل من يلتحق به من هذه المراكز أنه سيمنحهم درجة الماجستير والدكتوراة وتم وضعها جميعا من قبل الوزارة فى قائمة سوداء لتحذير الجميع. 

حاول كثير من المعاهد التى تهدف للربح فقط أن يستميلوا سيد عطا طوال كل هذه السنوات الطويلة لزيادة أعداد الطلاب لديهم فوق ماهو مخصص لهم رسميا من الوزارة ـ وكان إجابته للجميع واضحة أن والده لو عاد له من القبر مرة أخرى وطلب منه ذلك لن يوافق عليه أو على أى شىء مخالف للقواعد والقوانين، ولكن فى تنسيق المعاهد عند توزيع الطلاب الزائدين عن الحد المخصص لكل معهد يقوم بتوزيع الفائض بالتساوى على الجميع وبنسبة ثابته دون مجاملة أحد ـ لهذا أحبه الجميع ووثقوا فيه.

شكرا سيد عطا ـ وأتمنى أن يعين الله من سيأتى من بعده ليقود هذا القطاع المهم، وأن يكثر من أمثاله فى كل وزارات مصر من قيادات الصف الثانى.