قلب مفتوح

صلاح.. آخر ضحايا يناير

هشام عطية
هشام عطية

جميعهم تسلحوا بالوطنية وحب مصر، كل الذين قالوا إن أحداث يناير ٢٠١١ ثورة، وخونوا ونزعوا الوطنية عن كل الذين قالوا أنها مؤامرة.

الآن وبعد مرور ١٣ عاما على أحداث يناير يلح على ذهنى سؤال يبدو منطقيا، أين الذين تصدروا المشهد فى ميدان التحرير وادعوا وقتها أنهم قادة الثورة وأصحابها الشرعيون؟!.

معظهم ليس بيننا لفظتهم هذه الأرض الطيبة بعد أن تآمروا عليها وعلى أهلها، منهم مهرج مدمن يطل علينا كل فترة بمقطع مصور يثير الشفقة أكثر من الضحك، سفيه هارب لم ينس أصله كنصاب ومزور فظل يمارس النصب المخلوط بالنضال، وسياسى متطلع خانته احلامه التى تفوق إمكانياته فاكتفى بالنعيق على منصة أكس، وروائى غرته أضواء العالمية والجرى وراء نوبل فخان نفسه ووطنه فبقى فى منفى اختيارى لا يعرف متى ولا كيف سيعود؟.

منذ اللحظات الأولى لما يطلقون عليها ثورة يناير احتراما لدستور ٢٠١٤ وحبال الود بيننا مقطوعة، كنت أراها - ومازلت - عاصفة فوضوية كادت أن تهوى بمصر وأهلها إلى مكان سحيق، كنت أعتقد - مازلت - أن كل ما نحن عليه من أزمات سببها هذه الثورة المخلوطة بالفوضى والتى اتحدت مع الجهل وكادت تقودنا إلى مصير اسود لولا ألطاف العلى القدير بالبلد التى تجلى عليها فأرسل جنودا لاتلهيهم تجارة ولابيع عن حب وحماية مصر وشعبها.

غدا الأحد تمر الذكرى ١٣ لجمعة الغضب أسود أيام عمرى، بحكم عملى الصحفى كنت فى قلب أحداث الفوضى رأيت بعينى  مصر وهى تحرق عن عمد، رأيت محلات وسط البلد المغلقة تكسر وتنهب، فى طريق عودتى لمنزلى كدت أفقد حياتى على أيدى جحافل البلطجية التى انتشرت فى الشوارع كالجراد، تسونامى الفوضى يضرب كل شىء النشطاء أكثر من الذباب يحتلون الشاشات لم يتركوا رمزا الا اهانوه لم يتركوا قيمة الا اهالوا عليها التراب وكلهم يحتمون بالحرية والتعبير عن الرأى. 

أتصدقون أن لفوضى يناير ضحايا حتى الآن آخرهم نجمنا العالمى محمد صلاح الذى تطاول عليه بعض الذين لا يمثلون «غرزة» فى نعل حذائه الرياضى اتهموه بالهروب من المنتخب لمجرد أنه أصيب فى مباراة غانا  بل وطالبوا باسقاط الجنسية دون أن يدروا أن صلاح هو قوة مصر الناعمة أمام العالم وأن صلاح الذى فرح المصريين كثيرا  يساوى عشر وزارات للسياحة مجتمعة.. اللهم أحم نجمنا العالمى صلاح من شر الإصابات والسفهاء وأحم مصر وشعبها من ميراث فوضى يناير البغيض.